شجاعة الشعرواي وحكمة الملك السعودي "سعود" ...قصة نقل مقام نبي الله ابراهيم من جوار الكعبة
الاربعاء 21 يونيو 2023 الساعة 21:25

في سنة 1954 كان الشيخ الشعراوي يعمل أستاذًا في كلية الشريعة بمكة، واتجهت رغبة المملكة إلى نقل مقام إبراهيم (بمعنى إرجاعه عن مكانه للوراء) ليفسحوا المطاف وينهوا أزمة الزحام، وسيشهد الملك سعود نقل المقام يوم الثلاثاء، كما جاء في كتاب “أنا من سلالة آل البيت” الذي نشر القصة.

وقبل النقل بـ 5 أيام يعني في يوم الجمعة عرف الشعراوي بالموضوع وقرر أن يقاومه لمخالفته الشريعة الإسلامية، فكلم الشعراوي عددًا من العلماء ومنهم الشيخ إبراهيم النوري والشيخ إسحاق عزوز وقال لهما لا يصح ترك المسألة تمر فهذا شيء يخالف الشريعة ونريد أن نقول كلمتنا.

بعث الشيخ الشعراوي رسالة من 5 صفحات فولسكاب إلى الملك سعود وعرض أدلة المؤيدين ونقدها ثم قدم أدلة لعدم جواز النقل، وقدم مقترحًا مفاده هدم المبنى الكبير حول المقام لأنه سبب الزحام، بينما حجر المقام يقام عليه قبة صغيرة زجاجية غير قابلة للكسر.

وصلة برقية الشيخ الشعراوي إلى الملك سعود وقبل موعد النقل بـ 24 ساعة أرسل سعود برقية الشعراوي لعلماء السعودية فاجتمعوا وتدارسوا ما أوردته البرقية، ووافقوا على كل ما جاء فيها، وأصدر أمرًا بهدم المبنى الجديد الذي كان قد عهد ببنائه إلى شركة بن لادن، وتنفيذ مقترحات الشعراوي.


وبعد يومين من الأمر الذي أصدره سعود بإيقاف نقل المقام أجرى الشيخ الشعراوي زيارة إلى مقام إبراهيم بعد وضع القبة الزجاجية عليه ثم طلبه الملك سعود وأعطاه مشلح (عباية).