السينما الروائية للثورات التاريخية تعيد الماضي للذاكرة بمصداقية ام دراما غير متكافئة بين الماضي والحاضر
السبت 29 سبتمبر 2012 الساعة 20:34
اليمن السعيد - تعز - رشا الدجنة
يحلو للسينما من بين مواضيعها المفضلة، وهي عادة كثيرة وتشمل تقريباً كل شيء من حكايات الحب إلى الحضارات إلى المواضيع البوليسية إلى الخيال العلمي والميلودراما وصولاً إلى السياسة وغيرها أن تعود بين الحين والآخر إلى نوع سينمائي يعرف في أغلب الأحيان كيف يستقطب جمهوراً واسعاً ، خاصة وأن استعراضية الشاشة السينمائية والضخامة المطلوبة لمثل هذا النوع، تجعلان السينما من دون منافس تقريباً، حتى وإن زعمت الشاشة الصغيرة (التلفزة) القدرة على خوض النوع نفسه: وهذا النوع الذي نعنيه هو السينما التاريخية، وبالمعنى الحرفي للكلمة، طالما أن في إمكان كل فيلم أن يزعم لنفسه أنه يمكن أن يكون تاريخياً بمعنى أنه يعيد تركيب أحداث حصلت بالفعل أو يمكن أن تكون حصلت، أو يتوقع حصولها في المستقبل. فالسينما هي مرآة المجتمع تعبر عن مشاكله وقضاياه وهمومه التي تؤثر عليه بشكل جذري، وقد تناولت السينما المصرية العديد من هموم وقضايا مجتمعها ولم تغفل كذلك قضايا أمتها العربية فتحدثت عن نضال الشعب الجزائري الشقيق وأنتجت فيلما جسدت خلاله هذا الكفاح وهو فيلم "جميلة بو حريد"، كما أنها لم تغفل تقديم تحول أخر في تاريخ الأمة العربية وهو الثورة اليمنية الميمونة ومشاركة الجيش المصري في انتصار هذه الثورة ودعمها ومساندتها، ومن بين مظاهر الدعم للثورة اليمنية أنتجت المؤسسة الحكومية للإنتاج السينمائي في مصر فيلم "ثورة اليمن في مطلع الستينيات. فيلم" ثورة اليمن " هل انصف الثورة اليمنية ...؟ وهل فعلا نقل صورة حقيقة عن الانسان اليمني..ولماذا منع حينها من العرض ؟ ولماذا الى الان والثورة تحتفل بعيدها الذهبي لم نجد فيلم سينمائي يصور الثورة السبتمبرية بصورتها الحقيقة ......اسئلة سنحاول البحث عن اجابتها بالتحقيق التالي
مجريات الفيلم تناول الفيلم قصة كفاح الشعب اليمني وثورته بقيادة عبدالله السلال ورفاقه من قادة الجيش والمثقفين من خريجي الجامعات، ومنهم خريجو الجامعة المصرية على نظام الحكم الإمامي في اليمن الذي حول الشعب اليمني إلى أسرى في سجن كبير تحيط به أسوار لا يعبرها حتى المواطنين خروجا أو دخولا إلى صنعاء إلا بإذن من الإمام ، كما يروي الفيلم أبرز تفاصيل هذا النضال من أجل نيل الحرية ودعم مصر لثورة اليمن، ولا يزال الشعب اليمني العظيم يقدر لمصر مساندتها له من أجل نيل الحرية، وأقام نصبا تذكاريا للشهداء المصريين في صنــــعاء يحرص رئيس الجمهورية وكبار المسئولين على وضع أكاليل الزهــــور عليه إلى جانب شهداء اليمن من أجل الحريةوالاستقلال والوحدة وذلك في المناسبات الوطنية. الفيلم سيناريو وحوار علي الزرقاني، وإخراج عاطف سالم، وبطولة عماد حمدي، ماجدة، حسن يوسف، صلاح منصور، و قد وصف من بعض النقاد بالسطحية التي وصلت إلى درجة السخافة ..