السينما الروائية للثورات التاريخية تعيد الماضي للذاكرة بمصداقية ام دراما غير متكافئة بين الماضي والحاضر
السبت 29 سبتمبر 2012 الساعة 20:34

 

اليمن السعيد - تعز - رشا الدجنة 

 

 

 

يحلو للسينما من بين مواضيعها المفضلة، وهي عادة كثيرة وتشمل تقريباً كل شيء من حكايات الحب إلى الحضارات إلى المواضيع البوليسية إلى الخيال العلمي والميلودراما وصولاً إلى السياسة وغيرها أن تعود بين الحين والآخر إلى نوع سينمائي يعرف في أغلب الأحيان كيف يستقطب جمهوراً واسعاً

، خاصة وأن استعراضية الشاشة السينمائية والضخامة المطلوبة لمثل هذا النوع، تجعلان السينما من دون منافس تقريباً، حتى وإن زعمت الشاشة الصغيرة (التلفزة) القدرة على خوض النوع نفسه: وهذا النوع الذي نعنيه هو السينما التاريخية، وبالمعنى الحرفي للكلمة، طالما أن في إمكان كل فيلم أن يزعم لنفسه أنه يمكن أن يكون تاريخياً بمعنى أنه يعيد تركيب أحداث حصلت بالفعل أو يمكن أن تكون حصلت، أو يتوقع حصولها في المستقبل. فالسينما هي مرآة المجتمع تعبر عن مشاكله وقضاياه وهمومه التي تؤثر عليه بشكل جذري، وقد تناولت السينما المصرية العديد من هموم وقضايا مجتمعها ولم تغفل كذلك قضايا أمتها العربية فتحدثت عن نضال الشعب الجزائري الشقيق وأنتجت فيلما جسدت خلاله هذا الكفاح وهو فيلم "جميلة بو حريد"،  كما أنها لم تغفل تقديم تحول أخر في تاريخ الأمة العربية وهو الثورة اليمنية الميمونة ومشاركة الجيش المصري في انتصار هذه الثورة ودعمها ومساندتها،  ومن بين  مظاهر الدعم للثورة اليمنية أنتجت المؤسسة الحكومية للإنتاج السينمائي في مصر فيلم "ثورة اليمن  في مطلع الستينيات.

فيلم" ثورة اليمن " هل انصف الثورة اليمنية ...؟ وهل فعلا نقل صورة حقيقة عن الانسان اليمني..ولماذا منع حينها من العرض ؟ ولماذا الى الان والثورة تحتفل بعيدها الذهبي لم نجد فيلم سينمائي يصور الثورة السبتمبرية بصورتها الحقيقة ......اسئلة سنحاول البحث عن اجابتها بالتحقيق التالي

 


 

مجريات الفيلم

 تناول الفيلم قصة كفاح الشعب اليمني وثورته بقيادة عبدالله السلال ورفاقه من قادة الجيش والمثقفين من خريجي الجامعات، ومنهم خريجو الجامعة المصرية على نظام الحكم الإمامي  في اليمن الذي حول الشعب اليمني إلى أسرى في سجن كبير تحيط  به  أسوار لا يعبرها حتى المواطنين خروجا أو دخولا  إلى صنعاء إلا بإذن من الإمام ، كما يروي الفيلم أبرز تفاصيل هذا النضال من أجل نيل الحرية ودعم مصر لثورة اليمن،  ولا يزال الشعب اليمني العظيم يقدر لمصر مساندتها له من أجل نيل الحرية، وأقام نصبا تذكاريا للشهداء المصريين في صنــــعاء يحرص رئيس الجمهورية وكبار المسئولين على وضع أكاليل الزهــــور عليه إلى جانب شهداء اليمن من أجل الحريةوالاستقلال والوحدة وذلك في المناسبات الوطنية.

الفيلم سيناريو وحوار علي الزرقاني، وإخراج عاطف سالم، وبطولة عماد حمدي، ماجدة، حسن يوسف، صلاح منصور، و قد وصف من بعض النقاد بالسطحية التي وصلت إلى درجة السخافة ..و يعتبر الفيلم فيلما سياسيا أكثر منه فنيا.

لقاء من الماضي.

