ما تعرضت له لاعبة فريق نادي بلقيس سابقا وفريق صنعاء حالياً لكرة الطائرة صفاء الشيخ من إصابة خطيرة إثر حادث مفزع عندما سقطت على الأرض وارتطمت بها بقوة أثناء تدريبها مع بقيه زميلاتها بفريق صنعاء، أمر مؤلم يجرح القلب ويكسر الخاطر ويحزن النفس..

حادث جعل منها جثة هامدة طريحة الفراش بلا حراك، نامت في غيبوبة طويلة قبل أن تصحو مؤخرا، ويؤكد الأطباء أنها بحاجة لعمليتين في الرقبة والعمود الفقري، وذلك بعد أن كانت فتاة بريعان شبابها تتمتع بصحة جيدة وتمارس رياضتها بكل حيوية ونشاط.

  حالة صفاء خطيرة جدا، وتبعث على الحسرة، فهي بحاجة ماسة إلى علاج سريع، لعل وعسى يكتب لها المولى الشفاء وتنهض بالسلامة، ويفرح بشفائها أهلها ومحبوها.

غير أن الأخطر من حالتها والداعي للحسرة أكثر، هو ذاك الإهمال والتقصير الذي تتعرض له صفاء من قبل الجهات التي يفترض أن تكون معنية ومسؤولة عن الرياضة والرياضيين.. جهات وجب عليها الوقوف بجانب اللاعبين ومساندتهم عند المرض أو الإصابة أو أي ظرف كان، فهذا حقهم، ? أن تجازيهم تلك الجهات بالتخلي عنهم، وفي أندر الحالات تساعدهم بمبالغ رمزية ? تسمن و? تغني من جوع، بينما تصرف أضعافها على أمور أخرى ليست ذات أهمية!

صفاء الشيخ تصارع الموت وتكافح لأجل البقاء و? أحد يلتفت إليها أو يرثي لحال أسرتها المفجوعة عليها والتي تخشى فقدانها، فهي تعني لهم الكثير وليست ? شيء كما في نظر الجهة التي تمثلها ولعبت لها أو تلك الجهات المدعوة بـ"المسؤولة" والتي تفتقر للمسؤولية.

من المؤكد أن الحوادث قضاء وقدر لكن اللاعبة لم تقع في حوش منزلها ليتم تجاهل علاجها من قبل الجهة المنتمية لها، فوقوعها كان أثناء التدريب ما يعني بأن تلك الجهة ملزمة بعلاجها ومساعدتها ? النفور منها، وذلك ما دفع بعض الخيرين للتجوال هنا وهناك لجمع التبرعات لها بغية إنقاذ حياتها.

 حين تولت نظمية عبدالسلام اتحاد رياضة المرأة أخذت على عاتقها حمل منح اللاعبات حقوقهن بلا استثناء، فهي لاعبة سبق وذاقت مرارة الظلم والإهمال وأحست بمعاناة الرياضيين واحتياجاتهم، فعزمت على الانتصار للمرأة ولرياضتها ومنح اللاعبات كل حقوقها عندما تدير عملها في الاتحاد.. لكن للأسف كل ما صاغه لسانها كان مجرد كلام للدعاية، وبوجودها تلاشت كل تلك الحقوق وضاعت بدليل حادثة اللاعبة صفاء الشيخ.. أين اتحاد رياضة المرأة منه؟ ما الذي قدمه لها؟ أين وقوف نظمية المزعوم في نصرة اللاعبة اليمنية وفي منحها حقها المهدور؟!.

صفاء ? تعني لاعبة في نادي بلقيس، و? بفريق صنعاء ليُعتبر ذاك شأنهم، بل نموذج لكل لاعبة يمنية قد تتعرض لأي أذى، ? قدر الله، لتركن جانبا وتهمل و? تجد من يساعدها وتتجاهلها أو? وقبل الجميع من ادعت أنها نصيرة للاعبات اليمنيات قبل أن تكون مسؤولة عنها.. وبعدها تغض الطرف عنها.

 حتى وزارتنا التي يقال إنها للشباب والرياضة أين هي من وضع اللاعبة صفاء، أم أن الوزارة تريد إثبات أنها آكلة لمستحقات الشباب ومضيعة لحقوق الرياضيين!.

مؤلم جدا ويحز في النفس ويقهرها، رقود ابنة الشيخ في تلك الحالة بسبب الرياضة وقياداتها ? تعيرها اهتماما.. صفاء لن تكون آخر ضحية لإهمال مسؤولي ومسؤ?ت الرياضة، بل بدايتها، وواقع مؤلم لحال كل رياضي تنكر له المسؤولون.. للأسف هذه اللاعبة ? ظهر لها يسندها ليلتف الجميع حولها ويشقون الأرض لإنصافها وعلاجها، و? تملك أي معيار من معايير القرابة والصحبة لتجد من يسعى لأجلها.. لكن يبقى الله وحده معها، ووحده المنصف لها من مسؤولين رمى كل منهم بعبئها على الآخر لدرجة صرنا ? نعرف صفاء مسؤولية من؟!

 إصابة صفاء ليست سهلة ليظن أنها تسعى لكسب المال.. صفاء واقعة في كارثة لن تنجيها منها إ? رحمة الله.. أمنياتنا لها بالشفاء العاجل.