اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال "الأسباب وطرق العلاج "
الثلاثاء 12 فبراير 2013 الساعة 10:47
اقراء ايضاً :
 

يعاني ملايين الأطفال من  مشكلات اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط والحركة والتي قد تستمر حتى مرحلة البلوغ، ويتعرض الأطفال المصابون فيها من إشكالية في علاقاتهم الاجتماعية، وتدنٍ في تحصيلهم العلمي والذاتي .. كما تظهر لديهم مشاعر مختلطة من الخوف والرعب أحياناً .. المادة التالية تسلط الضوء على أهم الأعراض، وكيفية التشخيص، وأهم طرق العلاج والوقاية من قصور الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال  
أهم الأعراض
تظهر علامات وأعراض الإصابة لدى معظم الأطفال الذين يتم تشخيص إصابتهم قبل بلوغهم عمر السابعة، وربما تظهر الأعراض الأولى لدى بعض الأطفال في سن أصغر، كأن تظهر ـ مثلاً ـ في فترة الرضاعة .. ومن الأعراض التي تدل على الإصابة باضطراب نقص الانتباه والتركيز:
• الميل إلى إضاعة الأغراض مثل: الكتب ، الدفاتر ، الأقلام ، الألعاب ، ومختلف الأدوات الخاصة.
• الميل إلى نسيان كثير من الأمور، نتيجة ذلك يمكن إلهاؤه بسهولة.
• الميل الدائم للنشاط والحركة في معظم الوقت، وكذا التحدث بصورة مفرطة ، ومقاطعة حديث الآخرين ، والتشويش عليهم باللعب، أو بالتعامل وعدم الانتباه.. كما أنه لا يستطيع انتظار دوره بالكلام.
• الإجابة على أي سؤال قبل سماع السؤال كاملاً .
• عدم القدرة على الانتباه للتفاصيل، أو ارتكاب بعض الأخطاء في تحضير واجباته المدرسية، أو عند قيامه بأنشطة أخرى نتيجة قلة الانتباه .
• إيجاد صعوبة في التقيد بالتعليمات، فلا ينجح في معظم الأحيان في إنجاز واجباته المدرسية والحياتية الأخرى.
• التهرب من القيام بالواجبات التي لا يحبها أو التي تتطلب منه بذل مجهود فكري ، كالواجبات المدرسية، أو الوظائف الخاصة به في المنزل، كما يجد صعوبة في التنظيم أثناء تحضير واجباته المدرسية، أو تنفيذ أي مهام ثانية .
• إيجاد صعوبة في البقاء متنبهاً ومتيقظاً أثناء القيام بالمهام المدرسية أو أثناء اللعب .
• التحرك بعصبية، وإظهار الرفض وعدم الارتياح ، وقد يميل إلى ترك مكان جلوسه في الفصل، لأنه يجد صعوبة في الجلوس الطويل بمكان يتوقع أن يظل جالساً فيه لفترة زمنية طويلة .
• الميل الدائم للركض أو التسلق، وفي أحيان كثيرة يقوم بهذه التصرفات بشكل مبالغ فيه.
• عدم القدرة على اللعب بهدوء وسكينة، والميل لإحداث الضجيج والمبالغة أثناء القيام باللعب .
الأبناء والبنات .. أعراض إصابة متباينة
• غالباً ما يظهر فرط النشاط على تصرفات البنين المصابين .. فيما يغلب نقص الانتباه على البنات .
• يتمثل فرط النشاط لدى البنين في الميل للعب ، والانشغال في أمور غير محددة .. بينما يتمثل نقص الانتباه لدى البنات في أحلام اليقظة بشكل عام 
• يميل الأولاد إلى التقليل من الإنصات، وعدم اتباع تعليمات الكبار والمعلمين.. بينما تميل البنات للإنصات، والتقيد بملاحظات وتعليمات المعلمين أو غيرهم من البالغين .
أسباب الإصابة
يزداد الباحثون اقتناعاً مع مرور الوقت ، بأن الصفات الوراثية هي أهم العوامل المسببة للاضطراب "ADHD"، كما أنهم ـ في ذات الوقت ـ يحددون أهم العوامل المؤثرة في حدوث هذا الاضطراب ، هي :
الوراثة
أثبتت الأبحاث أن واحداً من كل40 طفلاً يعانون من الاضطراب ، لديه قريب عائلي واحد ـ على الأقل ـ يعاني من الاضطراب نفسه، وهو ما يؤكد أن اضطراب "ADHD" ـ قصور الانتباه وفرط الحركة ـ ينتقل وراثياً ، من جيل إلى جيل .