وفي احدى اللقاءات كانت مع نجل بطل الفيلم الفنان الراحل عماد حمدى  الذي استهل حديثه عن ذكريات والده عن هذا الفيلم، حيث قال نادر عماد حمدى: "ثورة اليمن" من أكثر الأعمال الفنية إبداعا سجل حدث قيام الثورة اليمنية في إطار روائي محبك  ، حيث تم تصوير الفيلم وأنا  فى المرحلة الإعدادية من الدراسة، وكان والدى معتادا على أن يروى لى كل تفاصيل أعماله السينمائية وكواليس التصوير لأتعايش معه . وفي أحد المرات أخبرني  والدى وعلى وجهه ارتسمت علامات السرور والحماسة بأنه سيصور فيلما جديدا بعنوان "ثورة اليمن" بمشاركة صلاح منصور وحسن يوسف وأنه سيجسد  خلاله دور "عبد الله السلال"  قائد ثورة اليمن، بينما سيجسد الفنان صلاح منصور "دور الامام" ، وأدركت بعدها سر ترحيب والدى بالمشاركة في الفيلم وهو ارتياحه الشــــــديد بالعمل مع  عاطف سالم، خاصة وأنه تعامل معه لفـــــترة طويلة منذ أن كان  مساعدا للمخرج عز الدين ذو الفقار ، وعندما خاض والدى تجربة الانتاج فى الخمسينيات تعاون في فيلمـــين مع المخرجين عز الدين ذو الفقار وعاطف سالم .

وعن أهم التسهيلات التي قدمها اليمنيون لتصوير الفيلم، يؤكد نادر حمدى وفقا لما أخبره به والده الفنان الراحل عماد حمدي أن كافة الجهات الأمنية والمعنية باليمن قد وفرت كافة التسهيلات لتصوير الفيلم باعتبار أن هذه الثورة غيرت من تاريخ اليمن وتاريخ المنطقة، حيث تم تصوير الفيلم  فى القصور  والمواقع الحقيقية الأمر الذي أضفى عليه واقعية ومصداقية ليخرج بالشكل المناسب . وعن مشاركة الفنان القدير حسن يوسف مع والده خلال أحداث الفيلم ، يختتم نادر حمدى حديثه قائلا: لم تكن مشاركة حسن يوسف مع والدى في فيلم "ثورة اليمن" من قبيل الصدفة، حـــــيث بدأت علاقتهما من خلال مشاركتهما في فيــــلم "الخطايا"، وكان والدى يعتبره كابنه تماما، ثم  جمعهما المخرج عاطــــف سالم فى فيلم "أم العروسة" وحقق من خلاله نجاحا كبيرا ونـــــــظرا لهذا النجاح اختارهما المخـــــرج حلـــمي رفلة في أحد أفلامه مع الفــــــنانة وردة الجزائرية ثم رشحهما المخــــــرج عاطف سالم  لفيلم "ثــــورة اليمن"، حيث جسد حسن يوســــــف دور الطالب اليمني الذى ثار على أوضـــاع الإمامة، وشــــارك في التحضير لثـــــورة اليمــــــن مما يوضـــــح أن ثورة اليمن قام بها أبناؤها اليمنـــيون المخلصون المناضـــــلون المخلصـــين المناضلين من أجل الحرية والكرامة.

