من لزم هذه الصلاة في مرضه عافاه الله ولو يئس الأطباء من شفائه؟
الاربعاء 25 اكتوبر 2023 الساعة 17:56

يغفل الكثيرون عن فضل هذه الصلاة في مرضه حيث إنها ستكون سببًا في معافاته من قبل الله تعالى ولو يئس الأطباء من شفائه. 

 

وقال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء في بيان صلاة الشفاء الدعاء التالي:«اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ طِبِّ الْقُلُوبِ وَدَوَائِهَا ، وَعَافِيَةِ اْلأَبْدَانِ وَشِفَائِهَا ، وَنُورِ اْلأَبْصَارِ وَضِيَائِهَا ، وَرُوحِ اْلأَرْوَاحِ وَسِرِّ بَقَائِهَا».

 

وتابع: هذه الصلاة تسمى بالصلاة الطبية وبصلاة الشفاء، وقال عنها النبهاني في جامع الصلوات : من لازم هذه الصلاة في مرضه عافاه الله ولو يئس الأطباء من شفائه.

هل يجوز التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم في الدعـــــاء بعد انتقاله صلي الله عليه وسلم ؟، سؤال أجابته دار الإفتاء حيث إنها من المعاني التي أُسيء فهمها في الإسلام في عصرنا الحديث معنى «التوسل» مما يوجب علينا أن نعود للأصل اللغوي والمعنى الشرعي للتوسل قبل الحديث عن حكم التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم.

 

وبينت معنى الوسيلة في اللغة والشرع فالوَسِيلةُ في اللغة: الـمَنْزِلة عند الـمَلِك. و الوَسِيلة: الدَّرَجة. و الوَسِيلة: القُرْبة. و وَسَّل فلانٌ إِلـى الله وسِيلةً إِذا عَمِل عملاً تقرَّب به إِلـيه. و الواسِل: الراغِبُ إِلـى الله؛ قال لبـيد: أَرى النـاسَ لا يَدْرونَ ما قَدْرُ أَمرِهم** بَلـى كلُّ ذي رَأْيٍ إِلـى الله واسِلُ.وتوَسَّل إِلـيه بوَسِيلةٍ إِذا تقرَّب إِلـيه بعَمَل. وتوَسَّل إِلـيه بكذا : تقرَّب إِلـيه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه علـيه. و الوَسِيلةُ: الوُصْلة والقُرْبى، وجمعها الوسائل.

 

ولا يخرج معنى الوسيلة الشرعي عن ذلك المعنى اللغوي، فإن قضية حياة المسلم هي أن يتقرب إلى الله ويحصل رضاه وثوابه، ومن رحمة الله بنا أن شرع لنا كل العبادات وفتح باب القرب إليه، فالمسلم يتقرب إلى الله بشتى أنواع القربات التي شرعها الله عز وجل، وذلك عندما يصلي المسلم فإنه يتقرب إلى الله بالصلاة، أي أنه يتوسل إلى الله بهذه الصلاة، وعليه فإن القرآن كله يأمرنا بالوسيلة (بالقرب) إلى الله.وقد ذكر الوسيلة في كتابه العزيز في موضعين؛ الموضع الأول : يأمر بها قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾، والثاني : يثني الله على الذين يتوسلون إليه في دعائهم قال تعالى ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾.

 

وقد اتفقت المذاهب الأربعة على جواز التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم بل استحباب ذلك، وعدم التفريق بين حياته صلي الله عليه وسلم وانتقـاله الشريف صلي الله عليه وسلم ولم يشذ إلا ابن تيمية حيث فرق بين التوسـل بالنبي صلي الله عليه وسلم فى حياته وبعد انتقاله صلي الله عليه وسلم ، ولا عبرة لشذوذه، فندعو الأمة إلى التمسك بما اتفق عليه أئمتها الأعلام، وحتى لا نكرر الكلام ففي إجابة السؤال رقم 39 والذي كان يسأل عن قوله تعالى : ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾. هل تلك الآية باقية أم انتهتبانتقال النبي صلي الله عليه وسلم ، نقلنا ما يثبت استحباب المذاهب الأربعة للتوسل بالنبي وطلب الاستغفار منه صلي الله عليه وسلم ، فلتراجع، وفيما يلي نسرد الأدلة من الكتاب والسنة التي كانت سندًا لإجماع المذاهب الأربعة وهي :

 

ومن أدلة القرآن الكريم، قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾، ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾، ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾.فالآية الأولى تأمر المؤمنين أن يتقربوا إلى الله بشتى أنواع القربات، والتوسل إلى النبي صلي الله عليه وسلم في الدعاء من القربات، التي ستثبت تفصيلا في استعراض أدلة السنة، وليس هناك ما يخصص وسيلة عن وسيلة، فالأمر عام بكل أنواع الوسائل التي يرضى الله بها، والدعاء عبادة ويقبل طالما أنه لم يكن بقطيعة رحم، أو إثم، أو احتوى على ألفاظ تتعارض مع أصول العقيدة ومبادئ الإسلام.

 

والآية الثانية : يثني الله عز وجل على هؤلاء المؤمنين الذين استجابوا لله، وتقربوا إليه بالوسيلة في الدعاء، كما سنبين كيف يتوسل المسلم إلى الله في دعائه من السنة.

