حلول شاغرة في مواجهة التنمر
الاربعاء 15 فبراير 2023 الساعة 23:41
شيماء رمزي التعامل مع المتنمر يكون ضمن نقاط مدروسة؛ إذ يأتي الحوار اولاً، من ثم قم بتجاهله، وإن زاد الوضع عن حده يستوجب الردع ورفع شكاوى لذوي المتنمر ثم للجهات المختصة. خلال الفترة الأخيرة، يشهد المجتمع اليمني تحولات سلوكية نتجت عن مآلات الحرب المستمرة منذ العام 2015حيث بات التنمر اشبه بظاهرة تسبب مشاكل نفسية كالقلق والوسواس القهري والانعزال، ومشاكل اجتماعية قد ينتج عنها حدوث قطيعة بين الجيران والارحام والاصدقاء.
الحالة اتسعت لتشمل توظيف المناطقية ومناداة الناس بالقاب تشير الى مناطقهم، وبعض المصطلحات السياسية الديماغوجية التي توجه صوب منتميين لأحزاب سياسية.
وفيما ما يزال دور الدولة مغيباً في سن قوانين تحد من إنتشار التنمر، ووضع لائحة سلوك تنظم طريقة التعامل بين المواطنين، وفرض عقوبات صارمة، لتلافي الاضرار النفسية التي قد تنتج عنها قضايا جنائية في أسوأ الاحوال، تأخذ الظاهرة في التنامي والاتساع. وتكشف اخر الدراسات التي قام بها مرصد الحريات الاعلامية في اليمن في العام الماضي عن بلوغ التنمر معدل 25% ضد احدى فئات العاملين في اليمن، وهن الصحافيات.
تقول د. سمية يحيى ماجستير في علم النفس أن طريقة التعامل مع المتنمر تختلف باختلاف نمط شخصيته "كل شخصية تقدر تستخدم معاها طريقة أو اسلوب". يقدم ضرار الخامري الدعم النفسي في منظمة رعاية الاطفال المتنمرين يقول:" استمعت للكثير من قصص التنمر حتى اكتسبت مناعة ضد التنمر، واتجهت الى تقديم الدعم النفسي لزملائي الذين تعرضوا له في الواقع أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي". ضحايا لا يستسلمون اثناء قيامي بالبحث عن حلول مشتركة على موقع فيسبوك، لأستلهم طرقاً مجدية يتعامل بها من يتعرضون للتنمر، وجدت مايشبه الاجماع على اتخاذ اسلوب التجاهل. وعلى سبيل المثال قالت احدى الفتيات - طالبة عدم ذكر اسمها- أن الحل بالنسبة لها، هو التجاهل والصمت، ثم معالجة النقص الذي تعرضت له بسبب التنمر. ظلت هذه الفتاة تجمع المال، حتى استطاعت السفر الى مصر، من اجل اجراء عملية لمعالجة انحراف العين الناتج عن خلل في الشبكية لديها مخاطرة ببصرها، حيث ابلغها الاطباء ان نسبة نجاح الجراحة ليست عالية، وفي حال فشلها قد تخسر نظرها للأبد. تقول "اجريت عملية لعيوني نسبة نجاحها 60% فقط عشان اخلص من التنمر، وكان ممكن اخسر نظري لكني سويتها ونجحت الحمدلله". لميس، شابة يمنية تقيم في السعودية، قالت ان التطنيش" كان هو الاسلوب الذي اتبعته في مواجهة التنمر مشيرة الى انه حين تزيد الامور عن حدها يجب على الشخص الرد لإسكات المتنمر. تقول "كنت ارجع البيت ابكي، ما سويت لهم شي، مرة بس هاوشت بنت صراحة، ومن بعدها بطلت تئذيني، بس اللي كنت اطنشهم طفشوا وتوقفوا". تطال ظاهرة التنمر طلاب وطالبات المدارس "يقولوا لي (مطوع جديد)" يقول أمجد، وهو طالب ثانوي في مدينة تعز يتعرض للتنمر من اقرانه، لأن شعر ذقنه نمى بسرعة كما يقول. يواجه أمجد المتنمرين عليه بالترهيب، يقول "اقلهم إني أنتمي لجماعة دينية متشددة، فيسكتوا، " أي أنه يخيفهم بادعائه الانتماء لجماعة متشددة، كي يتوقفوا عن ازعاجه والتنمر عليه. ليكونوا اقوياء رغم التنمر يقول عمار الدبحي، أحد المتفاعلين على فيسبوك، "الحل في الهدوء، فالسبب الرئيسي للتنمر هو الضحية. ويوضح بقوله "حين يتماشى الضحية مع المتنمر، يحدث تبادل ادوار، ليس تبديلاً بالمعنى التام وانما بالنتيجة". يرى عمار أن "الهدوء مع المتنمر في مرحلة الاستجابة يجعل الامر يرتد على المتنمر حين يقول لك انت غبي، قل له صدقت في هذه الحالة". ويرى عماد البنا، طالب في جامعة تعز، أن الحديث مع "الجاهل" بالشيء الذي يتنمر عليه هو الحل، كإعلامه بأن هذا الشيء جيد. براءة تتغلب على المتنمرين اما الاسلوب الثالث فهي تبدي لهم فخرها بانجازاتها، وتضعهم في مقارنة مباشرة معها "اقول لهم شوفوني ايش عاملة ولفين واصلة بذي الحاجات اللي أنتم تشوفوها مش طبيعية، أنتم ايش عاملين؟". مواجهة التنمر على المستوى الرسمي تلجأ الدول لسن قوانين وعقوبات رادعة لحصر ظاهرة التنمر والقضاء عليها، ففي مصر اعتمدت وسيلتين وهما "الردع بالقانون" و"الردع من خلال الوعي والتربية والتعليم" حيث وافق مجلس الوزراء على مشروع قانون بتعديل بعض احكام قانون العقوبات، من خلال اضافة مادة جديدة برقم "309 مكرراً ب" والتي اوردت تعريفاً للتنمر، ووفقاً للتشريع الجديد فإن القانون المصري يعرف التنمر باعتباره يندرج تحت عدة نقاط:
في السياق قامت السعودية بتعديل لائحة السلوك الخاصة بها لتشمل كافة أشكال التنمر، كنشر الاشاعات والتهديد ومهاجمة الطفل الذي يقع ضحية للتنمر سواءً بهجوم بدني او لفظي او عزل طفل ما بقصد ايذائه او أية افعال او حركات اخرى قد يتعرض لها الطفل الضحية بشكل غير ملحوظ الى جانب التنمر الالكتروني. وفي الولايات المتحدة الامريكية، تم اتخاذ اجراءات تشريعية على مستوى الولايات والحكومات المحلية لحل مشكلة التنمر ومعاقبة مرتكبيه بوصفه جريمة يعاقب عليها القانون. وفي انجلترا، عمدت الحكومة الى وضع سياسة سلوكية تتضمن منع جميع اشكال التنمر، وأطلقت خطاً للاتصال المباشر بالشرطة، في حال التعرض للتنمر، اما اليابان فركزت على معالجة التنمر بكافة اشكاله، بما في ذلك التنمر الالكتروني. تتسع دائرة التنمر في اليمن في ظل صمت رسمي وضعف فعالية مؤسسية الامر الذي يقتضي من المجتمع التحرك في مواجهة هذه الظاهرة. مصادر موقع اليمن اليوم مرصد الحريات الاعلامية في اليمن موقعي على فيسبوك المجلس القومي للمرأة مجموعة قنوات ON المصرية موقع المرصد مجلة النصيحة القانونية
|
أخترنا لكم
الأكثر زيارة
|