عبد الكريم مهدي - فنان وكاتب مسرحي في وزراة الثقافة أمين عام نقابة الفنانين اليمنين (للمهن التمثيلية ) تعز
كانت مرحلة قاتمة الملامح عصفت باليمن الكثير من الكوارث والماسي ألإنسانية وربما أسوأها كارثة الجفاف التي اجتاحت معظم ألأراضي الزراعية وحصدت المجاعة ألاف من أبناء الشعب بعد أن أغلقت في وجوههم أبواب القصور ألأمامية وتحولت الحشود المستغيثة حول أسوار القصر أكواما من الموتى وامتلأت بالحيرة وجوه من تبقى شاهدا على المأساة من فقراء الشعب الذين لا يملكون ما يكفنون به موتاهم تلك الواقعة التي عرفها اليمنيون في رواياتهم ( بسنة الجوع ) وحدها تلك الوجوه المحفورة في ذاكرة ألألم تجسد ملامح الصورة القاتمة لأسوئ نظام عرفته البشرية في تأريخنا المعاصر تلك  الصورة التي تجسد عمق وتفاصيل المأساة والدراما الحقيقية التي عاشها الشعب في ظل حكم مستبد من خلال تفاصيل هذه الصورة أجدها مدخل لرأي في فلم ( ثورة اليمن) للكاتب صالح مرسي الذي اعتمد في بناء النص على تفاصيل سطحية تبدأ بعودة الشاب منصور من دراسته العليا في مصر وحصوله على درجة الماجستير أثناء وصولة بطائرة إلى مطار تعز تظل الطائرة تحوم حول المطار حتى يطلب لها الأذن بالهبوط من الإمام مطار لا يوجد ما يدل على وجوده كمطار سوى موظف وغرفة بداخلها جهاز لا سلكي يطلب الإذن من الإمام لهبوط الطائرة قادمة من مطار القاهرة تقل طالب يمني وتظل الطائرة محلقة في السماء بينما الإمام مشغول بلعبة القطار الكهربائي كالأطفال يلاحق جواريه طبعا واضح أن المرحلة الزمنية التي تدور فيها الأحداث في الفلم تتناقض مع الواقع تحديدا بعد إصابة الإمام في محاولة اغتياله في مستشفى الحديدة ظل يعاني طيلة العامين في داخل ديوانه معتمدا في حركته على الحبال المتدلية من سقف ديوانه في الدور الأرضي معتمدا على حقن المورفين بينما الكاتب بنا الأحداث من خلال عود الطالب وملاحقته والتنكيل بقريته عن طريق قبيلة أخرى مجاورة لقرية الشاب بتسطيح غير مقنع تسيد خيال الكاتب السياسي في تقديم تلك الصورة الساذجة للإمام على حساب الحقائق التاريخية المغيبة في أحداث الفلم وتغيب شبه كامل لدور الضباط الأحرار لذا الفلم لم يقدم الصورة الحقيقة الذي شكلت أرضية حقيقية لانطلاق الثورة بقدر ما قدم صورة ساذجة لشخصيات القصر لا ترتقي بمستواها للواقع ألظلامي المستبد الذي جثم على مقدرات الأمة.)))

ترى أفليس في إمكاننا أن نقول انطلاقاً من هذا أن السينما تكاد تكون اليوم "الوعاء" الأكثر حضوراً في احتوائه تاريخ البشرية؟ حسناً قد يذكرنا قارئ هنا بما قلناه أعلاه، من أن من الصعب، بل من المستحيل، اعتماد السينما كوسيط صادق ونزيه في رواية التاريخ. ... ولكن هل حقاً كان في إمكاننا أن نعتبر كتب التاريخ نفسها،السلف الحقيقي للسينما التاريخية، كمصدر صادق ونهائي لرواية التاريخ؟

  كان الكاتب الفرنسي غوستاف لوبون يقول: "لو كانت الحجارة تنطق لبدا التاريخ كله كذبة كبرى"... وهذا القول ينطبق على التاريخ مكتوباً تماماً كما ينطبق عليه مرسوماً (في لوحات كبار الفنانين) واليوم ينطبق عليه حضوراً، حتى في أروع الأفلام وأكثرها صدقاً.فما الذي يمكننا أن نقوله هنا؟

   بكل بساطة، إن ثمة- بعد كل شيء - صدقاً تاريخياً في هذا كله، ولكن ليس في المكان الذي يمكن توقعه... ولعل السؤال التالي يصلح مدخلاً لتوضيح هذا الأمر.
"لماذا لم تقدم أفلام تتناول تاريخ الثورة اليمنية بشكلها الحقيقي" سؤال استنكر به الوضع / الفنان عبدالكريم مهدي مفسراً

