الرئيسية
أخبار محلية
عربي ودولي
اقتصاد
رياضة
الأسرة
تكنولوجيا
فن
تقارير
تواصل معنا
صراع الأزواج والحموات ..! تسلط وغيرة أم مبررات لفك الارتباط ؟!
الخميس 31 يناير 2013 الساعة 20:01
تقف الحماة أو (الــ عمّة ) والدة الزوج حجر عثرة في طريق وصول الزوجة إلى قلب زوجها، وهذا ربما يحدث فقط من وجهة نظر النساء اللاتي لا يمتلكن سعة أفق اجتماعية وذكاء عاطفي مميز يخولهن كسب ثقة الحماة أو العمة ، ومحاولة الوصول إلى قلبها عبر بناء علاقة ودّية محفوفة بالحب والاحترام ، يكون هدفها استقرار الحياة الزوجية قبل كل شيء .
بعض الأمهات ( سواء أم الزوجة أو أم الزوج ) لاتعطي موضوع الـ (كُنّه ) أو زوجة الابن اهتماماً كبيراً ، لكن بعد حدوث الزواج ينقلب حالها تماماً حتى تصل لدرجة التحكم في مصير ابنها أو ابنتها، بل وإجباره على ترك شريكه ( زوج ، زوجة ) في أسوأ الحالات .
الكثير من حالات الزواج في مجتمعنا تتم بالطريقة التقليدية التي تديرها الأم ، والكثير منها أيضاً ينتهي بنفس الطريقة وعلى يدي الأم كذلك ، وقد لا تستطيع والدة الزوجة أن تصل إلى مرحلة متقدمة من تدمير حياة ابنتها ، كما تستطيع ذلك والدة الزوج على اعتبار أنه صاحب العصمة ومالك القرار أيضاً ..
• تختلف فلسفة التعامل مع الحماة ( والدة الزوج) من مجتمع إلى آخر، فبينما تراها المجتمعات المحافظة في مقام الأم، ويجب أن تعاملها زوجة الابن بمنتهى الاحترام ، وترى المجتمعات المنفتحة بعض الشيء - والتي تحصل المرأة فيها على بعض الاستقلال المادي- أنها عبء ثقيل ، لأنها صاحبة قرارات يمكن أن تقف في طريقة خطة حياة الزوجية، وتعرقل مسارها، خاصة إثر التدخلات التوجيهية من قبل الحماة والتي تراها أغلب الأمهات مجرد عرض لخبراتهن التراكمية خلال حياتهن الأسرية والزوجية، بينما تراها الزوجة نوعاً من الفضول والتدخل وفرض السيطرة ، ولهذا هناك دائماً حالة رفض ونزعة لا قبول تفتعلها الزوجات علناً ، حتى لو اعترفت في قرارة أنفسهن بصحة ما تقوله الحماة، إلا أنهن يرين الرضوخ لأمرها استسلاماً على أرض معركة ربما غذَّتها أمهات الزوجات بالعدة والعتاد، دون أن يشعرن حين يُحذرن بناتهن قبل مراسيم الزواج من الاستسلام لأوامر والدة الزوج ، أو السماح لهن بفرض أنفسهن على حياتهن الزوجية ، واعتبار حدوث ذلك خلل في شخصية الزوج نفسه، وقد يصل الأمر إلى تحريض الزوج للوقوف في وجه والدته .
بالوقوف على بعض آراء الزوجات تبين لنا حقيقة ذلك الخلاف الأزلي بين الزوجة والحماة، واستطاعت ( الأسرة والتنمية ) كشف مشاعر الزوجات اللاتي وجدن في ذلك السؤال فرصة لعرض المشكلة من زوايا متعددة .
كانت حبيبتي !
فاطمة الصريمي ـ موظفة ـ تتحدث بمرارة عن والدة زوجها، فتقول : كانت بالنسبة لي امرأة مثالية في العام الأول من زواجي فقط، حيث انقلبت الأوضاع بعدها كثيراً ، وأصبحت اقتنص الفرصة حين تكون بمفردها -دون وجود بناتها إلى جوارها - لمعرفة سبب تغيرها عليّ، لكنها كانت تأتي بأسباب واهية لا تقنعني ..! هي دائمة التذمر من أي عمل أقوم به، وتقول أن ابنها لا يحصل على حقه من الاهتمام بسبب وظيفتي، بالرغم من أني أحاول جاهدة أن أوفق بين بيتي وعملي، إلا أنها لا تتوقف عن تأنيبي باستمرار، بل وتخترع مجالات للتقصير لم يفكر بها حتى زوجي، خاصة وأن زوجي رجل متفهم وطيب، ولا يريد إغضاب والدته، وغالباً ينصحني بأن لا أحاول الدخول معها في مباريات كلامية ، ولهذا أنا أستقبل منها كل شيء بصمت، رغم أنني الآن بدأت أملُّ كثيراً بعد 8سنوات على هذا الحال .