و يعتبر الفيلم فيلما سياسيا أكثر منه فنيا. لقاء من الماضي. وفي احدى اللقاءات كانت مع نجل بطل الفيلم الفنان الراحل عماد حمدى الذي استهل حديثه عن ذكريات والده عن هذا الفيلم، حيث قال نادر عماد حمدى: "ثورة اليمن" من أكثر الأعمال الفنية إبداعا سجل حدث قيام الثورة اليمنية في إطار روائي محبك ، حيث تم تصوير الفيلم وأنا فى المرحلة الإعدادية من الدراسة، وكان والدى معتادا على أن يروى لى كل تفاصيل أعماله السينمائية وكواليس التصوير لأتعايش معه . وفي أحد المرات أخبرني والدى وعلى وجهه ارتسمت علامات السرور والحماسة بأنه سيصور فيلما جديدا بعنوان "ثورة اليمن" بمشاركة صلاح منصور وحسن يوسف وأنه سيجسد خلاله دور "عبد الله السلال" قائد ثورة اليمن، بينما سيجسد الفنان صلاح منصور "دور الامام" ، وأدركت بعدها سر ترحيب والدى بالمشاركة في الفيلم وهو ارتياحه الشــــــديد بالعمل مع عاطف سالم، خاصة وأنه تعامل معه لفـــــترة طويلة منذ أن كان مساعدا للمخرج عز الدين ذو الفقار ، وعندما خاض والدى تجربة الانتاج فى الخمسينيات تعاون في فيلمـــين مع المخرجين عز الدين ذو الفقار وعاطف سالم . وعن أهم التسهيلات التي قدمها اليمنيون لتصوير الفيلم، يؤكد نادر حمدى وفقا لما أخبره به والده الفنان الراحل عماد حمدي أن كافة الجهات الأمنية والمعنية باليمن قد وفرت كافة التسهيلات لتصوير الفيلم باعتبار أن هذه الثورة غيرت من تاريخ اليمن وتاريخ المنطقة، حيث تم تصوير الفيلم فى القصور والمواقع الحقيقية الأمر الذي أضفى عليه واقعية ومصداقية ليخرج بالشكل المناسب . وعن مشاركة الفنان القدير حسن يوسف مع والده خلال أحداث الفيلم ، يختتم نادر حمدى حديثه قائلا: لم تكن مشاركة حسن يوسف مع والدى في فيلم "ثورة اليمن" من قبيل الصدفة، حـــــيث بدأت علاقتهما من خلال مشاركتهما في فيــــلم "الخطايا"، وكان والدى يعتبره كابنه تماما، ثم جمعهما المخرج عاطــــف سالم فى فيلم "أم العروسة" وحقق من خلاله نجاحا كبيرا ونـــــــظرا لهذا النجاح اختارهما المخـــــرج حلـــمي رفلة في أحد أفلامه مع الفــــــنانة وردة الجزائرية ثم رشحهما المخــــــرج عاطف سالم لفيلم "ثــــورة اليمن"، حيث جسد حسن يوســــــف دور الطالب اليمني الذى ثار على أوضـــاع الإمامة، وشــــارك في التحضير لثـــــورة اليمــــــن مما يوضـــــح أن ثورة اليمن قام بها أبناؤها اليمنـــيون المخلصون المناضـــــلون المخلصـــين المناضلين من أجل الحرية والكرامة.
عبد الكريم مهدي - فنان وكاتب مسرحي في وزراة الثقافة أمين عام نقابة الفنانين اليمنين (للمهن التمثيلية ) تعز ترى أفليس في إمكاننا أن نقول انطلاقاً من هذا أن السينما تكاد تكون اليوم "الوعاء" الأكثر حضوراً في احتوائه تاريخ البشرية؟ حسناً قد يذكرنا قارئ هنا بما قلناه أعلاه، من أن من الصعب، بل من المستحيل، اعتماد السينما كوسيط صادق ونزيه في رواية التاريخ. ... ولكن هل حقاً كان في إمكاننا أن نعتبر كتب التاريخ نفسها،السلف الحقيقي للسينما التاريخية، كمصدر صادق ونهائي لرواية التاريخ؟ كان الكاتب الفرنسي غوستاف لوبون يقول: "لو كانت الحجارة تنطق لبدا التاريخ كله كذبة كبرى"... وهذا القول ينطبق على التاريخ مكتوباً تماماً كما ينطبق عليه مرسوماً (في لوحات كبار الفنانين) واليوم ينطبق عليه حضوراً، حتى في أروع الأفلام وأكثرها صدقاً.فما الذي يمكننا أن نقوله هنا؟
بكل بساطة، إن ثمة- بعد كل شيء - صدقاً تاريخياً في هذا كله، ولكن ليس في المكان الذي يمكن توقعه... ولعل السؤال التالي يصلح مدخلاً لتوضيح هذا الأمر.