 (( لو رجعت للخلف لثمانينات القرن الماضي ستجدي كل الأعمال المسرحية والدراما التلفزيونية التي اقتربت بتفاصيلها من الواقع التاريخي للثورة وجسدت بعمق مدرك حقيقة معاناة الشعب وقسوة الظلم وظلامية الحكم ألإمامي المستبد في العديد من الأعمال الدرامية منها على سبيل المثال مسلسل ( الفجر وتجسيد شخصية اللؤم ألإمامي من تلك الشخصية المشهورة في الدراما اليمنية بركتنا وكذلك مسلسل ( نجوم الحرية ) للمخرج القدير علي بن علي المبنن تجربة جسدت بعمق أحداث الحركة الوطنية ابتدأ بحركة 1948م الدستورية واغتيال الإمام يحي حميد الدين وما عقبها من أحداث وإعدامات لقادة الحركة من مفكرين وعلماء ومثقفين مرورا بحركة الثلاياء عام 1955م ومحاولة اغتيال الإمام أحمد حميد الدين في مستشفى الحديدة عام 1960م وقد أصيب فيها إصابات بالغة ألزمته الفراش إلى أن مات قبل قيام الثورة بأسبوعين وتولى محمد البدر ولي العهد الحكم حتى فجر الخميس السادس والعشرين من سبتمبر انطلاق شرارة الثورة عام 1962م.
أما لماذا لم نقدم نحن أعمال سينمائية تتناول تاريخ الثورة . الأعمال السينمائية بحاجة إلى وجود أرضية صالحة لصناعة السينما في بلادنا ومازال للآن للأسف غير قادرين على إيجاد سينما باستثناء بعض المحاولات والجهود الذاتية لتقديم بعض الأفلام التلفزيونية التي تعرض بين الحين والأخر))

 

 


 

وشهد شاهد من أهله

قد تكون السينما المصرية لها مشوار طويل في الساحة الفنية ، ولها العديد من الإبداعات الفنية التي صورت الماضي والحاضر بأعمال روائية سينمائية ، وقد ربما كانت فترة الستينات تعتبر من فترات العصر الذهبي  للفن السابع في مصر الأ ان فيلم ثورة اليمن بنظر البعض من النقاد والمشاهدون"  بصراحة الفيلم سقطة في تاريخ السينما المصرية"وجهة نظر ابدتها نوا ل عبد السلام ----أستاذة تاريخ في إحدىالمدارس ولها أصول مصرية فوالدتها مصرية تزوجت من دكتور يمني لتصف رأيها   ((بصراحة الفيلم سقطة في تاريخ السينما المصرية بالرغم من كم النجوم اللي فيه العملاق صلاح منصور في دور الإمام وحسن يوسف البطل وغيرهم فالحبكة الدرامية ساذجة لدرجة الإسفاف والسطحية والتفاهة وما ينفع  حتى يبقى فيلم كارتون.والفكرة كانت مغيبه وغير منطقية وهي لتلميع صورة الثورة الكاكية الناصرية المباركة وتبرير تدخلها السافر في شئون الشعب اليمني وتوريط جنودنا الذين لا ناقة لهم ولا جمل في تلك الحرب التي أنهكت قوانا واستنزفت دخل البلد وكانت مُقدمة وسبب رئيسي في نكسة 67 لإن جنودنا كانوا لسه راجعين من اليمن مثخنين بالجراح وبقى لهم سنين ماشوفوش أهلهم ولا وطنهم وفجأة يُزج بهم في مغامرة جديدة من مغامرات الديكتاتور الطاغية الشهير بالزعيم الملهم عبد الناصر فكان ما كان وتم حصد الألاف منهم بدون أن نطلق رصاصة واحدة وتم إحتلال أرضنا المصرية والعربية بمباركة الزعيم الملهم صاحب النزوات والمغامرات الحربية العربية والأفريقية.))

مؤيد السيد ----طالب موفد للدراسة في اليمن

 