حماتي متسلطة ..!
نادية المروني ـ ربة بيت ـ تشرح معاناتها مع والدة زوجها بقولها : تأخرت في مسألة الإنجاب لمدة ثلاث سنوات قبل أن يصبح لي أطفال ، وخلال تلك السنوات عملت حماتي جاهدة على استخدام كل الطرق لإقناع زوجي بأنني امرأة عاقر ، وفي كل شهر كان يمضي ولا يحدث حمل تُعيد عمل اسطوانة الإنجاب من جديد، حتى أقنعت زوجي بأن يخطب بنت خالته، وفعلا ً تمت الخطبة، لكن إرادة الله شاءت أن أحمل بعد أن خطب زوجي بشهرين فقط، واضطر ـ بعدها ـ لفسخ الخطبة بكامل إرادته دون أي ضغط مني، والحمد لله أن بنت خالته كانت متعلمة، وترفض كل ما يحدث، لكنها كانت مرغمة حالها حال أي فتاة بالنسبة للارتباط العائلي .
وتضيف : لولا أنني استطعت أن أستقل في الوقت المناسب لوجدتْ حماتي طريقة أخرى للتنكيد عليّ أنا وزوجي، لأنها تحمل في داخلها امرأة متسلطة، لدرجة أنها الآن تحاول عن بُعد أن تتدخل في مسألة التربية لأولادي بطريقة تقليدية وبدائية جداً ، وتحمل الكثير من الجهل بالأسس والقواعد التربوية السليمة، والحقيقة أنني أحتمل الأمر إكراماً لزوجي فقط .
هي خالتي، ولكن ..
حنان محمد منصور ـ تربوية ـ تؤكد أن الحماة هي الحماة حتى لو كانت خالة الزوجة ، فتقول: خالتي أخت والدتي هي حماتي ، وتم زواجي من ابنها بطريقة تقليدية جداً، وبدلاً من أن تكون عوناً لي على دراسة وفهم الحياة الزوجية وضعتني منذ اللحظة الأولى تحت المجهر فصارت تتدخل في طريقة إعداد الطعام وطريقة تقديمه ، وأسلوب إدارتي لمنزلي، وطريقة تربيتي لطفلي، بل ووصل بها الأمر في بعض الأحيان إلى البحث عن خطأ، فأصبحت تفعل كما يفعل المخبر السري حين يبحث عن طريق الخيط الذي يساعده على كشف الجريمة ! والمشكلة أن الأمر قد يصل إلى التواصل مع أهلي في القرية وإخبارهم بكل ما تراه أو تسمعه داخل المنزل بيني وبين زوجي .. وتضيف: ما يزيد الأمر سوءاً من وجهة نظري أن زوجي يصمت عن كل ما تقوله أو تفعله خالتي وحماتي في نفس الوقت ، وكأنه يؤيده ، بل إنه لا ينتقد أي مشكلة تسببها لنا والدته ، حتى أصبحت أراه ضعيف إرادة أمامها، وأفكر أحياناً بالانفصال، لكنني أخاف على طفلي فقط . حشرية وغيُّورة
أ . ن . ع ـ ربة بيت ـ تشرح الدرجة المتطورة لنكد الحماة بقولها : لم أر في حياتي حماة تغير على ابنها من زوجته مثل حماتي، لدرجة أنها حين يغلق علينا باب حجرة النوم تخترع أي سبب لإخراجه من الحجرة، ولو بمجرد الطرق المتواصل على الباب !تتدخل في مصروف البيت، وتعترض على نوع الطعام الذي أطبخه، وتحاول إظهار نفسها وكأنها هي من يقوم بكل واجبات المنزل، حتى يصل بزوجي الحال أحياناً إلى درجة اتهامي باستغلال وجودي معها في منزل واحد ! لا أدري كيف أرضيها، وما الذي يمكن أن أفعله حتى تتركني أدير شؤون أولادي وزوجي وبيتي بحرية تامة دون تدخل منها ، أصبحت أبحث عن كتب أو مجلات تتحدث عن الحماة والطريقة الأسلم للتعامل معها، حتى أستطيع أن أبني بين وبينها جسراً للتفاهم .. وتؤكد: لقد وصل بها الحال إلى الإيعاز لزوجي بالخروج من المنزل نهاية الأسبوع ، بدلاً من قضاء يوم الإجازة معي، بحجة أنني استهلك صحته عبر علاقتنا الزوجية العاطفية ! فهل رأيتِ أو سمعت حشرية وغيرة أكثر من ذلك ؟! لقد أصبحت أنا وزوجي نسرق لحظات الصفاء والأنس خلسة تقديراً لمشاعرها ، لكن إلى متى سيستمر هذا الحال ؟!!
