هل الترفيه في السعودية للأثرياء فقط؟
الاربعاء 1 مارس 2017 الساعة 15:59
id="cke_pastebin"> بعد أن عادت نشاطات الترفيه والحفلات الغنائية والموسيقية والعروض المسرحية إلى صالات المملكة العربية السعودية إثر عقود من المنع، بات الحديث عن ارتفاع أسعار تذاكر الحضور لتلك الفعاليات الشغل الشاغل لشريحة واسعة من المواطنين، وسط انتقادات يطلقها مثقفون يتخوفون من انحراف تلك الفعاليات عن أهدافها في جذب الجمهور.
 
ويؤكد الإعلامي السعودي، خالد الصالح أن حفل فنان العرب محمد عبده المقرر احياؤه في مسرح مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، يوم 9 آذار/ مارس القادم، أغلى بسبعة أضعاف من حفل آخر يقيمه في أبو ظبي منتصف الشهر القادم.
 
وتبلغ قيمة تذكرة حفل فنان العرب في الرياض، للدرجة الأولى 2500 ريال، في حين أن سعر الدرجة نفسها في حفلة أبوظبي سيكون 350 درهمًا (حوالي 353 ريالًا سعوديًا).
 
ويطال ارتفاع أسعار التذاكر أيضًا حفل الموسيقار المصري عمر خيرت المزمع احياؤه في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، يوم 3 آذار/مارس القادم، إذ يبلغ سعر تذكرة الدرجة الأولى 2200 ريال (587 دولارا)، في حين أن آخر حفلاته في العاصمة المصرية لم تتجاوز حدود 300 ريال.
 
وتشير صحف محلية إلى أن سعر التذكرة الواحدة يعادل “تكلفة الإقامة ثلاث ليال في فنادق أربع أو خمس نجوم، لثلاث وجهات سياحية مرغوبة لدى السعوديين؛ مثل جورجيا ومصر وسريلانكا، بالإضافة إلى تذاكر الذهاب والعودة”.
 
انعكاس سلبي

ويرى نائب رئيس اللجنة الوطنية للسياحة في مجلس الغرف السعودي محمد المعجل أن ارتفاع سعر التذكرة مقارنة بسعرها في دبي، والقاهرة، والمبالغة في أسعار تذاكر دخول الفعاليات التي تدعمها هيئة الترفيه سينعكس سلبًا على صناعة الترفيه الداخلي الناشئة حديثًا، وسيؤدي لعزوف الناس عن الفعاليات، نظرًا للتكلفة التي لا تناسب الأسر متوسطة الدخل.
 
الترفيه الطبقي

ويطالب الكثير من السعوديين على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، بضرورة تخفيض رسوم الدخول إلى فعاليات الترفيه في المملكة، كما ونشر مغردون وسومًا عدة تنتقد الهيئة؛ ومنها الوسم المثير للجدل الذي حمل عنوان “#قاطعوا_الترفيه_الطبقي”.
 
الترفيه أم الخبز؟

وقال الكاتب السعودي، عبده خال، “إذا كانت تذكرة الدخول لحفلة الموسيقار عمر خيرت تصل إلى 2200 ريال فمن هو القادر ماديًا لدخول هذه الحفلة؟”.
 
وتساءل الروائي السعودي الحائز على جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، العام 2010 “كيف يمكن جعل الترفيه حجر زاوية في حياة أي مواطن؟ فرغيف الخبز يحجب عن العين أعظم الفنون إبداعًا، يحدث هذا عندما يكون الإنسان مشغولًا ببطنه وبطن أسرته”.
 
وأكد أن “ارتفاع أسعار أي نوع من أنواع الترفيه سوف يؤدي لعزوف شرائح اجتماعية عديدة هم ممن لا يجدون تناسقًا بين تكلفة ترفيههم ودخولهم، وأمام هذا السبب سيتعطل هدف الرؤية من تحقيق ارتفاع نسبة الإنفاق على الترفيه”.
 
وطالب خال بتدخل هيئة الترفيه عبر “خفض تكلفة الترفيه، وإلا فهي مشاركة في استنزاف الفرح بمبالغ لن يقدر عليها سوى فئة وشرائح الأغنياء”.
 
سوق استثمارية

وحذر الكاتب السعودي، سعد السريحي من تحويل برامج الترفيه إلى “سوق استثمارية يجني المشرفون عليها الأموال الطائلة على حساب عشق الشعب للفن”.
 
وقال السريحي إن “سوق الفن باتت مثلها مثل سوق الذهب والبورصة والعقار وبطاقات سوا وغيرها من التجارب التي ما زال ضحاياها يندبون حظهم العاثر”.