))القصة بترسم شخصية  الإمام على إنه أراجوز سكير زير نساء مُدعي بأنه خليفة المسلمين وأن الوحي ينزل عليه من السماء فيقتل من يشاء ويُحيي من يشاء
وبالتالي تولدت هناك ثورة شعبية من المثقفين باليمن ومن المحيطين به من الحرس العسكري
الغريب بقى إن مافيش إشارة كانت لا من بعيد ولا من قريب عن تدخل مصر العسكري ضد حكم الأئمة وان اللي شال الليلة كلها هم اليمنيين أنفسهم ... مش عارف كان قصد النظام الحاكم إيه من ذلك ؟
فأرجو من إخواننا الكبار في المقام أن يلقوا الضوء قليلاً على فترة حُكم الأئمة ولماذا أتخذ الزعيم عبد الناصر  قرار التدخل العسكري باليمن.
كلما نرى أفلاماً نادرة لم تذع من قبل يتأكد لنا أن المسئولين في التليفزيون قد فعلوا لأول مرة الشيء الصحيح بحجبها عنا ، باستثناء أفلام قليلة جداً منها فيلم لاشين (1938) الذي كان فيلماً جيداً جداً ظلمه غباء الرقابة التي اتهمته بمهاجمة الأسرة المالكة في مصر وهي تهمة يتبين لمن شاهد الفيلم براءة صناعه منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب..
بعض هذه النوادر تفوق سوءاً أفلام المقاولات ، ومعظمها فشل فشلاً تجارياً وفنياً ذريعاً..
أما عن "ثورة اليمن" فهو واحد ضمن سلسلة طويلة من أفلام البروباجاندا السياسية الستينية التي لا ينظر لها أو يدافع عنها إلا المتعصبين سياسياً لاتجاهها السياسي ، كلها تشترك في ضعف الحبكة ومباشرة السيناريو وخطابية جمل الحوار ومسرحية التمثيل وبلاهة التنفيذ ،وفي تناسي أصحابها لحقيقة أن السينما فن بصري في المقام الأول أدوات المخرج فيه هي الكاميرا والمونتاج والصوت والضوء فضلاً عن التمثيل..هو باختصار دليل دامغ على أن حقبة الخمسينيات والستينيات لم تكن -تماماً - العصر الذهبي للفن السابع في مصر..))

 

الافلام الوثائقية اقرب للواقع ....

الفيلم الوثائقي هو كافة أساليب التسجيل لآي مظهر للحقيقة، يعرض بوسائل التسجيل المباشرة او بإعادة بنائه بصدق، وذلك لحفز المشاهد الى عمل شيء او لتوسيع مدارك المعرفة و الفهم الانساني او لوضع حلول واقعية لمختلف المشاكل في عالم الاقتصاد او الثقافة أو العلاقات الإنسانية،الوثائقي هو قصة مكونة من صورة و صوت و القصة عبارة عن رحلة لها بداية و وسط و نهاية    فهو لا يعتمد على موضوعات مؤلفة و ممثلة في بيئة مصطنعة كما في الفيلم الروائي و انما يصور المشاهد الحية و الوقائع الحقيقية

 أشخاص الفيلم الوثائقي و مناظره يختارون من الواقع الحي، فلا يعتمد على ممثلين و لا على مناظر صناعية مفتعلة في الأستوديو مادة الفيلم الوثائقي تختار من الطبيعة دونما تأليف

منال سالم العريقي ----طالبة جامعية

 

(( صراحة لم اعرف يوما شيء عن فيلم ثورة اليمن هذا !!! ولم اجد سوى افلام وثائقية تتحدث عن الثورة من منظور الواقع فقط بتصوير بدائي وبسيط وكما اعتقد انه كان مجرد تصوير من موثقين ومصورين اجانب او مصريون كما علمت ولكن لماذا لم يتم تجميع تلك الافلام الوثائقية وإصدار فيلم واحد يضم ثورتي سبتمبر وأكتوبر منذ انطلاقها وكيف انطلقت حتى تكون بمثابة عمل ضخم يرقى الى مستوى هذه الثورات  ))

"الاتفاق على إنتاج فيلم وثائقي عن اليمن منذ فجر الثورة كان عنوان قرأته  ذات مره في وكالة الانباء اليمنية سبأ عام 2007م " يستفسر محمد عبدالله --- استاذ تاريخ عن مشروع لفيلم وثائقي ربما أصبح في خبر كان ... ليواصل