حماتي أمي الثانية
أ / منيرة بجاش ـ موظفة ـ ترى أنها استفادت من خبرة حماتها في تربية أطفالها ، فتقول : لم أجد بُدّاً من البقاء معها في حالة وئام مهما كانت وجهة نظرها مختلفة عن وجهة نظري،لأنني أعلم تماماً أن زوجي يحبها ، ولا يريد إغضابها لأي سبب من الأسباب ، أضف إلى ذلك أنني كموظفة أحتاج لمن سيرعى أبنائي الصغار أثناء فترة وجودي في العمل، ولقد لمست ذلك بالفعل، وأنا أعترف لها بالجميل ، فقد كان أول حمل لي بتوأم، ولولا وقفتها الجادة إلى جواري حتى استطعت أن أتكيف مع وجود طفلين معاً، ووظيفة تؤمّن لي رعايتهما بشكل جيد.. بالطبع في ظل انشغال والدهما لما استطعت أن أصل إلى ما وصلت إليه الآن ، بصراحة يوجد احترام قوي بيني وبينها، وأنا أحمل لها في قلبي كل حب واحترام وتقدير، وأولادي يرونها الدنيا بما فيها ، أراها أمي الثانية، وأحاول أن أدخل السعادة على قلبها بأي شكل .
أنستني والدتي وأهلي !
نبيلة الشرعبي ـ تربوية ـ تعبر عن مشاعرها نحو حماتها بقولها : أنستني والدتي وأهلي ، وأحببتها كثيراً ، فقد تعلمت منها الكثير، وكانت لي نعم الأم، وعندما رحلت عن هذه الدنيا انقلب حال بيتي من الألف إلى الياء، ولم أجد من يرعى أبنائي أثناء عملي، خاصة أن والدتي مطلقة، وتعيش في محافظة أخرى،ورفضت أن تعيش معي،فقد شغلها أبناؤها من زوجها الآخر عن كل شيء، ولا أكذب عليكِ إن قلت كنت أقضي ساعات طويلة في البكاء شوقاً إليها ورغبة في لقائها ، ومن وجهة نظري أن الاحترام والتقدير من اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدما العروس بيت أهل الزوج هو من يحدد طريقة التعامل فيما بعد، ومن الضروري أن تراعي الزوجة رضا الزوج أولاً وآخراً ، وأعتقد أن أكثر ما يُرضي الزوج عن زوجته بِرها بأهله وخاصة والديه، وأعتقد أيضاً أن تربية الفتاة من قبل الأهل على ضرورة احترام أهل الزوج وإعطاء الكبار منهم قدرهم من الإجلال والتقدير، يساهم كثيراً في بناء بيت خال من المشاكل العائلية التي يمكن أن يؤدي إليها عدم الانتباه لمثل هذا الأمر الهام .
والأزواج يقولون ..
كان للأزواج أيضاً فرصة للتعبير عن مواقفهم من الحماة ( أم الزوجة ) واختلفت مواقفهم حيالها بناءً على وجهات نظر متعددة كان منها :
أفسدت بيني وبين زوجتي
أحمد عبدالله حميد-موظف- يقول : تزوجت قبل اثني عشر عاماً، واضطررت لظروف خاصة بالعمل أن أترك المحافظة التي أسكن فيها إلى محافظة أخرى للعمل، وأصبحت أعاني من غُربة عن زوجتي وأطفالي، لكن الأمر تحول فجأة إلى الارتباط بزوجة أخرى، وتحمل تكاليف بيت آخر والمشكلة تكمن في والدة زوجتي، التي كانت تُحرّض ابنتها عليّ ، وتفتعل المشاكل عند عودتي من السفر، حتى وصلت لدرجة تشكيكها بأخلاقي وديني، وللأسف الشديد كانت الزوجة مطيعة وخاضعة لوالدتها، فكانت النتيجة أن بحثت عن زوجة أخرى في المحافظة التي كنت أعمل فيها ، وإلى الآن لازالت تتبع والدتها، رغم أنها تعلم أنني ما فعلت ذلك إلا بسببها .
