عكاشة يسأل :ايها الناقد..ماذا لوكنتَ على النقيض
الثلاثاء 14 يناير 2025 الساعة 09:00
دخل في سرائر الناس فالله وحده يعلم السرائر وماتخفي القلوب..
ولكن أحيانا كثيرة تبدو السرائر نقية صافية عندما يكون الشخص في الجانب الآخر من الإتجاه المعاكس ، تظهر نفسه الميالة إلى الخير وتنقلب شرا ، لكن عندما يصل الى ذلك المكان الذي كان ينتقد من يتبوءه فإذا به أشد شناعة من الرجل الذي كان ينتقده وقد أورد الله سبحانه وتعالى صفة ذلك الشخص في محكم التنزيل..
في سورة البقرة, الآية 204: ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام..
أنت وكم منك كثير في المتاهات المكدسة ، تنتقد الخطأ وبقوة لفساد مالي وإداري لكن إذا وصلت إلى نفس المكان الذي كنت تنتقدة ترى هل تبقى على حالك من نظافة ونقاء السريرة الصافية..؟
إلا من رحم ربي وقليل ماهم من يبقى على نقائه السابق..
فإذا كنت في جانب الجماهير المقهورة من الفقر الشديد والتي تتظاهر لإصلاح الخلل وتحسين المعيشة بالتأكيد فإنك ستطلب ذلك وبقوة وتتهم عناصر الفساد بالفساد ونهب المال العام ..
ولكن ماذا لو كنت على النقيض وكنت في مركز النفوذ والمال يجري من تحتك كالنهر الجارف وأصبحت أنت الفاسد بالتأكيد ستدعُ الشرطة لمحاربة الشعب الذي يتظاهر ضدك..
هذا ليس تخمين هناك واقع عشناه ونعيشه اليوم فرفاق الأمس الذين تظاهروا ضد الفساد من كل المكونات إصلاح إنتقالي حوثي حملوا الرايات المناهضة للفساد وطالبوا بإصلاح الحالة المعيشية للشعب وعندما وصلوا إلى مركز الفاسدين صاروا مثلهم فاسدين وقليلا جدا من بقي على مبادئه..
أنت أيها المواطن الجنوبي ستتظاهر غدا للمطالبة بالحقوق ومحاربة الفساد والمحسوبية وستتطالب بمحاكمة عناصر الفساد في ظل دولة فاسدة من رأسها إلى أخمس قدميها..
حيث كان الثائر في الميدان يُظهر لك يده النظيفة ويرى الفاسد عدو للوطن ، وعندما وصل إلى نفس المنصب انقلب على عقبيه وصار فاسدا أكثر فسادا ولصوصية من الذي كان قبله وينظر إلى المتظاهر بأنه مخرب وعدو للوطن..
لذلك فهذه المظاهرات لن تغير من واقع الحال إلا بثورة عارمة تنادي بإستئصال حكومة الفساد ومجلس الفساد الرئاسي..
ولتكن مظاهرتك للمطالبة بإستعادة دولتك هو الأفضل فقد مضى زمنا وأنت تتظاهر ضد الفساد مع رفيق لك كان بجانبك حافي القدمين ثم ترقى في المناصب وصار أشد فسادا..
وعندما تستعيد دولتك فمازالت الساحة والميدان في انتظارك لمقارعة الفساد الذي سيظهر يوما ما من أشخاص حفاة كانوا معك يتظاهرون في الساحة ضد الفساد وربما سيكونون هم أكثر فسادا..
لذلك من الأفضل أن تتظاهر لإستعادة دولتك وسن القوانين لقطع أيدي الفسدة وتحمي الشعب ومكتسباته وحقوقه ..
قوانين صارمة تصيغها بيدك تقف حائلا ضد الفساد الذي ربما سيظهر يوما منك بعد أن تصير في منصب عالي ..