(( لو رجعت للخلف لثمانينات القرن الماضي ستجدي كل الأعمال المسرحية والدراما التلفزيونية التي اقتربت بتفاصيلها من الواقع التاريخي للثورة وجسدت بعمق مدرك حقيقة معاناة الشعب وقسوة الظلم وظلامية الحكم ألإمامي المستبد في العديد من الأعمال الدرامية منها على سبيل المثال مسلسل ( الفجر وتجسيد شخصية اللؤم ألإمامي من تلك الشخصية المشهورة في الدراما اليمنية بركتنا وكذلك مسلسل ( نجوم الحرية ) للمخرج القدير علي بن علي المبنن تجربة جسدت بعمق أحداث الحركة الوطنية ابتدأ بحركة 1948م الدستورية واغتيال الإمام يحي حميد الدين وما عقبها من أحداث وإعدامات لقادة الحركة من مفكرين وعلماء ومثقفين مرورا بحركة الثلاياء عام 1955م ومحاولة اغتيال الإمام أحمد حميد الدين في مستشفى الحديدة عام 1960م وقد أصيب فيها إصابات بالغة ألزمته الفراش إلى أن مات قبل قيام الثورة بأسبوعين وتولى محمد البدر ولي العهد الحكم حتى فجر الخميس السادس والعشرين من سبتمبر انطلاق شرارة الثورة عام 1962م.
وشهد شاهد من أهله قد تكون السينما المصرية لها مشوار طويل في الساحة الفنية ، ولها العديد من الإبداعات الفنية التي صورت الماضي والحاضر بأعمال روائية سينمائية ، وقد ربما كانت فترة الستينات تعتبر من فترات العصر الذهبي للفن السابع في مصر الأ ان فيلم ثورة اليمن بنظر البعض من النقاد والمشاهدون" بصراحة الفيلم سقطة في تاريخ السينما المصرية"وجهة نظر ابدتها نوا ل عبد السلام ----أستاذة تاريخ في إحدىالمدارس ولها أصول مصرية فوالدتها مصرية تزوجت من دكتور يمني لتصف رأيها ((بصراحة الفيلم سقطة في تاريخ السينما المصرية بالرغم من كم النجوم اللي فيه العملاق صلاح منصور في دور الإمام وحسن يوسف البطل وغيرهم فالحبكة الدرامية ساذجة لدرجة الإسفاف والسطحية والتفاهة وما ينفع حتى يبقى فيلم كارتون.والفكرة كانت مغيبه وغير منطقية وهي لتلميع صورة الثورة الكاكية الناصرية المباركة وتبرير تدخلها السافر في شئون الشعب اليمني وتوريط جنودنا الذين لا ناقة لهم ولا جمل في تلك الحرب التي أنهكت قوانا واستنزفت دخل البلد وكانت مُقدمة وسبب رئيسي في نكسة 67 لإن جنودنا كانوا لسه راجعين من اليمن مثخنين بالجراح وبقى لهم سنين ماشوفوش أهلهم ولا وطنهم وفجأة يُزج بهم في مغامرة جديدة من مغامرات الديكتاتور الطاغية الشهير بالزعيم الملهم عبد الناصر فكان ما كان وتم حصد الألاف منهم بدون أن نطلق رصاصة واحدة وتم إحتلال أرضنا المصرية والعربية بمباركة الزعيم الملهم صاحب النزوات والمغامرات الحربية العربية والأفريقية.)) مؤيد السيد ----طالب موفد للدراسة في اليمن
))القصة بترسم شخصية الإمام على إنه أراجوز سكير زير نساء مُدعي بأنه خليفة المسلمين وأن الوحي ينزل عليه من السماء فيقتل من يشاء ويُحيي من يشاء
الافلام الوثائقية اقرب للواقع .... الفيلم الوثائقي هو كافة أساليب التسجيل لآي مظهر للحقيقة، يعرض بوسائل التسجيل المباشرة او بإعادة بنائه بصدق، وذلك لحفز المشاهد الى عمل شيء او لتوسيع مدارك المعرفة و الفهم الانساني او لوضع حلول واقعية لمختلف المشاكل في عالم الاقتصاد او الثقافة أو العلاقات الإنسانية،الوثائقي هو قصة مكونة من صورة و صوت و القصة عبارة عن رحلة لها بداية و وسط و نهاية فهو لا يعتمد على موضوعات مؤلفة و ممثلة في بيئة مصطنعة كما في الفيلم الروائي و انما يصور المشاهد الحية و الوقائع الحقيقية أشخاص الفيلم الوثائقي و مناظره يختارون من الواقع الحي، فلا يعتمد على ممثلين و لا على مناظر صناعية مفتعلة في الأستوديو مادة الفيلم الوثائقي تختار من الطبيعة دونما تأليف منال سالم العريقي ----طالبة جامعية
