بعد اتهامها لقطر .. التفحيط الإماراتي في صحاري اليمن يجرها الى الهاوية.
الخميس 15 يونيو 2017 الساعة 00:23

دكتور / عبد الله اليافعي

هناك فرق كبير بين الغواص الماهر وبين من يدعي الغوص، فالاول يستطيع الابحار دون خوف، بل ويستطيع تعليم غيره فنون الغوص، اما الثاني سرعان ما يغرق، لأن كذبه على الاخرين بأنه غواص ماهر، أودى به الى تلك النهاية البائسة...

اقراء ايضاً :

واذا كان التفحيط السياسي قد ذهب بالمملكة العربية السعودية الى أزمة كبيرة هي بغنى عنها مع دولة شقيقة وجارة كقطر، فإن التفحيط الإماراتي في صحاري اليمن أفقدها البوصلة نهائيا، فسلكت سفن بن زايد طريق الضياع في ليلة اختفى فيها النجم القطبي.

هذا بالضبط ما حدث في اليمن، فالامارات تلك الدولة التي امتهنت الكذب، حتى صدقت ما تتقوله على الاخرين هي الشوكة المغروزة في خاصرة التحالف العربي، ولا يجهل احد بانها من تحت الطاولة تدعم الحوثيين وصالح، من خلال تعاونها مع ايران لتهريب السلاح الى مختلف الجبهات المشتعلة..

الاحداثيات التي ترصدها الامارات لقوات التحالف وترسلها لقوات الحوثي وصالح بهدف احداث اصابات كبيرة في صفوف قوات التحالف، تحد من تقدمهم وتشعرهم بالرهبة من دقة الاهداف التي يصيبها حلف الحوثي وصالح في الثكنات العسكرية للتحالف العربي ...

لكل عمل احتمالية نسبية للخطأ، وهذا الشيء يدركه الخبراء والعسكريون، لكن الخطأ الذي اقترفته القوات الاماراتية في صحاري مارب أقل ما يقال عنه أنه خطأ ساذج، ومن تلك الاخطاء التي جعلت القوات الاماراتية نفسها لقمة سائغة لقوات صالح والحوثي، وتحديدا ما وقع في منطقة صافر محافظة مأرب (شمال اليمن) في ابريل من العام 2015م، وحينها لم توجه حكومة ابوظبي الاتهام الى احد، ولكنها اليوم فحأج وبدون سابق إنذار تتهم الدوحة بقتل اكثر من 70 جنديا اماراتيا بصاروخ باليستي أطلقته ميليشا الحوثي الانقلابية.

ان توجيه حكام الامارات اصابع الاتهام لقطر بعد عامين من الحادثة ، سيصبح مثار سخرية كبرى من الصغير قبل الكبير، فتوقيت الاتهام يبين انه كيدي، والا لماذا لم يظهر هذا الاتهام ساعتها، ولم لم تتخذ اي اجراء ضد دولة ساهمت بقتل سبعين من جنودها على حد زعمها إلا بعد الأزمة، ان برمجة الاتهام في هذا التوقيت ياتي منسجم مع ما تنسبه دول الخليج -جزافا- لدولة قطر بالتورط في دعم الانقلابيين الحوثيين في اليمن.

والغباء الاماراتي يبدو انه سمة ليست فقط في الحكام بل في المحللين والاكاديميين، حيث قال السياسي والاكاديمي الاماراتي الدكتور خالد القاسمي في تغريدة له في تويتر :"قتل جنودنا في مارب قضية إبادة جماعية مع سبق الاصرار والترصد ونطالب بالقصاص من وزير الدفاع القطري ورئيس الاركان ورئيس الاستخبارات القطرية".

ان هذه التغريدة وبهذا الزمن وبعد اكثر من 24 شهر تظهر للعالم تخبط السياسة الاماراتية، وكيف انها تريد التعلق بقشاية، وهي ترى سياستها تغرق امام ابحار سياسة الدوحة، والتي استطاعت ان تتعامل من الازمة التي صنعها حكام بذكاء كبير يوازي الذكاء الذي تتمتع به السياستين الامريكية والاوروبية في هدوء الاعصاب والانفتاح حتى على من قرروا قطع العلاقات معها.

ان حكام الامارات لا يريدون الاعتراف بان جهلهم قد زاد حينما تاهوا في التضاريس اليمنية، وهم من يدعون براعتهم بمعرفتها، ناهيك عن غباء التكتيك العسكري لديهم والنابغ من غرورهم، فلا يوجد جيش يجهل التضاريس ليجمع قواته في منطقة واحدة مما يجعلها في مرمى حجر من الطرف الاخر، وهذا يدل على أن التكتيك العسكري لابوظبي فاشل وناتج عن غرور محمد بن زايد ومن معه، وهو السبب الرئيسي الذي اودى بقوات بلاده في اكثر من موقع الى التهلكة.

ان ما تقوم به الامارات اليوم من اتهام لقطر بعد عامين ينبغي ان تاخذه السعودية كدليل على ان ابوظبي تطبخ الاتهامات وتسقطها على اطباق الازمات، مما يجعل امكانية اتهامها للمملكة او غيرها من دول التحالف وارد في اي وقت تسوء فيه علاقتها معهم، ولهذا على دول التحالف ادراك ان الخلاف الحاصل بينها وبين قطر والمستند الى اتهامات الامارات الغير مرتكزة على براهين، عليها ادراك ان الامارات تستدرجهم واحدة تلو الاخرى للايقاع فيما بينهم..

الأكثر زيارة