تغير  بُنية الدماغ وأدائه
أوضحت مسوحات الدماغ التي أجريت على الأطفال المصابين باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة إلى حدوث تغييرات هامة في بنية الدماغ وأدائه لديهم ، ما يعني وجود نشاط متدنٍ في المناطق الدماغية المسؤولة عن النشاط والانتباه لدى هؤلاء الأطفال.
تدخين الأم الحامل
يرفع تدخين المرأة الحامل من احتمال ولادة طفل يعاني من اضطرابات نقص الانتباه، والتركيز، وينطبق نفس الأمر على تعاطي المواد المسببة للإدمان، أو المشروبات الكحولية أثناء الحمل، لأن ذلك من شأنه أن يسبب هبوطاً في نشاط الخلايا العصبية ، التي تنتج الناقلات الكيميائية بين الأعصاب .
عوامل خطر تزيد احتمال الإصابة
• تعرض الجنين إلى مواد سامة .
• الولادة المبكرة .
• وجود تاريخ عائلي من الإصابة، سواء باضطراب "ADHD "أو باضطرابات سلوكية، أو نفسية.
وقد يظهر اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة مصحوباً بأعراض أخرى مثل :
ـ فرط الدرقية .
ـ وجود عسر تعليمي أو عبقرية .
ـ اضطراب المعارضة والتمرد .
أبرز المضاعفات
يواجه الأطفال المصابون بالمرض الكثير من المصاعب الحيائية منها :
• مواجهة مصاعب أثناء دراستهم ،مما قد يتسبب في فشلهم في التحصيل العلمي، إضافة إلى تعرضهم لانتقادات دائمة من قبل زملائهم أو من الآخرين .
•  التعرض للحوادث المختلفة ، إذ يكونون عرضة للإصابة بجروح أو ضربات وكدمات أكثر من غيرهم ، ممن لا يعانون من الاضطراب .
•  يكونون أكثر عرضة لخطورة تناول المشروبات الكحولية، والمواد المسببة للإدمان، فضلاً عن كونهم أكثر عرضة إلى الجنوح .
•  مواجهة صعوبات في التعاون مع مَنْ حولهم ، سواء مع أقرانهم ، أو مع البالغين .
•  ازدياد تعرضهم للإصابة باضطرابات أخرى ناجمة عن هذا الاضطراب ، مثل : اضطراب المعارضة والتمرد ، الاضطرابات السلوكية ، الاكتئاب، العسر التعليمي ، متلازمة تورتيت .
معايير التشخيص
لأن أعراض الإصابة باضطراب "ADHD" لاتظهر في أغلب الأحيان ، فتبدأ عملية التشخيص عادة من خلال عدة طرق ، أهمها جمع أكبر قدر من المعلومات التي تتعلق بالطفل المصاب في مرحلة الطفولة المبكرة له، ولتأكيد معاناته من اضطراب نقص التركيز واضطراب فرط النشاط ، ينبغي توفر ستة أعراض على الأقل من نقص التركيز والانتباه، وستة أعراض من فرط النشاط  السالفة الذكر.
فئة نقص الانتباه والتركيز
تظهر على الطفل المصاب أعراض مختلفة ، تُدل على إصابته بنقص الانتباه والتركيز ، مثل:
ـ عدم القدرة على الانتباه للتفاصيل ، أو الميل لارتكاب الأخطاء، بسبب نقص الانتباه ، في تأدية واجباته المدرسية، أو أثناء القيام بمهام أخرى .
ـ الامتناع عن القيام بالأعمال التي لا يحبها ، أو التي تتطلب جهداً فكرياً كالوجبات المدرسية.
ـ الميل لإضاعة الأغراض ، مثل : الألعاب، الأدوات المدرسية، وسهولة إلهائه عن أشياء كثيرة .
ـ كثرة نسيان بعض الأشياء والمسائل الأخرى المتعلقة به .
ـ عدم الاستطاعة في الغالب على البقاء متيقظاً أثناء القيام بالواجبات أو اللعب .
ـ عدم الإصغاء لما يقال له ، ومواجهة صعوبة في التنظيم الذاتي عند تنفيذ واجباته ومهامه .
ـوجود صعوبة في متابعة وتنفيذ التعليمات ، وعدم نجاحه فيها في الغالب .
فئة فرط النشاط والحركة
ـ  العصبية في حركة يديه وقدميه ، وربما الإكثار من الحركة على مقعده .
ـ الميل إلى ترك كرسيه في الصف ، وعدم القدرة على البقاء جالساًُ في مقعد واحد لفترة طويلة .
ـ الحركة الدائمة والمستمرة، وعدم القدرة على اللعب بهدوء في معظم الأحيان .
 الميل للركض والتسلق بطريقة مبالغة لا تتناسب مع الوضع .