ضعف شخصية لا تسلط
محمد أحمد الحاج ـ يعمل في التجارة ـ رد بالقول : أرى أن الرجل قبل أن يتزوج يجب أن يوفر لنفسه سكناً مستقلاً ، بالرغم أن عادة مجتمعاتنا الشرقية تفرض بقاء الرجل في بيت الأب بعد الزواج ، إلا أن الإنسان يستطيع أن يَبَر بوالديه حتى وهو مستقل بسكنه الخاص،وذلك ليس تنصلاً من المسؤولية ابداً ، ولكنه من باب الحرص على إبقاء العلاقة جيدة مع الوالدين ، إذ تفرض طبيعة المرأة أحياناً من الرجل أن يوازن بين ما تريده الزوجة وما تريده الأم ، فإذا لم يستطع ذلك قد يحدث شيء من الظلم في حق إحداهما ، .. ويستطرد : إذن فمن الأسلم الاستقلال في سكن قريب من بيت الأهل، حتى تستطيع الزوجة بناء عشها الأسري بحرية تامة، وحتى يبقى الود قائماً بين الزوجة ووالدة الزوج، أو الزوج ووالدة الزوجة ، والحقيقة أن أغلب الذين يعانون من مسألة عدم الانسجام بين الزوجات والحماوات، يعانون أيضاً من ضعف الشخصية، وعدم القدرة على اتخاذ القرار، وتحقيق الاستقلال الفردي مادياً واجتماعياً وسلوكياً ، فهم في الغالب تابعون لكبار العائلة .
دفاع الحموات
حتى لا تُظلم الحماة ، فقد كان للحموات رأيهن في زوجات الأبناء ، وأزواج البنات.. فإلى ما قُلن .
زوجات أبنائي .. بناتي !
تقول أم محمد الغشم : زوّجت سبعة من الأبناء، وجميعهم يسكنون بيت العائلة، وليس هناك مشاكل إطلاقاً بيني وبين نساء أبنائي، أو بين النساء أنفسهن، لأنني أتعامل معهن منذ اللحظة الأولى بكل حب وود، وكأنهن بناتي ، وما يجب أن تعرفه الأمهات أن حسن اختيار الزوجة للابن، ومراعاة أن تكون هذه الزوجة ذات خلق ودين وتربية منزلية محافظة هو من أهم أسباب استقرار الحياة الزوجية فيما بعد، وأعتقد أن سعادة أبنائي عندي فوق كل اعتبار، وماداموا سعيدين بزوجاتهم مهما كانت طبيعة الزوجة فالله يسعدهم ويسعد أمة محمد أجمعين .
زوجة ولدي كسولة جداً
فيما تقول أم سعيد محمد الأكحلي : أنا عانيت من زوجة أحد أبنائي كثيراً ، فقد كانت متغطرسة، ولا تؤدي واجبها نحو بيتها وزوجها وطفليها، وتعتمد في كل شيء على بناتي، وأغلب وقتها تقضيه أمام التلفزيون وفي جلسات القات والشيشة مع صديقاتها.. وتضيف : كنت أتحسر على ولدي حين أراها تعامله بهذا الشكل ، ولكن كنت أجده يتضايق حين أتكلم معه، وهروباً من الظلم ، والخوف من الله ، أمرته أن يستأجر لها بيتاً مستقلاً ، وهناك هم أدرى بحياتهما ، وأقدر على معرفة الصواب من الخطأ ، حيث إنه لم يكن يشعر أن أخواته هن القائمات بكل شيء .
