كيف اقتلع جوزيه مورينيو منظفاً مكسيكياً من الحضيض وحقق حلمه
السبت 13 ابريل 2013 الساعة 09:35
اليمن السعيد

                                                                        المكسيكي هابيل رودريغيز خلف كريستيانو رونالدو
في قصة غير عادية ورائعة التقط مدرب ريال مدريد جوزيه مورينيو عامل نظافة مكسيكي في حالة يأس من الشوارع الثلجية في العاصمة الاسبانية وجعله جزءاً من الجهاز الفني في النادي.
 كان هابيل رودريغيز (41 عاماً) ينظف أرصفة محطات الانفاق في لوس انجليس عندما قرر أن يصرف الدولارات القليلة التي كان يملكها في التحليق فوق أوروبا ومحاولة مشاهدة "الكلاسيكو" مع برشلونة في شباط الماضي.
ومن دون أن يملك تذكرة للمباراة وحتى أنه لم يحجز غرفة في فندق في مدريد، فكان يبدو أن أمله أصبح يائساً من مشاهدة أكبر مباراة في كرة القدم العالمية، ناهيك عن تحقيق حلمه للالتقاء بأي من اللاعبين.
ومن دون رادع، ذهب رودريغيز إلى مجمع تدريب ريال مدريد مباشرة بعد وصوله، في مسعى لرؤية أبطاله في طور الإعداد الذي لم يكن لديه أي اتصال معهم - بصرف النظر عن عمله لمدة أسبوعين من دون أجر كصبي جلب الكرات عندما كان النادي الاسباني العملاق يزور كاليفورنيا في الصيف الماضي استعداداً للموسم الجديد – ولكن الشرطة أبعدته عن مركز التدريب.
وجلس رودريغيز المفلس وليس لديه أي مكان يذهب إليه على قارعة الطريق في الثلج لمدة 5 ساعات.
ثم حدثت المفاجأة!
"لقد كانت معجزة عندما رأيته" هكذا قال مورينيو لـ"الرياضة المصورة". وأضاف: "شاهد هابيل جالساً على قارعة الطريق خارج ملعب التدريب عندما كنت في سيارة مساعدي روي فاريا، كان هناك الكثير من الناس خارج المركز. قلت لروي توقف! هذا الشخص رأيته في لوس انجليس".
ثم توجه مورينيو إلى رودريغيز وطلب منه الصعود إلى السيارة بعدما سأله عما يفعل هنا. فأجاب المكسيكي: "لقد جئت لزيارة الفريق، أنها المرة الأولى التي أزور فيها أوروبا، وكان حلمي أن أحضر لمشاهدة المباريات وكنت آمل أن أرى الكلاسيكو، ولكن ليس لديّ تذكرة".
وعندما سأله المدرب البرتغالي عن محل اقامته، قال رودريغيز: "لم افكر بهذا الأمر حتى الآن. كانت أولوياتي أن آراكم ومن ثم القيام بترتيبات السكن. إذا لم استطع مشاهدة الفريق كنت سأذهب إلى الملعب ومحاولة الحصول على تذكرة، وإذا فشلت محاولتي هذه كنت سأعود إلى أميركا".
وفي المقام الأول، كان شيئاً استثنائياً عندما تذكر مورينيو وجه هذا الشخص الذي كان يساعدهم في ملاعب التدريب العائدة لجامعة كاليفورنيا عندما استخدمها ريال مدريد أثناء بقاءه في الولايات المتحدة.
ثم ما فعله بعد ذلك كان أكثر من رائع.
حجز مورينيو غرفة لرودريغيز لليلة واحدة في الفندق نفسه الذي كان يقيم فيه فريق ريال مدريد قبل مباراته أمام برشلونة، ثم أعطاه تذكرة خاصة بالشخصيات المهمة.
ولكن الأمر لم ينته هنا...
أثناء العشاء عشية الكلاسيكو، قدم "السبيشال وان" لصديقه الجديد عرضاً، يتلقاه المرء مرة واحدة في حياته، للعمل مع جهاز موظفيه كعامل للأمتعة خلال المباراة التالية في دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر يونايتد.
وأضاف مورينيو: "قلت له ستعود إلى بلدك بأي حال من الأحوال، تعال معنا إلى مانشستر وساعدنا كعامل للأمتعة وبذلك ستعيش أكبر حلم في حياتك، ستشاهد مباراة دوري أبطال أوروبا من الداخل!".
اندفع رودريغيز مسرعاً إلى غرفته في الفندق وأمسك بجواز سفره ليجريترتيبات لعمله الجديد بدوام جزئي، وطغى عليه ما حدث، إذ اذرفت دموع الفرح من عينيه على مائدة تناول الطعام لريال مدريد.
وبعد بضعة أيام كان في أولد ترافورد يرتدي زي النادي الملكي الرسمي من الرأس إلى أخمص قدميه مساعداً في ترتيب أطقم اللاعبين في غرفة تغيير الملابس.
وبعد انتصار ريال مدريد في تلك الليلة الذي ساعده طرد ناني من المباراة، وجد رودريغيز نفسه وسط غرفة تغيير ملابس الفريقين، بيديه قمصان عليها تواقيع مجموعة من لاعبي الناديين ملتقطاً صوراً تذكارية معهم. حتى أنه سأل السير اليكس فيرغسون ليعثر على كأس من النبيذ لمورينيو التي تقدم اعتيادياً بعد انتهاء المباراة.
عاد رودريغيز إلى الولايات المتحدة مع الكثير من الهدايا التذكارية، بما في ذلك القمصان التي يرتديها خافيير هرنانديز ومسعود أوزيل وكاكا ومايكل إيسيان، بالإضافة إلى كرة قدم واحدة كانت قد استخدمت في المباراة.
وعن التفكير في لحظة تركه زوجته أولغا وبناته الثلاثة في لوس انجليس للقيام بالرحلة في محاولة مشاهدة الفريق الذي يحبه، قال رودريغيز: "لم أكن حاسماً بالذهاب، ولكن زوجتي شجعتني على ذلك. قالت يجب أن تذهب لأنه دائماً كان هذا حلمك".
اقرأ المزيد من عدن الغد | كيف اقتلع جوزيه مورينيو منظفاً مكسيكياً من الحضيض وحقق حلمه