بسطات الملابس المستخدمة..ظاهرة تجتاح أسواق عدن وتحذيرات صحية من نقلها للأمراض
الخميس 1 يناير 2015 الساعة 23:09

 

اليمن السعيد - عدن 

 أصبحت أسواق وشوارع جميع المدن في المرحلة الأخيرة، تشهد ازدحاماً كبيرة، من قبل أصحاب البسطات الذين اتخذوا من الشوارع العامة وأرصفتها مكاناً لبيع بضائعهم المتنوعة، ومنها الملابس المستخدمة. 

 
ونتيجة لتفشي الفقر يلجأ المواطنون إلى شراء الملابس المستخدمة كونها زهيدة السعر، الأمر الذي جعل الإقبال عليها كبيرا دونما إدراك للأمراض التي قد تنتقل عبر تلك الملابس المستخدمة خاصة الأمراض الجلدية المعدية.. وهو ما يؤكده أطباء مختصون. 
 
وفي هذا الاستطلاع نتناول ظاهرة الملابس المستخدمة المعروضة على أرصفة عدن، والتي لم تكن في سنوات سابقة موجودة. 
 
 المواطن محمد علوي قال: “لهذه الملابس وغيرها من المقتنيات الشخصية المستعملة والتي تكون عادة رخيصة الثمن وتغري كثيرا من أفراد المجتمع لشرائها نتيجة لما يعانونه من فقر مدقع تتسبب في كثير من الأحيان بإصابتهم بعدد من الأمراض الجلدية، وهو ما يتطلب من الجهات المعنية القيام بواجبها لمنع هذه المشلكة التي باتت تشكل ظاهرة في أسواقنا، كما يتوجب على مكتب البلدية في عدن ضرورة تشديد الرقابة على الأسواق لمنع تماديها والتي بات أصحابها يفترشون جميع الشوارع والأمكنة بطريقة عشوائية”. 
 
 محمد أحمد فرحان تحدث عن هذه المشكلة وما تسببه من أضرار على الشخص بالقول: “في الوقت الماضي لا يستطيع أي من هؤلاء الباعة افتراش أرصفة الأسواق، بغير ما هو الحاصل والمشاهد اليوم الذي أصبحت فيه جميع الأسواق مرتعًا لمثل هؤلاء الباعة المتجولين، والأسوأ من ذلك هو تحويل كثير من المناطق والساحات في المدن إلى أسواق عشوائية تباع فيها كل السلع الرخيصة والضارة دون أن توجد رقابة عليها من الجهات ذات الاختصاص، ويعد سوق الحراج في مديرية الشيخ عثمان أحد هذه الأسواق”. 
 
 وأضاف: “ونتيجة للفقر الذي تعاني منه شريحة واسعة من المجتمع تجد هذه الأسواق تشهد ازدحاماً كبيراً لشراء الملابس التي عادة تكون بأسعار مناسبة لهم، دون الاكتراث إلى ما قد تسببه لهم من انتقال للأمراض”. 
 
 
 
 أما سعيد فتحي الدوح في محل لبيع الملابس الجاهزة قال : “إن بيع الملابس المُستعملة والأغراض الشخصية لها مشكلات صحية، وذلك لأن هذه الملابس تأتي من دول أخرى بعد أن تم استخدامها والاستغناء عنها وإعادة بيعها مرة أخرى وخاصة لدول العالم الثالث وبأسعار مغرية جداً بعضها لا يتجاوز الـ 500 ريال، وأسعار أخرى زهيدة أيضاً”. 
 
 أحمد فضل أحمد قال: “إن بيع هذه السلع في الأسواق ليس له غير معنى واحد هو غياب الرقابة على الأسواق، وتراجع دور الجهات الرقابية، والفقر الذي يعاني منه كثير من الناس، فالزائر إلى سوق الحراج يومي الخميس والجمعة سيجد إقبال المواطنين الكبير عليها نتيجة لعدم مقدرتهم على شراء الأشياء الثمينة والجيدة لارتفاع ثمنها والذي يفوق قدراتهم المادية، ومن المشكلات التي يتسبب بها هؤلاء الباعة هو خلق العشوائية وعدم التنظيم والازحام الشديد”. 
 
 
 **ناقل لأمراض عدة** 
 
 أما الدكتور نبيل حسين صديق أستاذ في معهد أمين ناشر التعليمي فأكد على خطورة تداول هذه السلع سواء بالبيع أو بالتبرع على الصحة العامة للفرد والمجتمع”.. مشيرًا إلى أن “هنالك بعض الأمراض التي تنتقل عن طريق الملابس المستعملة كالأمراض الطفيلية والتي تكون ناتجة عادة عن فطريات كالسعفة، وسعفة الفخذين دائرية والتي لا تزول مطلقاً إلا بعلاج خاص بهذه الفطريات يحدده الدكتور، وكذا الأمراض الفيروسية الطفيلية كالقوب، وقمل الملابس، والتنيا الجلدية وغيرها، كما أن الملابس غير القطنية قد تسبب الإكزيما الجلدية أو الحساسية الجلدية والتي يمكن أن تدخل فيها فطريات وتسبب مرض الثاليل walats وهو من الأمراض الثنائية المنشأ التي تسبب تقرحات صديدية في الجلد، ومن هنا نوصي بضرورة فرض رقابة على البضائع المحلية والمستوردة التي تسبب أمراضا معدية أخرى أبرزها الكبد الفيروسي التيبي، السل، الكولايرا، كما أنصح جميع المواطنين بغسل جميع الملابس الجديد، وكذلك الاهتمام بالتعقيم وتطهير الملابس بصورة صحيحة لتفادي انتشار الأمراض”.
 
 
 **تشويه لمنظر الأسواق**
 
 مؤكداً أن “هناك فطريات لا يتم القضاء عليها بمجرد غسل الملابس بل تحتاج إلى كي أو غلي بالماء ومُطهر، الأمر نفسه متعلق بالوسائد والمخاد وغيرها من الأشياء التي تلامس الجلد بشكل مباشر، بالإضافة إلى أدوات العناية الخاصة مثل ماكينات الحلاقة، وفرشاة الأسنان، والساعات وغيرها”. 
 
 
 
 **يجب تفعيل القوانين: 
 
السيد فاروق الحداد ناشط اجتماعي بدوره تحدث عن هذا الموضوع بالقول: “إن هذه الظاهرة تضاف إلى الظواهر السلبية التي بدأت تنتشر بصورة كبيرة في المدن وأسواقها، وهو ما بات يتطلب الوقوف الجاد للمطالبة بضرورة تشديد الرقابة على هذه الأسواق لمنع استمراريتها”. 
 
وأضاف: “إن القوانين الخاصة بهذه المشكلة موجودة لدى الجهات المعنية كالصحة والبلدية، ولكن ليست مفعلة ولا يتم العمل بها”. 
 
**سلع مناسبة جداً** 
 
أما المواطن عيدروس خالد محمد فقال: “أنا أحد الأشخاص المستخدمين لهذه السلع، ولا أرى فيها أية مشكلة، فهي جيدة ومناسبة في الوقت نفسه، كما أنها سلع دافئة وكثير منها ماركة عالمية، ولاتنقل أي من الأمراض”.
 
 
 
 
 
المصدر: الايام