بغداد تودّع الموسيقار سالم حسين الأمير
الأحد 30 أغسطس 2015 الساعة 16:36
 نعت الأوساط الفنية والثقافية الموسيقار العراقي سالم حسين الأمير الذي توفي عن عمر ناهز الـ92، بعد أن أدخِل أحد المستشفيات البلجيكية قبل أسبوعين بسبب أمراض قلبية مزمنة.

وسارع تلامذة الأمير وعشاق فنه إلى استذكار منجزه الموسيقي واللحني الذي يمتد لأكثر من سبعة عقود، حيث وُلِد الموسيقار الراحل عام 1923 وقدّم خلال رحلته الطويلة ألحانا لكبار المطربين العراقيين والعرب، مثلما رافقهم عازفا ومؤلفا موسيقيا، مخلّفاً وراءه تراثا لحنيا وبحثيا يشكل مكتبة موسيقية بحد ذاتها.
وفي هذا السياق، كتب الفنان الشاب سيمور جلال على صفحته في موقع "فيسبوك" مرثية قال فيها: "لقد خسر الفن العراقي والعربي هذا اليوم كنزا ثمينا وعملاقا من عمالقة الفن"، في حين قال وليد حسن الجابر، المدرس في كلية الفنون الجميلة: "برحيل الموسيقار سالم حسين خسرنا آخر عنقود في الجيل الذهبي للفن الموسيقي العراقي حيث رافق الراحل كبار المطربين ومنهم ناظم الغزالي ومحمد القبانجي وسليمة مراد وعفيفة اسكندر وغيرهم الكثير".
عبد الوهاب وفريد الأطرش والأمير
والفنان سالم حسين الأمير وُلِد في سوق الشويخ بمحافظة ذي قار في أوائل فبراير 1923، وهو شاعر وموسيقار، تتلمذ على يدي الشريف محيي الدين حيدر وعلي الدرويش، ورافق المطرب ناظم الغزالي. وبعد أن أُعجِب بأدائه، طلب منه الموسيقار محمد عبد الوهاب وكذلك فريد الأطرش الانضمام إليهما. وحصل الأمير في حياته على ألقاب وشهادات كثيرة منها لقب "أستاذ" من جامعة بودابست و"فنان الشعب" من بغداد.
 
من ألحانه التي حازت على شهرة كبيرة في الوطن العربي قصيدة "سائل العلياء عنا والزمانا" للأخطل الصغير بصوت المطربة العربية نرجس شوقي العام 1958. وقد تحدث عنها الموسيقار حليم الرومي عندما استمع إليها وكذلك رياض السنباطي واعتبراها نوعا من الإبداع الموسيقي في تلحين القصيدة العمودية. كما أطرى عليها بالثناء فريد الأطرش الذي اصطحب "الأمير" معه إلى القاهرة، حيث مكث هناك 5 أشهر قدّم خلالها ألحانا الى المطربة سعاد محمد وشهرزاد ونور الهدى واسماعيل شبانه وفرقة ثلاثي النغم، مثلما غنى له وديع الصافي قصيدة المتنبي "ما لنا كلنا جوى يا رسول".
وبرحيل الموسيقار سالم حسين الأمير يكون الستار قد أُسدِل على مرحلة مهمة من مراحل التأسيس الأولى للفن العراقي المعاصر.