ـ التحدث بصورة مبالغة ، والميل إلى الاجابة قبل سماعه السؤال كاملاً ،وعدم القدرة على انتظار دوره في الحديث في معظم الأحيان .
ـ ظهور علامات فرط النشاط الزائد والاندفاعية ، التي قد تؤدي إلى سلوكيات سلبية قبل بلوغه عامه السابع .
ـ القيام بسلوكيات لا تتناسب مع سلوكيات الأطفال العاديين.
ـ وجود علامات لسلوكيات غير سليمة في تصرفاتهم سواء في المدرسة ، أو في البيت ، ومع محيطه .
طرق العلاج
تشمل معالجة اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال نمطين علاجيين رئيسيين هما : المعالجة الدوائية، والاستشارة، وهناك طرق أخرى تساعد في تخفيف الأعراض منها : الدعم العائلي والاجتماعي، وتخصيص حيز خاص للطفل المصاب داخل المدرسة .
العلاج الدوائي
تعتبر الأدوية المنشطة والمهدئة من العلاجات الدوائية الأكثر انتشاراً لعلاج اضطراب ADHD ، وتشمل أدوية : ريتالين ، كونسيرتا، ميثيل فينيدات، وهو دواء منبه في الأساس.. كما تشكل أدوية أخرى، مثل : أديرال،وديكشتروامفيتامين( منبه عصبي) وصفة علاجية أخرى، بالإضافة إلى علاجي ديكسدرين، دكستروامفيتامين.
وتساهم هذه الأدوية في تحسين الأعراض المصاحبة لاضطراب نقص الانتباه، وفرط النشاط والاندفاعية بدرجة كبيرة جداً ، مع تأثيرات جانبية قصيرة جداً ، تزول بسرعة .
آثار جانبية للمعالجة الدوائية
• فقدان الوزن .
• فقد الشهية .
• العصبية ، وانعدام الهدوء مباشرة بعد انتهاء مفعول الدواء.
• حركات تشنجية ، مثل الحركات اللا إرداية في عضلات الوجه، لدى بعض الأطفال .
• ربما تؤثر في أحيان قليلة في إبطاء نمو الأطفال وتطورهم .
العلاج بالأدوية المهدئة
يستخدم هذا النوع من العلاج للأطفال المعانين من المرض ، والذين لم يستفيدوا من العلاج بالأدوية المنشطة، أو من ظهرت لديهم أعراض جانبية بسبب الأدوية المنشطة .. وتشمل هذه الأدوية :
• مضادات الاكتئاب .
• كاتابريس ، كلونيدين، غوانفاسين ، تينكس .
الاستشارة .. وأنواعها
يحصل فيها الأطفال المصابون فائدة كبيرة ، ويقدمها مجموعة من الاختصاصين : طبيب نفسي معالج نفسي ـ اختصاصي اجتماعي ..
ومن أهم أنواع الاستشارات العلاجية :
• المعالجة النفسية .
• المعالجة السلوكية .
• المعالجة العائلية .
• المعالجة بوسطة مجموعة الدعم .
• التدريب على اكتساب المهارات والمؤهلات الاجتماعية .
• التدريب على اكتساب مهارات أبوية.
طرق الوقاية
هناك بعض الطرق والخطوات الممكنة لمنع الأعراض الناجمة عن اضطرابADHD، وضمان الصحة النفسية والجسدية والعاطفية للطفل .. ومنها :
• تجنب الأم الحامل عادات سلبية كالتدخين ، او شرب الكحول ، واستخدام المواد المسببة للإدمان .
• حماية الطفل من التعرض لمواد ملوثة وسامة مثل: دخان السجائر، والمبيدات الحشرية والزراعية، والدهانات المحتوية على الرصاص .. إلخ .
• مثابرة الوالدين في مراقبة تصرفاتهما ، مع وضع حدود واستنتاجات لسلوكيات أطفالهما .
• عمل نظام يومي ثابت للأطفال ، يُحدّد فيه الأهل للطفل أوقات الاستيقاظ ، وأوقات الوجبات، وأوقات انجاز المهام، وكذا مشاهدة التلفزيون .. وغيرها من الواجبات .
• امتناع الأهل عن القيام بأكثر من عمل عند حديثهم مع الطفل ، للحفاظ على التواصل البصري معه ، كما ينبغي إعطاؤه جرعة يومية من الإطراء والمديح .
• تعاون الأهل التام مع معلمي طفلهم ومعالجيه ، لمعرفة المشكلات الطارئة عليه مبكراً
• إدراك الوالدين أن العلاج المبكر ـ للطفل المصاب باضطراب ADHD يساعد بدرجة كبيرة في تخفيف حدة التاثير على إدارة نظام حياتي سليم للطفل .
 
مجلة الاسرة والتنمية