 

والآية الثالثة : صريحة في طلب الله من المؤمنين الذهاب إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، واستغفار الله عند ذاته صلي الله عليه وسلم الشريفة، وأن ذلك أرجى في قبول استغفارهم، وهذه الآية باقية كما بينا في إجابة السؤال رقم 39.موضوعًا وأقصى ما يحدث أن يكون ضعيفًا، وعلى أية حال فنذكر خلاف المحدثين بشأنه للأمانة العلمية، وفي الحديث – إن صح – دلالة واضحة على جواز التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم في الدعاء، وأما ما قد يشكل من خاتمة الحديث وهو قول المولى : «ولولا محمد ما خلقتك» فقد بينت ذلك في إجابة السؤال سابق فليراجع.

 

حديث «أعينوا عباد الله»؛ فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم : «قال إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من نوى الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : أعينوا عباد الله» قال عن سنده الحافظ الهيثمي : «رواه الطبراني ورجاله ثقات»، وفي الحديث دليل على الاستعانة بمخلوقات لا نراها، قد يسببها الله عز وجل في عوننا ونتوسل بها إلى ربنا في تحقيق المراد كالملائكة، ولا يبعد أن يقاس على الملائكة أرواح الصالحين فهي أجسام نورانية باقية في عالمها.

 

قصة الاستسقاء بالنبي صلي الله عليه وسلم عند قبره في زمن عمر، فعن مالك الدار ـ وكان خازن عمر ـ قال: «أصاب الناس قحط في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلي الله عليه وسلم في المنام فقال : إيت عمر، فأقرئه مني السلام، وأخبره أنهم يسقون، وقل له : عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبر عمر فقال : « يا رب ما ءالو إلا ما عجزت». وهو حديث صحيح صححه الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث قال ما نصه : «وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر … الحديث. وقد روى سيف في الفت

 

موضوعًا وأقصى ما يحدث أن يكون ضعيفًا، وعلى أية حال فنذكر خلاف المحدثين بشأنه للأمانة العلمية، وفي الحديث – إن صح – دلالة واضحة على جواز التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم في الدعاء، وأما ما قد يشكل من خاتمة الحديث وهو قول المولى : «ولولا محمد ما خلقتك» فقد بينت ذلك في إجابة السؤال سابق فليراجع. حديث «أعينوا عباد الله»؛ فعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم : «قال إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من نوى الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : أعينوا عباد الله» قال عن سنده الحافظ الهيثمي : «رواه الطبراني ورجاله ثقات»، وفي الحديث دليل على الاستعانة بمخلوقات لا نراها، قد يسببها الله عز وجل في عوننا ونتوسل بها إلى ربنا في تحقيق المراد كالملائكة

 

 

، ولا يبعد أن يقاس على الملائكة أرواح الصالحين فهي أجسام نورانية باقية في عالمها. قصة الاستسقاء بالنبي صلي الله عليه وسلم عند قبره في زمن عمر، فعن مالك الدار ـ وكان خازن عمر ـ قال: «أصاب الناس قحط في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلي الله عليه وسلم في المنام فقال : إيت عمر، فأقرئه مني السلام، وأخبره أنهم يسقون، وقل له : عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبر عمر فقال : « يا رب ما ءالو إلا ما عجزت». وهو حديث صحيح صححه الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث قال ما نصه : «وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر … الحديث

 

 

. وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة، وقد ذكر الرواية كذلك الحافظ ابن كثير وقال : هذا إسناد صحيح. والحديث قد صححه كبار الحفاظ، فيصلح أن يكون دليلًا على جواز الطلب من النبي صلي الله عليه وسلم بالاستسقاء والدعاء بعد انتقاله الشريف صلي الله عليه وسلم قصة الخليفة المنصور مع الإمام مالك صلي الله عليه وسلم وهي : «أن مالكًا رضي الله عنه لما سأله أبو جعفر المنصور العباسي – ثاني خلفاء بني العباس – يا أبا عبد الله : أأستقبل رسول الله صلي الله عليه وسلم وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو ؟ فقال له مالك : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله عز وجل يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله »،

 

 

 

وفيه إشارة إلى اعتبار حديث توسل آدم عليه السلام عند الإمام مالك، وأنه يرى أن من الخير استقبال قبر النبي صلي الله عليه وسلم والاستشفاع به صلي الله عليه وسلم. ولكل هذه الأدلة الصريحة الصحيحة من كتاب ربنا وسنة نبينا صلي الله عليه وسلم أجمع علماء الأمة من المذاهب الأربعة وغيرها على جواز واستحباب التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم في حياته وبعد انتقاله صلي الله عليه وسلم ، واتفقوا على أن ذلك لا يحرم قطعًا، وهو ما نراه أن التوسل بالنبي صلي الله عليه وسلم مستحب وأحد صيغ الدعاء إلى الله عز وجل المندوب إليها، ولا عبرة لمن شذ عن إجماع العلماء كابن تيمية ومن ردد كلامه من بعده، والله تعالى أعلى وأعلم.