جندي يمني يفضح أساليب سجون الإمارات السرية
السبت 22 يوليو 2017 الساعة 21:35
اقراء ايضاً :
id="cke_pastebin">  تفاصيل مؤلمة لحالات جديدة من التعذيب الوحشي 
 
روى أحد أفراد قوة حماية أمن مطار عدن الدولي، التي يقودها الضابط اليمني الخضر كرده، المكلف من الرئيس عبد ربه منصور هادي، تفاصيل مرعبة من مآسي التعذيب التي تعرض لها إلى جانب أربعة وثلاثين من أفراد القوة، بعد أن اعتقلتهم قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات، عقب معركة المطار التي نشبت بين الشرعية اليمنية والقوات الإماراتية، التي رفضت تغيير قائد قوات الحماية الأمنية الموالي لها في مطار عدن وفرضت رغبتها بعد شن غارات جوية على أفراد تابعين للحماية الرئاسية للرئيس الشرعي هادي. 
 
وتم اعتقال الضابط كرده والمحسوب على الشرعية، وإيداعه زنازين معسكر القوات الإماراتية بالبريقة رفقة 34 من مرافقيه، قبل أن يتم نقلهم بعدها لسجن البحث الجنائي بخور مكسر، والذي لا يزال الضابط كرده محتجزا فيه مع أربعة من أفراده، فيما تم الإفراج عن الباقين خلال فترات متفاوتة. 
 
7 أيام من التعذيب: 
 
تعذيب متواصل وبأساليب متنوعة، وامتهان للكرامة، وتهم مُصطنعة، بهذه الكلمات اختصر الجندي الخضر قاسم الكُربي، ما عاشه خلال سبعة أيام من الاعتقال التعسفي في معسكر القوات الإماراتية وسجن البحث الجنائي، بحسب تصريح نقله عنه موقع إخباري يمني. 
 
يفيد الجندي الخضر قاسم الكُربي، بأنه تم الهجوم عليهم خلال تواجدهم في المطار ومن ثم اعتقالهم، بحجة أنهم دواعش وينتمون لحزب الإصلاح، ليتم بعدها مصادرة كل ممتلكاتهم من أسلحة،هواتف، وملابس وحتى النقود التي كانت في جيوبنا تمت مصادرتها. 
 
ويضيف: بقيت أيدينا مقيدة وأعيننا معصوبة، وأقدام الجنود لا تتوقف عن ركلنا، وبياداتهم ظلت تدهس أطراف أرجلنا وأيدينا، منذ أن تم اعتقالنا في المطار وحتى وصولنا إلى معسكر القوات الإماراتية، يضيف الكربي في حديثه لـ"الموقع بوست"، الإخباري اليمني. 
 
ويذكر كان أفراد الحزام الأمني وإدارة الأمن يصيحون وبأصوات مرتفعة "أنتم عملاء علي محسن الأحمر"، قلنا لهم هذا غير صحيح نحن جنود تابعين للشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلا أن ردهم كان صاعقا لنا كما يصف الجندي الكربي، فقد قالوا لهم لم تعد هناك أي شرعية مع عبد ربه منصور هادي، فالشرعية اليوم هي شرعية المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي. 
 
وبعد أن تم تقييدهم وضربهم في المطار، تم نقل الضابط الخضر كرده، وأفراده البالغ عددهم 34، إلى معسكر القوات الإماراتية بالبريقة، قبل أن يتم نقلهم لسجن البحث الجنائي بخور مكسر، عدا أربعة أفراد تم إبقاؤهم في معسكر القوات الإماراتية لثلاثة أيام إضافية ومن ثم تم إلحاقهم بزملائهم في سجن البحث الجنائي. 
 
ويتذكر الجندي الخضر قاسم، تفاصيل تلك الساعات، رغم كونه قد قضاها معصوب العينين ومقيد اليدين، عدا دقائق معدودةٍ سُمح له فيها بالرؤية، رأى خلال تلك الدقائق مئات المعتقلين المقيدين إلى جانبه في ساحة معسكر القوات الإماراتية، حسبما قال، واعتقد بأن تلك الخطوة كانت لإفزاعه وإجباره على الإدلاء باعترافات تخص التهم الموجهة له ولرفاقه. 
 
وأضاف أنه كان يتم جمع مئات المعتقلين في ساحة مفتوحة ووضعهم مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعيُن، تحت حرارة الشمس المرتفعة لما لا يقل عن ثلاث ساعات، ومن ثم يتم إدخالهم على مجموعات صغيرة إلى داخل حاويات حديدية تكون فيها درجات الحرارة والرطوبة مرتفعة بشدة، ما يجعل بعض المعتقلين يفقدون وعيهم ويتساقطون فوق بعضهم البعض، دون أن يقدم لهم أي ماء أو طعام. 
 
يتابع" كانت عمليات التعذيب في معسكر القوات الإماراتية تنقسم إلى قسمين جماعية وفردية، فقد كانت الجماعية تتمثل في وضعنا بداخل غرف كبيرة ذات تكييف مرتفع دون أن تكون لدينا أي بطانيات أو ملابس ثقيلة، ليكون بذلك تعذيبا بالبرد إلى جانب الجوع، فلم يكن يقدم لنا أي ماء أو طعام، ومن ثم نقلنا إلى الحاويات الحديدية الساخنة، حيث تتعاقب عمليتا التعذيب بالحر والبرد لمرات عديدة، تتخللها ركلات وكدمات يقوم بها الجنود بحقنا. 
 
حفلة فوضوية: 
 
وتحدث الجندي الخضر عن إجراءات التحقيق التي جرت بحقه، فقال إنها لم تكن سوى حفلة فوضوية من التعذيبِ والشتائم، فكان يتم التحقيق معه وعيناه معصوبتين ويداه مقيدتين، فيما يحقق معه جندي إماراتي حسبما فهم من لهجته. ويذكر الجندي الكُربي" كانت جُلّ الأسئلة التي وجهت لي ولرفاقي تتحدث عن علاقتنا بحزب الإصلاح وتنظيم داعش الإرهابي، والعلاقات التي تربطنا بنائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر، مبديا استغرابه من هذه التهم والتي وصفها بالمصطنعةِ والغريبة كوننا جنود نعمل في حماية المطار بقيادة الضابط الخضر كُرده المكلف من الرئيس عبد ربه منصور هادي. 
 
الشتائم والتهديدات بالاعتداء الجنسي، كانت أمرا روتينيا اعتدنا عليه خلال عمليات التحقيق وخلال نقلنا من زنانة لأخرى، أو نقلنا للحاويات الحديدية، يقول الجندي الكُربي، مستدركا أغلب المحتجزين في معسكر القوات الإماراتية ينتمون لمحافظة أبين، وممن كانوا من أفراد المقاومة الذين واجهوا ميليشيا الحوثيين والمخلوع صالح، واليوم هم في عداد المخفيين قسريا بتهم الإرهاب. 
 
"لم أكن أتوقع تلك المعاملة في معسكر القوات الإماراتية، كنت أسمع عن الانتهاكات بحق المحتجزين وما يتعرضون له من تعذيب، لكن السماع ليس كالتجربة الشخصية" يقول الجندي الكُربي.