(( صراحة لم اعرف يوما شيء عن فيلم ثورة اليمن هذا !!! ولم اجد سوى افلام وثائقية تتحدث عن الثورة من منظور الواقع فقط بتصوير بدائي وبسيط وكما اعتقد انه كان مجرد تصوير من موثقين ومصورين اجانب او مصريون كما علمت ولكن لماذا لم يتم تجميع تلك الافلام الوثائقية وإصدار فيلم واحد يضم ثورتي سبتمبر وأكتوبر منذ انطلاقها وكيف انطلقت حتى تكون بمثابة عمل ضخم يرقى الى مستوى هذه الثورات )) "الاتفاق على إنتاج فيلم وثائقي عن اليمن منذ فجر الثورة كان عنوان قرأته ذات مره في وكالة الانباء اليمنية سبأ عام 2007م " يستفسر محمد عبدالله --- استاذ تاريخ عن مشروع لفيلم وثائقي ربما أصبح في خبر كان ... ليواصل
((حيث افيد حينها ان وزير الإعلام السابق حسن اللوزي التقي المدير الإقليمي للصليب الأحمر في الشرق الأوسط/اندري روتشات/ الذي زار اليمن في ذلك الوقت ومعه فريق تلفزيوني سويسري لتنفيذ وإنتاج فيلم وثائقي عن نشاطات "اندري روتشات" في المناطق التي زارها وعمل بها في اليمن بعد قيام الثورة اليمنية المباركة السبتمبرية خلال عمله مديراً اقليمياً للصليب الاحمر في الشرق الأوسط خلال الستينيات من القرن العشرين . الفن ابداع مدفون .. "فيلم ثورة اليمن الذي مثلة المصريون في تعز خصوصا يدلل على ان اليمن عامة وتعز خاصة تحتضن ملكة من المواهب الرائعة" تستنكر عواطف الباروتي ---رئيس جمعية الثقافة والابداع تعز بعبارتها لتواصل شرح وجهة نظرها
((فكما وجدنا في طاقم العمل في فيلم ثورة اليمن الذي مثله المصريون في الستينات وجود وجوه يمنية مثلت الادوار المنسوبة لها ؛؛ ولكن مع الاسف ها هي ثورة 26 سبتمبر تطفي شمعتها الذهبية ولكننا ما زلنا في تعز نعاني الكثير من الاستهتار بالفن واهله ومبدعيه فلماذا لا يتم أحتوائهم ؛؛في الأعمال الفنية بشكل عام
سام المحيا ----من ممثلين مسلسل (خفافيش الظلام) وعضو في فريق المسرح الجامعي
((طبعا تحققت تحولات كبيرة وعملاقة لا نستطيع أن نقارنها بالماضي الكهنوتي وأجزم أن الذي لا يعرف الملكية والعهد الإمامي لا يمكن أن يقيم الإنجازات والتحولات التي تحققت في عهد الجمهورية فعلى سبيل المثال كان لا يوجد أي اتصالات سوى في قصر الإمام والذي كان موجودا ما يسمى السلك الذي يرسل البرقية وفي بعض الأوقات تصل ملخبطة وتصل خلال الثلاثة أو الأربعة الأشهر وهذا اليوم يكون فرحة كبيرة بوصول الرسالة كأنه عيد عندنا ، الشيء الآخر لم تكن توجد مواصلات ولا تعليم ولا كهرباء أو صرف صحي ولا أي من الخدمات لم يكن يوجد سوى الجهل والفقر والأمية والأمراض والتخلف والجوع والآن الحمد الله الناس في نعمة من الله وكل شيء متوفر والمستشفيات في كل مكان والكهرباء والماء وكل شيء توفر بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل تضحيات الشهداء والمناضلين في كل أرجاء الوطن الذي منّ الله عليه بنعمة الوحدة المباركة التي انتشر خيرها في كافة ربوع الوطن ولم يتبقى سوى الشيء اليسير وبالأصح تصحيح مسار السينما والدراما في اليمن وهذا ما نتمناه مستقبلا لان فيلم ثورة اليمن الذي مثله المصريون كان في الستينات وتم الاستعانه بممثلون من مصر لانه لم يكن لدينا حينها وعي بالفن ولا يوجد طاقم فني ولكن ان تمر 50 سنة ولم نقدم فيلم سينمائي ونحن اصبح لدينا الكثير من المبدعين والفنانون والكتاب والسينارست فهذا أمر لا يقبل صراحة )) الثورة لم تاخذ حقها
|