((حيث افيد حينها  ان وزير الإعلام السابق حسن اللوزي  التقي المدير الإقليمي للصليب الأحمر في الشرق الأوسط/اندري روتشات/ الذي زار اليمن في ذلك الوقت  ومعه فريق تلفزيوني سويسري لتنفيذ وإنتاج فيلم وثائقي عن نشاطات "اندري روتشات" في المناطق التي زارها وعمل بها في اليمن بعد قيام الثورة اليمنية المباركة السبتمبرية خلال عمله مديراً اقليمياً للصليب الاحمر في الشرق الأوسط خلال الستينيات من القرن العشرين .
وخلال اللقاء تسلم الأخ الوزير من روتشات/ والذي يحمل الجنسية السويسرية نسخة من الكتاب الذي ألفه عن اليمن باللغة الفرنسية والمدعم بمجموعة من الصور والوثائق التي تصور واقع اليمن بعد الثورة وانطباعاته ومشاهداته في معارك الدفاع عن الثورة التي عايشها في عدد من الجبهات حين ذاك بما في ذلك معارك الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني خلال عام 1964م .و عبر اندري روتشات /خلال اللقاء عن سعادته البالغة لزيارة اليمن الجديد بعد خمسة وأربعين عاماً .. مبدياً دهشته لحجم التطور الكبير الذي شهده اليمن في عهد الثورة .. وقال :" ماشاهدته في اليمن اليوم شيء يبعث على الارتياح كما أن التطور الهائل في اليمن اليوم شيء لا يصدق ولا يمكن مقارنته بما كان عليه الحال قبل الثورة". وأضاف :"مايمكن قوله إن اليمن الجديد  استطاع اختزال الزمن بحق وحقيقة. وتم الاتفاق خلال اللقاء الذي شارك فيه المصور السويسري العالمي /فردريك جونفيت/ ومساعدته على إنتاج فيلم وثائقي شامل عن اليمن يستفيد مما هو متوافر من التصوير عن تلك الفترة التاريخية العصيبة التي تواجد فيها روتشات/ في اليمن ، إضافة إلى مراحل التطور اللاحقة وصولاً لدولة الوحدة والحرية والديمقراطية. كما تم الاتفاق على ترجمة الكتاب الوثائقي الذي ألفه روتشات باللغة الفرنسية عن تجربته ورؤياه وشواهده في اليمن بعد الثورة إلى اللغة العربية ليوفر الزاد المعرفي عن الحياة اليمنية في بواكير الثورة اليمنية في مختلف المناطق اليمنية ولتكون الأجيال الصاعدة في صورة الكثير من الحقائق التي لا تعرفها ..

الفن ابداع مدفون ..

"فيلم ثورة اليمن الذي مثلة المصريون في تعز خصوصا يدلل على ان اليمن عامة وتعز خاصة تحتضن ملكة من المواهب الرائعة" تستنكر  عواطف الباروتي ---رئيس جمعية الثقافة والابداع تعز بعبارتها لتواصل شرح وجهة نظرها  

 

 ((فكما وجدنا في طاقم العمل في فيلم ثورة اليمن الذي مثله المصريون في الستينات  وجود وجوه يمنية مثلت الادوار المنسوبة لها  ؛؛ ولكن مع الاسف ها هي ثورة 26 سبتمبر تطفي شمعتها الذهبية ولكننا ما زلنا في تعز نعاني الكثير من الاستهتار بالفن واهله ومبدعيه فلماذا لا يتم أحتوائهم ؛؛في الأعمال الفنية بشكل عام
لماذا لسنوات عدة طالت أرواحنا التهميش والإحباط ؛؛كم قهرنا وكم تم تصغيرنا وتقزيم أبداعاتنا ؛؛ كل عمل نصنعه يرمى في سله الاستهزاء والسخرية ؛؛وننعت بالأطفال ؛؛ كم من موهوب على هذه الأرض قد سحق ؛؛وكثيرٌ قد رحلو ؛؛ لذا أناشد كل الجهات المعنية بالوقوف معنا والأخذ بيدنا وتبني كل مواهبنا لما فية الخير لنا وللوطن ؛؛ فالفن والمسرح هم المضمار الحقيقي للحديث عن تاريخنا وأمجادنا لأجيالنا وللأجيال المتعاقبة ))

 

سام المحيا ----من ممثلين مسلسل (خفافيش الظلام) وعضو في فريق المسرح الجامعي 

 

 

