صحف أمريكية:العنف يكشف أزمة سياسية أثارها مرسى
الاثنين 28 يناير 2013 الساعة 15:26
 

 
قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية في عددها اليوم  إن موجة العنف الذى شهدته مدينتا بورسعيد والسويس فى الأيام الأخيرة هى عرض من أعراض أزمة سياسية لم تحل أثارها الرئيس محمد مرسى.. وأضافت أن هذا العنف الذى ينتشر فى مصر هو التحدى الأكبر على الإطلاق أمام الرئيس الذى تم انتخابه فى الصيف الماضى.
 
 
 
 
وتشير الصحيفة إلى أن مرسى أثار ردود فعل شعبية غاضبة عندما حاول تعزيز سلطاته وتهميش القضاء فى الإعلان الدستورى المثير للجدل الذى أصدره فى22 نوفمبر الماضى ثم دفع بدستور جديد من أجل التصويت عليه على الرغم من غضب المعارضة.. وصور وحزبه الوثيقة الدستورية باعتبارها طريق الاستقرار.
وتتابع الصحيفة قائلة: فى حين أن العنف فى بورسعيد منفصل عن الاحتجاجات المناهضة لمرسى فى المدن الأخرى، فإن المحللين يقولون إنه فى كلتا الحالتين يعتبر الاضطراب عرضا لأزمة سياسية لم تحل وشرعية متآكلة لمؤسسات الدولة.
ونقلت الصحيفة عن مايكل حنا، الخبير بمؤسسة القرن الأمريكية فى نيويورك اعتقاده أن هذا العنف مؤشر على الطريقة، التى انحسرت بها سلطة وشرعية الدولة ويعكس أزمة سياسية عميقة الجذور.. وأضاف حنا أنه سيكون من الصعب للغاية إعادة تأسيس السلطة لأنهم، أى حكام البلاد، من الإخوان المسلمين، يتصرفون من جانب واحد، والأدوات التى يوظفونها لمحاولة إعادة تأسيس السلطة هى أدوات قمع كانت ولا تزال تولد تأثيرا مزعزعا للاستقرار فى شكل احتجاجات وتعبئة جماهيرية.
ويتابع حنا قائلا، إن عملية صياغة الدستور، التى همشت المعارضة، وتم التصويت فيها على الوثيقة برغم الاحتجاجات ساهمت فى إضفاء الطابع المؤسسى على الأزمة السياسية.. ويعتقد حنا أن ما نراه هو بعض ثمار ذلك. لأن تلك العملية شابها الإحباط من أن الرئيس ليس قادرًا على تحقيق إصلاحات ملموسة أو تحسين فى حياة الشعب.
من جانبه، قال مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن مرسى يتعامل مع الوضع باعتباره أزمة أمنية وليس سياسية.. ولا يبدو أنه يرى هذا الأمر باعتباره مشكلة سياسية تتطلب تواصلا فعالا مع المعارضة والجماعات الثورية من أجل التفاوض على نهاية لهذا الموقف.. واعتبر السيد ذلك مؤشرا على فقدان مرسى الشرعية.. إلا أنه يشير أيضا إلى أن الاحتجاجات لم يتم الدفع لها من قبل المعارضة، بل هى كما يصفها انفجارات عفوية من السخط من جانب المواطنين العاديين.