مشاكل أطفال تزول في الحال
ر. ع . س ـ ربة بيت وأم ـ قالت: لم يرزقني الله بالولد طيلة ثلاثين عاماً وأكثر، لكني ربّيت أولاد زوجي وهم ثلاثة ، والآن تزوجوا جميعهم ببنات حلال، ورفضوا أن يستقلوا بعيداً عني، بل يعيشون معي في منزل واحد وأشعر أن الله رزقني أولاداً وبناتاً بمنتهى الطيبة والخلق وإن لم تحملهم أحشائي.. نعم تحدث أحياناً بعض المشاكل بسبب الأطفال، ولكن التفاهم موجود، والحب أيضاً موجود والمواقف التي قد تعكر صفو العلاقة الزوجية بينهم نمحوها مباشرة بدون تردد، حتى لا تتراكم الأحقاد في النفوس ونخسر ما بنيناه بعناء وتعب لسنوات طويلة بيننا وبين أولادنا، وأنا أرى أن الدين والخوف من الله عامل مهم لاستقامة حياة الناس واستقرارهم .
معاملة الحماة بالمعروف واجبة
يؤكد علماء الشريعة على ضرورة معاملة الحماة كأم ، لها مكانتها واحترامها .. ويشيرون بقولهم: رفع الله تعالى من قيمة الوالدين ، ولكنه رفع منزلة الأم أكثر لما لها من فضل كبير في حمل وتنشئة وتربية الطفل ذكراً كان أو أنثى، وهذا ما جعل رسولنا الكريم يقول للصحابي : الذي أراد الجهاد في سبيل الله : هل لك أم ؟! فقال الصحابي نعم ، قال : فالزمها، فإن الجنة تحت قدميها .. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والحماة أو العمة هي أم أيضاً، وليس لها من المعاملة إلا كل احترام وتقدير، ولهذا جعلها القرآن الكريم أيضاً من النساء المحرمات على الرجل، فقال تعالى في سورة النساء آية 23 ( حُرمّت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم ...) صدق الله العظيم .. إذن فهي أم بتأييد وتأكيد من القرآن الكريم ، ولها من حق الطاعة والاحترام والتقدير ما للأم ، وحتى إن بدا منها ما يجرح أو يثير الغضب فإن ذلك يعود لأسباب عديدة من أهمها أحكام السن وماله من تأثير على سلوك الإنسان ومزاجه ومدى استيعابه للواقع من حوله .
كما يرى الشرع أن خُلق الإنسان ، وصحوة ضميره، ويقظة وازعه الديني هي من يحدد نوع سلوكه المتبع مع الآخرين، سواءً كان هذا الآخر قريباً أو بعيداً عنه، وعلى كل حال، فالأقربون أولى بالمعروف قولاً وفعلاً .
رؤية نفسية :
طبيعة غريزية
يؤيد علم النفس تلك المساحة الواسعة من أنماط السلوك السلبية والإيجابية على أساس أنها تعبر بشكل أو بآخر عن مدى قدرة الإنسان على التفاعل مع الآخرين سلباً وإيجاباً، وبما يحقق استقلاله في صنع القرارات الشخصية وتحمّل نتائجها ، ويرى علماء النفس أن هذا النوع من السلوك الإنساني أو ردود الأفعال الإنسانية بين الزوج أو الزوجة والحماة ( والدة الزوج أو الزوجة ) يعود إلى تلك الطبيعة التي تميز سلوك النساء عن الرجال من مشاعر الاستحواذعلى الرجل، والسيطرة عليه،ولفت نظره إليهن باستمرار، أضف إلى ذلك مشاعر الأمومة التي تطغى على مشاعر النساء، حتى تصبح هي الأداة التي تعبر بها عن ردة فعلهن تجاه تصرف معين تفتعله أطراف الصراع الأسري الأقل سناً وخبرة وقدرة على تجاوز الأنماط السلوكية السلبية دون إحداث أذى لمشاعر الآخر . ومن هنا كانت الطبيعة الغريزية للمرأة هي من يحرك الأدوار السلبية أو الإيجابية .. كما يؤكد علماء النفس أيضاً على أن تلك العلاقات الأسرية وما يكتنفها من ردود أفعال وسلوكيات تعبّر بالضرورة عن مساحة السلام النفسي التي تحظى بها أطراف هذا الصراع، سواءً كانت الزوجة، أو الزوج، أو الحماة تجاه كل طرف .