 ((طبعا تحققت تحولات كبيرة وعملاقة لا نستطيع أن نقارنها بالماضي الكهنوتي وأجزم أن الذي لا يعرف الملكية والعهد الإمامي لا يمكن أن يقيم الإنجازات والتحولات التي تحققت في عهد الجمهورية فعلى سبيل المثال كان لا يوجد أي اتصالات سوى في قصر الإمام والذي كان موجودا ما يسمى السلك الذي يرسل البرقية وفي بعض الأوقات تصل ملخبطة وتصل خلال الثلاثة أو الأربعة الأشهر وهذا اليوم يكون فرحة كبيرة بوصول الرسالة كأنه عيد عندنا ، الشيء الآخر لم تكن توجد مواصلات ولا تعليم ولا كهرباء أو صرف صحي ولا أي من الخدمات لم يكن يوجد سوى الجهل والفقر والأمية والأمراض والتخلف والجوع والآن الحمد الله الناس في نعمة من الله وكل شيء متوفر والمستشفيات في كل مكان والكهرباء والماء وكل شيء توفر بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل تضحيات الشهداء والمناضلين في كل أرجاء الوطن الذي منّ الله عليه بنعمة الوحدة المباركة التي انتشر خيرها في كافة ربوع الوطن  ولم يتبقى سوى الشيء اليسير وبالأصح تصحيح مسار السينما والدراما في اليمن وهذا ما نتمناه مستقبلا لان فيلم ثورة اليمن الذي مثله المصريون كان في الستينات وتم الاستعانه بممثلون من مصر لانه لم يكن لدينا حينها وعي بالفن ولا يوجد طاقم فني ولكن ان تمر 50 سنة ولم نقدم فيلم سينمائي ونحن اصبح لدينا الكثير من المبدعين والفنانون والكتاب والسينارست فهذا أمر لا يقبل صراحة  ))

الثورة لم تاخذ حقها

"أن ثورة 26 سبتمبر للأسف الشديد غير موجودة في ثقافة جيل الثورة"يواصل د. بشير عبدالله العمادأستاذ القانون بجامعة إبعبارته متألماً (فمن المعيب أن تكون إرهاصات وأحداث الثورة وكذا التحديات التي واجهت الثورة مجرد أحداث في ذاكرة الثوار تنتهي بوفاتهم ، فلا يوجد هناك إهتمام بتوثيق أحداث الثورة وبرامج لغرسها في ثقافة الأجيال   وما يدرس في المناهج الدراسية عن الثورة اليمني شحيح جدا  كذلك لا توجد اعمال ثقافية أو فنية كافية تشرح للمواطن اليمني ثورة سبتمبروهنا نناشد الجهات الرسمية إستكمال توثيق كل ما يتعلق بالثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ، وأن يتم تقديمها للمجتمع في قالب يتناسب مع ثقافات جميع الشرائح في المجتمع لكي لا تندثر من ذاكرة الأجيال ويصبح حجم ما يعرفه الطالب اليمني عن الثورة اليمنية أقل بكثير مما يعرفه عن الثورة الفرنسية ((

فيما تشاركه الرأي

 

 

 د.حنان حسينكليه الحقوق جامعه تعز

 

((مع الاسف الشديد ثوره 26 سبتمبر لم تأخذ حقها في الواقع رغم أنها الثوره الام التي ولد من رحمها اليمن الجديد وضحى فيها الكثيرين من أجل ان نعيش حياه كريمه لكن للأسف لا نتذكرها الا في ذكراها السنويه وربما اصبحت في ذاكره الماضي حدثاً نغطيه إعلامياً في ذكرى مناسبته فقط ولكن لا وجود لها في مناهجنا الدراسيه وإن وجدت ليس على النحو المطلوب كما ان الثوار فيها لم يأخذوا حقهم في التعريف بهم وبحياتهم النضالية وتفانيهم حتى حققوا الثوره وفجروها ولا بد من قيام الجهات الرسميه بتوثيق الثوره ومارافقها وحياة الثورا وإعاده تقديمها بشكل يتوائم مع ثقافه المجتمع من فعاليات وندوات وحتى أعمال فنيه لأن عدم القيام به ستضمحل من ذاكره التاريخ وينساها الاجيال القادمهأما بشأن فيلم ثورة اليمن الذي انتجه المصريون  لا أعتقد أنه أنصف الثوره اليمنيه مطلقاً ولم يكن منصف في التعاطي مع الشخصيات اليمنيه ايضاً ولا أعتقد أن اي مجتمع أخر سيؤمن بثوره شعب اخر فلابد من تجسيد شخصيات يمنيه لأحداث الثوره بعمل فني راقي ومتكامل ومنصف ليكون في ارشيفنا وواجهه حضاريه لنا وبطاقه تعريفيه لليمن واليمنيين وبشكل افضل مما طرح وقدم في ذاك الفيلم))

