شاهد فيديونادرللزعيم الثائرقائد الثورة الفلسطينية "ياسرعرفات " ابو عمار
السبت 11 نوفمبر 2023 الساعة 21:24
كتب- محمود الطوخي
لا زالت صورته حاضرة لا تغيب، لمّا حمل غصن الزيتون ممثلا للسلام في يد، وبندقيته في اليد الأخرى رمزا للكفاح والمقاومة، يُخيّر قادة العالم في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا: "جئتكم يا سيادة الرئيس بغصن الزيتون في يدي، وببندقية الثائر في الأخرى، فلا تسقط الغصن الأخضر من يدي".
19 عاما مرت على رحيل الزعيم الفلسطيني الثائر ياسر عرفات، أو كما ورد في السجلات الرسمية "محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة"، بينما أسمته الموسوعة البريطانية "عبد الرحمن رؤوف القدوة"، أو كما أحب ينعت بـ "أبو عمار" تيمنا بالصحابي عمار بن ياسر.
على بعد خطوات من حائط البراق وُلد "أبو عمار" في 4 أغسطس 1929 بمدينة القدس حيث عاش طفولته، بين أشقائه الـ 6 وأفراد عائلة الحسيني التي ينتسب إليها، يتابع الانتفاضات المتوالية في أعقاب الانتداب البريطاني.
لم تكن نشأته كباقي من يماثلونه في العمر، فما عايشه من أحداث في بدايات القضية الفلسطينية، شكّل الجزء الأكبر من وعيه واهتماماته التي انصبت فيما بعد بالسياسة والشؤون العسكرية، إلى أن أتى إلى مصر برفقة والده للعمل بتجارة الأغذية.
وحين اشتد بنيانه وأدرك الشباب، انضم إلى الحركة الوطنية الفلسطينية التابعة لـ "اتحاد طلاب فلسطين" في عام 1944، الذي أصبح رئيسا له بين أعوام 1953 و1968، ويتقدم المظاهرات المناهضة للاستعمار الإنجليزي لمصر.
لكن ورغم بُعده عن الأراضي المحتلة، كان حاضرا بدوره في تهريب الأسلحة والذخائر إلى الثوار الفلسطينيين، حتى جاءت مشاركته في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، وتكون النكبة المشؤومة، فينتقل مع عائلته إلى غزة ومنها إلى القاهرة مرة أخرى، وينضم إلى مجموعات الفدائيين المصريين في عملياتهم ضد الإنجليز، إلى جانب دراسته للهندسة بجامعة الملك فؤاد الأول "القاهرة حاليا".
وتكون فيما بعد نقطة لقاء مع قادة الثورة المصرية، الذين ساعدوه في قبول أول دفعة من الضباط الفلسطينيين من قطاع غزة بالكلية الحربية المصرية.
ثم التحق بالجيش المصري برتبة ضابط احتياط في سلاح المهندسين العسكريين لنزع الألغام بمدينة بورسعيد، خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حتى تخرج من جامعته ووجه مكتسباته من العمل بمدينة المحلة الكبرى للإنفاق على المقاومة وهو ما كان بمثابة الخطوة الأول في مشروع حركة "فتح"، إلى أن اتجه إلى الكويت.
وفي الـ 10 من أكتوبر 1959 التقى عرفات ببعض الأشخاص الذين شكلوا الخلية الأولى لحركة فتح، في الكويت، ليطلق بعدها الرصاصة الأولى معلنة قيام الحركة في رأس السنة من عام 1965، وتتصدر "فتح" و "أبو عمار" عناوين الصحف بعد نجاح العملية.
وما أن تتابعت العمليات لفدائيي "فتح"، شن الاحتلال غارات مكثفة على تمركزاتها بطول نهر الأردن، ليقول عرفات "نطعم لحومنا لجنازير الدبابات، ولا ننسحب".
ومن أجل انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الرابع في القاهرة، عُيّن عرفات ناطقا باسم الحركة في أبريل 1968، للمشاركة في وضع أسس تكوين منظمة التحرير الفلسطينية، التي أصبح رئيسا للجنتها التنفيذية في عام 1969.
وخلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 1982، قاد عرفات المعارك من مدينة بيروت ضد قوات الاحتلال لمدة 99 يوما، حتى انتهت باتفاق دولي يقضي بخروجه من المدينة.
ووقع عرفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين، اتفاق إعلان المبادئ "أوسلو" في البيت الأبيض عام 1993، ثم انتُخب رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية في انتخابات عامة.
وحينما فشلت مفاوضات "كامب ديفيد"، حاصرته قوات الاحتلال في مقره لمدة عامين ومنعته من مغادرة المنزل، بعدما اندلعت انتفاضة الأقصى بتهمة قيادتها، تعرض للاحتجاز خلالها عدة مرات، تدهورت على إثرها حالته الصحية، ليتم نقله إلى أحد مستشفيات فرنسا، فيلفظ أنفاسه الأخيرة في 11 نوفمبر عام 2004.
وتصرح زوجته فيما بعد بأنه مات مسموما، كما أكده تقرير لخبراء الطب الشرعي في سويسرا، لكن أخصائيين روس قالوا في 2013 أنه مات لأسباب طبيعية، بعد فحص رفاته.