كيف اخترقت جماعة الإخوان النظام القطري واستخدمته لزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية ؟
الجمعة 2 يونيو 2017 الساعة 08:47
id="cke_pastebin"> وفد القرضاوي إلى قطر ضمن موجة النزوح الإخوانية إلى دول الخليج في زمن #جمال_عبد_الناصر عام 1961، ليتحصل لاحقا على الجنسية القطرية.
وكما قال #القرضاوي في مذكراته التي نشرها على صفحته الإلكترونية متناولا نشاطه في قطر: "منذ أول خطاب ألقيته في المدرسة الثانوية بمناسبة انفصال سوريا عن مصر، وكان هذا الخطاب ذا طابع سياسي، كما كان درس جامع الشيوخ ذا طابع ديني، عرف أهل قطر شيئا عن هذا القادم الجديد، وبعد فترة قليلة دعاني الشيخ ابن تركي إلى إحياء ذكرى الإسراء والمعراج في المدرسة الثانوية، كلما جاءت مناسبة دينية أو وطنية أو اجتماعية دعيت إلى المشاركة فيها".
ولم يكن ليمضي أول رمضان للقرضاوي في #قطر حتى تمكن من تثبيت أركانه في أوساط النخب السياسية القطرية، وهي الفئة التي لطالما استهدفتها جماعة الإخوان المسلمين متبعة إرشادات البنا نفسه في ذلك، وكما قال القرضاوي: "فلما جاء أول رمضان علي في قطر دعاني ابن تركي إلى مسجد الشيخ خليفة بن حمد ولي العهد نائب الحاكم المقام أمام قصره الذي فيه سكنه ومكتبه، فكنت أذهب لأصلي العصر بالشيخ، ثم ألقي درساً في تفسير آية أو شرح حديث، أو الحديث عن موضوع معين بمناسبته، مثل الحديث عن غزوة بدر أو فتح مكة أو ليلة القدر (...)، وكان الشيخ خليفة نفسه حريصا على حضوره باستمرار لا يتخلف عنه إلا لمرض أو عذر، وفي هذا المسجد تعرفت على عدد من الأصدقاء الذين كانوا حريصين على حضور الدرس، منهم الشيخ سلمان بن جاسم الذي حضر من أم قرن، والشيخ خالد بن حمد، أحد إخوة الشيخ خليفة الذي توطدت علاقتي به حتى أمست صداقة حميمة، وثيقة العرا، وكان يحضر من الريان القديم".
تابع القرضاوي رئيس #الاتحاد_العالمي_لعلماء_المسلمين تباهيه بالحظوة التي امتاز بها عن باقي العلماء القطريين خاصة والعرب عامة، وبعلاقاته مع المسؤولين القطريين التي عززت من أركانه في قطر قائلا: "كان الترتيب الذي وضعه ابن تركي أن أذهب إلى المسجد نصف الشهر ثم يبدلني ويأتي بشيخ آخر بقية الشهر من باب التنويع، وفعلا بعد أسبوعين أرسل واحدا آخر، وألقى درسا، وفي نفس اليوم اتصل الشيخ خليفة بالشيخ ابن تركي، وقال له: لماذا غيرت القرضاوي؟ قال له: أردت أن أنوع وقال: لا، أنا لا أريد تنويعا، ولا أريد عالما غير القرضاوي"، وعدت ثانية إلى مسجد الشيخ خليفة، ثم تغير إلى مسجد الريان بعد أن نقل الشيخ قصره إلى الريان، وبعد أن أصبح هو حاكم قطر، ثم تغير مسجد الريان إلى مسجد داخل القصر، لا يأتيه إلا الخاصة، بناء على توجيهات رجال الأمن، ولكن بقي حرص الشيخ على حضور الدرس بصفة دائمة، وإنصاته إليه.. وظل هكذا حتى تولى ابنه الشيخ حمد الحكم أي حوالي 36 رمضانا، تخلفت فيها رمضانا واحدا عن هذه الدروس".
الدولة العميقة للإخوان في قطر لم تكن فقط من خلال اختراق الأسرة الحاكمة والتغلغل بين أذرعها وإنما كان أيضا عبر استدعاء القرضاوي نفسه لكافة أصدقائه وزملاء السجن من جماعة الإخوان المسلمين، وتوفير عقود العمل لهم في قطر، تكثف بسببه نشاط ودعوة الجماعة السياسية الحركية من خلال استحواذهم على المناشط الدعوية في المساجد وكذلك في المدارس والكليات الشرعية في الجامعة القطرية قال في ذلك القرضاوي: "كان لي نشاط آخر بجوار درس العصر، هو صلاة التراويح، فقد اقترح الأخ أحمد العسال، وكنا نسكن متجاورين أن أؤمهم في صلاة التراويح بجزء من القرآن كل ليلة، كما كنا نفعل في رمضان الثاني بالسجن الحربي، بحيث نختم القرآن آخر رمضان، وأن تقام هذه الصلاة بالمسجد المجاور لنا، ومعنا بعض الإخوة الأزهريين مثل الشيخ عبد اللطيف زايد والشيخ محمد مهدي والشيخ عبد المحسن موسى والشيخ سيد رجب".
وتابع: "بدأنا الصلاة بصف أو صف ونصف في هذا المسجد الصغير، وما هي إلا أيام حتى ازداد عدد المصلين، خصوصا من المصريين والفلسطينيين والباكستانيين والهنود".
يشار إلى أن من بين الأسماء الإخوانية التي استقطبها القرضاوي، كان حسن عيسى عبد الظاهر، والذي اشتهر ببحثه الذي تناول فيه "أبو الأعلى المودودي" (الأب الروحي لحركات الإسلام السياسي ومنظر مبادئ الحاكمية والجاهلية)، والذي يعد أول بحث عنه بعد وفاته وكان بعنوان" أبو الأعلى المودودي وجهاد نصف قرن في الإسلام".
وكان قد عرف عبد الظاهر الذي استقر به المقام في قطر سنة 1978، بعد اعتلائه منبر جامع إسحاق" وجامع حصة السويدي، حتى توفي بالدوحة في جمادي الثانية 1434.
ولم تكن لتمضي سنوات قليلة حتى بدأت الجماعة بقطاف ثمارها، وذلك بحسب يوسف القرضاوي: "ازداد العدد والإقبال مع بروز الصحوة الإسلامية المعاصرة في أواسط السبعينات من القرن العشرين، فانتقلنا إلى جامع الشيوخ وهو أكبر المساجد وأوسعها".