رئاسة برشلونة بين متخبط.. صامت.. مغمور وثرثار
الاربعاء 15 يوليو 2015 الساعة 23:15
id="cke_pastebin">
بعد نحو 12 عاماً من انتخابه رئيساً لبرشلونة أول مرة في أوضاع مأساوية للنادي الكاتالوني حينها، ظن خوان لابورتا أن أسهمه لا تزال مرتفعة حتى الآن أمام أعضاء النادي الذين سيختارون رئيس بطل إسبانيا وأوروبا، مساء السبت المقبل، لكن كل تلك الظنون جافت الصواب، ليضطر إلى الدخول بمعركة لم يستعد لها جيداً.
أوغوتسيو بينديتو، رجل الأعمال والوجه المجهول في أوساط النادي، وتوني فريستشا المتحدث الرسمي باسم النادي سابقاً والرجل الذي أوقعه لسانه بزلة تلو الأخرى قبل ابتعاده، وبالطبع بارتوميو الرئيس الذي جلب الثلاثية بعد موسم مخيب، هم الثلاثي الذين سينازعون لابورتا على الكرسي الذي تركه ساندرو روسيل مجبراً بسبب فضيحة نيمار الشهيرة.
عاد لابورتا المحامي إلى الواجهة، لكنه لم يجلب خططاً حقيقية للنهوض بالنادي الذين يواجه مشاكل قضائية وعقوبات، شعر بأن العاطفة والتاريخ هما أهم أوراقه، ولذا ظل يتحدث عن تجربته الماضية، وأعلن تعيين إيريك أبيدال مديراً رياضياً، وهو اللاعب الذي يعتبر نفسه ضحية نكث روسيل وبارتوميو بوعودهما له عندما أصيب بالسرطان ووجد نفسه خارج النادي، والتلويح بورقة جلب بول بوغبا من يوفنتوس الإيطالي، في سيناريو شبيه بقصة انتقال ديفيد بيكهام عندما فاز لابورتا بالرئاسة أول مرة، قبل أن ينقذه رونالدينيو، صانع مجد برشلونة الحديث.
الرجل الذي حقق أعظم إنجاز بتاريخ برشلونة (2009-2010) دخل السباق بلا حذاء خاص بالجري، حاول كثيراً استجلاب الماضي، جل أحاديثه تدور حول الانتصارات الكاسحة التي حققها بين أعوام 2003-2010، وعلاقته الشخصية بليونيل ميسي، ووكيل الأعمال الشهير مينو رايولا، الذي سبب صداعاً حقيقياً للابورتا وغوارديولا إبان قضية إبراهيموفيتش الشهيرة، قبل أن يتحول إلى الهجوم على المرشحين، متهماً بارتوميو بالفساد، ومعتبراً فريستشا دمية لبارتوميو ليمنع المحامي من العودة إلى المكان الذي غادره قبل 5 أعوام، وأن بينيدتو مجرد ورقة بيضاء، قبل أن يعود ويطلب منهما الانسحاب لمصلحته، بشكل يثير الشفقة، وينم عن عدم وجود خطة واضحة.
بارتوميو في المقابل، وهو الأوفر حظاً بحسب نتائج الاستطلاعات التي تقوم بها صحف مقاطعة كاتالونيا، لا يبدو أنه يملك مشروعاً بالأساس، تجاوز الأنظمة عندما طلب التوقيع مع أردا توران، مؤكداً للمجلس المؤقت أن أتليتكو مدريد يريد بيعه ولن ينتظر، لكن بعد 48 ساعة من ذلك، خرج سيريزو رئيس النادي العاصمي قائلاً إنه كان يستطيع الانتظار أكثر، وعلاوة على ذلك، لم يقدم أي شيء للنهضة بمدرسة لاماسيا التي توقفت عن تخريج نجوم فاعلين في صفوف الفريق، وبدأ أنه يعتمد على الثلاثية التي تحققت الموسم الماضي، بعدما كان هو نفسه قريباً من الخروج مطلع العام قبل قلب ثلاثي الهجوم ومدربهم إنريكي الطاولة وتحقيق جميع البطولات.
الرئيس الأخير، ظهر أنه لا يعرف ما يريد، يتحدث عن المشروع الرياضي بكلمات إنشائية ويرد على اتهامات المنافسين بأجوبة لا علاقة لها بالأمر، أو يكتفي بالصمت والابتسامة، وكانت ورقته الرابحة هي توسيع ملعب كامب نو التي ستكلف 600 مليون يورو، قبل أن يوقفه بينديتو، الرجل الثالث بحسب نتائج استطلاع الرأي، ويتحدث معه حول الكارثة المالية التي ستحل بالنادي جراء هذا القرار.
لابورتا، واصل التخبط، وظهر ذلك جلياً في مقابلته الإذاعية مع "راك ون" والمناظرة التي احتضنها الملعب الرئيس مساء أمس، بدأ بمداعبة عواطف السياسيين بقضية استقلال كاتالونيا، وهو الأمر الذي قد يفيده يوم السبت عندما تدلي الأحزاب المتعصبة لمبدأ الانفصال عن إسبانيا، ووجد بقضية ميسي الشهيرة قبل 6 أشهر فرصة عظيمة للهجوم على بارتوميو عندما أكد أنه سيجعله سعيداً، دون شرح الكيفية التي سيعتمد عليها لتنفيذ ذلك، وبالطبع أدرج كرويف وغوارديولا ضمن الأسماء التي تدعمه.
المفاجأة الأكبر كانت بنديتو، ظهر الرجل بمشروع يستحق الاحترام، طريقة واضحة للنهضة بلاماسيا، التفاوض مع فيراتي، نجم باريس سان جيرمان، رغم شبه استحاله هذا الأمر، وإعلان تعيين مونشي، المدير الرياضي الذكي لأشبيليا في إدارته بحالة الفوز، وبين هذه وتلك، كان يتحدث عن الوضع الاقتصادي وطريقة تأمين برشلونة مالياً من خلال الرعايات التجارية التي سيجلبها دون تأثير ذلك على القيم التي يتميز بها النادي العريق، أما فريستشا فبالرغم من قدرته الجيدة على الإقناع ووضوح مشروعه بحسب المراقبون للمشهد العام، لكن الأعضاء لم ينسوا هجومه على ميسي قبل عامين، وهذا الأمر الذي يضعه في مؤخرة الترتيب.
وقبل ساعات معدودة من إعلان الرئيس الذي سيجلس على رأس الهرم، تشير النتائج إلى أن لابورتا بات يتقدم بشكل طفيف على بارتوميو عقب المناظرة التي جرت، فيما يحظى الأخير بدعم كبار السن من الأعضاء الذين تم توفير بعض الامتيازات لهم، أما بينديتو وبالرغم من حصوله على الإعجاب بعد مناظرة الثلاثاء، فإنه قد يكون ضحية عدم بروزه بين الأعضاء خلال الأعوام الماضية، لكن لا يمكن استبعاد تحقيق المفاجأة، مثلما فعل لابورتا في 2003.