رؤية اجتماعية :
أسباب عديدة أولها الغيرة
يرى د . عبد الرزاق الهيتي ـ علم اجتماع التنمية ـ جامعة تعز ـ أن أسباباً عديدة تقف خلف هذا الصراع المحموم أولها وأهمها غيرة المرأة من بنات جنسها،ويأتي الـ (حسد) كثاني الأسباب الداعية لحدوث واستمرار هذا الصراع، كأن تكون زوجة الابن جميلة، أو حاصلة على مستوى تعليمي جيد، والحماة وبنات الحماة أدنى من هذا المستوى بكثير، أيضاً عدم اهتمام واحترام الزوجة للأم، أو محاولة سيطرة الأم على الزوجة، وتكييف سلوكياتها وفق محيطها الأسري الجديد بطريقة سلطوية ، اختلاف العادات أو المستوى المادي للعائلتين أو الوسط الاجتماعي ( مدينة ـ ريف ) ، عدم اختيار الزوجة، وفق صفات معينة، والاكتفاء بزواج الأقارب كتعبير عن توافق وترابط أسري كبير، وتدخُّل الأم في تربية الأبناء بطريقة تقليدية أو عشوائية أيضاً يتيح مجالاً للخلاف بين الزوجة والحماة، وكذا المبالغة في اهتمام الرجل بزوجته أمام والدته، أو شعوره بالمسؤولية نحوها ونحو أبنائه قد يثير مشاعر الأم ، ويجعلها تعتقد أنه أصبح يميل كل الميل لزوجته ولا يمنحها حقها من الاهتمام .. كل ذلك يمكن أن يؤدي فعلاً إلى وجود صراع بين الأم والزوجة خاصة حين يكون الاحتكاك مستمراً ضمن سكن عائلي مشترك، لكن تلك المشاكل تخف تدريجياً حين يحدث الاستقلال في السكن، وتصبح العلاقة محكومة بزيارات فقط.
كيف تكسب أو تكسبين قلب حماتك ؟!
1ـ ضرورة التعامل مع الحماة كأم ليس لها أي مصلحة بما تفعل إلا سعادة أبنائها مهما كانت الطريقة التي تعبر بها عن حبها لهم حادة وقاسية .
2ـ لابد أن يدرك الزوج أو الزوجة نقاط ضعف الحماة، والتركيز عليها، واعتبارها أبواباً للتقرب منها وإدخال السرور على نفسها .
3ـ تختلف طريقة حياة الزوجين اليوم عما كانت عليه بالنسبة لأزواج الأمس، ولهذا تصدر ردود أفعال انتقادية من قبل الحماة ضد الزوجة أو الزوج، وهذه لا يجب أن تؤخذ بأنها تدخل في حياتها أبداً ، بل هي صورة تعبيرية عن حياة الأمس تسقطها الحماة على حياة الزوجين بقصد نقل الخبرة فقط ، لكن بطريقة قاسية أحياناً، ولهذا يجب على كلا الزوجين، الاستفادة من تلك الخبرة بأبسط طريقة ممكنة .
4ـ على كلا الزوجين إدراك أن الحماة لا تطلب إلا استقرار ابنها أو ابنتها، فعلى كل منهما كسب قلب الحماة بالتقرب من شريكه الآخر، ومحاولة استيعابه بكل ما فيه من صفات أو مميزات .
5ـ على الزوجين الاعتراف بدور الحماة الكبير والمؤثر في حياتهما، وإشراكها بأخذ مشورتها فيما يخص تربية الأبناء مثلاً، أو في بعض نقاط الاختلاف التي لم يستطع الزوجان حلّها بمفردهما ، مع إحترام وجهة نظرها أياً كانت .
6ـ إشراكها في النزهات والزيارات العائلية ومشاوير التسوق، أو حتى بعضها، لأن هذا يمنحها شعوراً بالتواصل والاندماج مع الزوجين .. ولا ننسى أن 70% من غيرة الحموات تأتي بسبب شعورها أن الزوجة أو الزوج قد استحوذ كل منهما على فلذة كبدها ومن بذلت لأجله زهرة شبابها .
7ـ إشعار الحماة بأهميتها، ومساعدتها على البقاء بصحة جيدة قد يدفعها لاستيعاب كل ما حولها والانشغال بأمورها الصحية والنفسية أكثر من أي شيء آخر .
8ـ استشعار كل من الزوجين موقفه مستقبلاً حين يصبح لأبنائهما حماة، ومن ثم إعطاؤها حقها من الحب والاحترام .
|
أخترنا لكم
الأكثر زيارة
|