الرئيسية
أخبار محلية
عربي ودولي
اقتصاد
رياضة
الأسرة
تكنولوجيا
فن
تقارير
تواصل معنا
عندما يكون الانتحاري… امرأة
الاربعاء 31 اكتوبر 2018 الساعة 02:58
جسد بلا روح لامرأة محجبة في الثلاثين من عمرها وتضع نظارات سوداء فوق رأسها، ممدد في شارع الحبيب بورقيبة، أكبر شوارع العاصمة التونسية. العملية الانتحارية التي نفذتها امرأة في 29 أكتوبر/تشرين الأول تعتبر الأولى التي تهز العاصمة تونس منذ العام 2015. أصيب خلال الهجوم عشرون شخصا على الأقل، 15 منهم رجال شرطة، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية. وإن كان هذا الهجوم الانتحاري الذي نفذته امرأة سابقة في تونس، إلا أن ضلوع نساء في هجمات مسلحة وانتحارية ليس بالأمر الاستثنائي على المستوى الدولي. وفي غياب إحصائيات رسمية دقيقة، تقدر الباحثة فاطمة الهنايت* مؤلفة تقرير "النساء الانتحاريات، الجهاد النسوي" "15 بالمئة" نسبة الهجمات الانتحارية التي نفذتها نساء. يرصد تقريرها الذي يعود إلى عام 2017، 137 عملية انتحارية نفذتها نساء في 23 دولة (مقابل 77 في العام 2016 و118 في العام 2015). وتفسر الباحثة الارتفاع الملحوظ في العمليات الانتحارية التي كانت وراءها نساء خلال 2017 إلى الهجمات التي نفذها تنظيم "بوكو حرام"، في منطقة غرب أفريقيا. لبنانيات وشيشانيات وفلسطينيات… "في الشرق الأوسط كانت أول امرأة تنفذ عملية انتحارية هي اللبنانية سناء محيدلي، وكانت تبلغ 16 عاما. لقد فجرت نفسها داخل عربة كانت تقودها استهدفت قافلة عسكرية إسرائيلية"، تذكرنا فاطمة الهنايت. كان هذا في 9 أبريل/نيسان 1985، وفي العام الذي تلاه نفذت خمس نساء عمليات مشابهة في لبنان. ترفض الباحثة الحديث عن "ظاهرة" خاصة بالنساء الانتحاريات، وتتحدث عن عمليات انتحارية ذات تأثير كبير قادتها نساء. فمثلا كانت انتحارية من نمور التاميل (بلاك تايغر)، وراء اغتيال رئيس الوزراء الهندي راجيف غاندي عام 1991. المتطوعة التي تدعى لثينموزى راجاراتنام، أخفت قنبلة في سلة زهور. وفي عام 2002 كانت هناك عملية احتجاز الرهائن في مسرح دوبروفكا في موسكو التي نفذتها 19 امرأة شيشانية كن يرتدين ملابس الحداد. كما لا يمكننا إغفال موجة العمليات التي نفذتها 67 امرأة فلسطينية ما بين 2002 و2006… تؤكد الباحثة أنه "ليس هناك صورة نمطية للمرأة الانتحارية، غير تلك التي تخص الرجال كذلك، وهي أن هؤلاء النساء نادرا ما يكن ناضجات". أما الدوافع التي تحفزهن لتنفيذ هذه العمليات فتختلف وتتنوع. وتضيف الباحثة أنه "بالمقابل، وخلافا للرجال، غالبا ما تقدم أسباب شخصية، لتبرير أعمال النساء مثل الانتقام لموت قريب. أما الدوافع السياسية والالتزام بقضية فلا يتم ذكرها بشكل كبير". وترى فاطمة الهنايت في هذا التبرير "إنكارا لقدرتهن على محاكمة الأمور بعقلانية" ودليلا على أن "قتل الذات بقتل الآخرين يمس بالطابوهات حينما يخص الأمر امرأة". إعجاب أو هلع لأغراض تكتيكية ودعائية "مشاركة النساء في عمليات قتل تثير مزيدا من الدهشة، والاشمئزاز والاهتمام العام"، تشرح الهنايت في تقريرها. وينتج عن هذا المزيج من الإلهام والهلع، اللجوء إلى خدمات النساء الانتحاريات على الرغم من أن المتطوعين من الرجال متوفرون، وهو ما يدخل على الأرجح في مقاربة استراتيجية. تشرح الباحثة أنه "في فترات التوترات، يمكن للمرأة الوصول بطريقة أسهل إلى هدفها، والوصول إلى قوى الأمن المتأهبة على سبيل المثال". كما أن اللجوء إلى النساء يمكن من إثارة انتباه وسائل الإعلام وانتشار القضايا في الساحة السياسية كما كان عليه الحال بالنسبة للانتحاريات الفلسطينيات في بداية الألفية الثالثة. فيما "احتكر" تنظيم "الدولة الإسلامية" انتباه وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة، فإن النساء داخله أقل فاعلية ودورهن محصور في الوظائف المنزلية، "دور النساء داخل تنظيم "الدولة الإسلامية" هو البقاء في البيت، وأن يكن زوجات صالحات وأمهات فاضلات. لهذا فإن النساء الانتحاريات كن آخر استراتيجية لجأ إليها التنظيم كما هو الحال في نهاية معركة الموصل". ألسيون فيماير اقتباس: محمد الخضيري |
أخترنا لكم
الأكثر زيارة
|