 

ثلاثة كتب وفيلم واحد

 

"على عجل، سلق بعض الفنانين المصريين فيلماً سينمائياً عن ثورة 26 سبتمبر عام 1962م" عباس غالب ---- في مقالة له ثلاثة كتب وفيلم واحد!!!!!ليواصل ((عقب قيامها بعنوان «ثورة اليمن» ولربما التمسنا للقائمين على ذلك العمل العذر في عدم القدرة على ترجمة الواقع المزري الذي دعا باليمنيين إلى الثورة على تلك الأوضاع.. ونظراً ـ ربما ـ إلى محدودية الإمكانات، وإلى القراءة المبتسرة للحراك الاجتماعي والسياسي الذي عاشه اليمنيون خلال تلك الفترة.
وأعتقد أن لدينا عدداً من الأعمال الإبداعية التي رصدت تلك الأوضاع بدقة، والتي تستحق أن تتحول إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية تذكّر الناس بصور البؤس والعزلة التي عاشها اليمنيون قبل ثورة 26 سبتمبر مطلع ستينيات القرن المنصرم، وتكشف وحشية الإمامة تجاه الأرض والإنسان في هذا البلد!. ))

وفي حديث عباس غالب عن الكثير من الكتبوالروايات التي تدلل على وجود الملكة الكتابية لدى بعض الكتاب الذين تناولوا وقائع الثورة السبتمبرية المباركة ولكنها لم تجد ربما مرتع خصبا ممن يقدرها ويحولها إلى سينار ست سينمائي يتمخض منه عمل سينمائي  يرتقى بمستوى الثورة  اليمنية المباركة حيث أردف قائلاً ))وحسب ظني فإن رواية «الرهينة» للكاتب الكبير/زيد مطيع دماج واحدة من أهم الأعمال الإبداعية التي حلَّلت وعرَّت سوءات الحكم الإمامي في تعامله اللا إنساني واللا أخلاقي مع أبناء الشعب اليمني، حيث تضاف هذه الرواية إلى أعمال إبداعية قليلة صورت ورصدت الظروف القاسية والمريرة التي عاشها اليمن خلال تلك الفترة، ومنهاذكريات الطبيبة الفرنسية «كلودي فايان» في كتابها «كنت طبيبة في اليمن» والمليء بصور الحزن والخوف والجوع والمرض والضياع وحالة الانكسار التي عاشها اليمنيون تحت تسلط بيت حميد الدين.
وثمة كتب وروايات أخرى كتبها الباحثون والرحّالة الذين شاء قدرهم أن يزوروا اليمن في أصعب وأشد مراحلها انغلاقاً وتخلفاً، ومنهم الرحّالة الأوروبيون الذين بدأوا الرحلة إلى اليمن وكان عددهم خمسة أشخاص ـ كما أتذكر ـ لينتهي بهم المطاف في يمن السل والتيفوئد والملاريا والكوليرا والزنازين إبان حكم الإمامة؛ ولم يتبق منهم غير واحد ليصيغ في نهاية الرحلة تلك الأحزان والأوجاع في واحد من أهم الكتب التي رصدت تلك الفترة والمعروف بكتاب «من كوبنهاجن إلى صنعاء» حيث كان الوصول إلى مملكة الإمام مرهوناً بأمره، والحصول على «دمغة» الدخول إليها لابد أن يمر ببصمة إبهامه.


وتفتيش حاجيات الرحّالة أيضاً لابد أن يمر على عسس مولانا، وعيناه الجاحظتان لابد لهما أن تتفحصا وجوه القادمين حتى يقرر السماح بدخول مملكته أو العودة من بواباتها المتشحة بالسواد والألم والجروح!.

ويصف مستفسرا بسؤال استنكاري  أهمية  الالتفات إلى الأعمال  الريادية والإبداعية وترجمتها إلى أفلام روائية وأعمال مسرحية ((وثمة سفر طويل من نضال مرصع بالاستشهاد أو النفي إلى زنازين ودروب لأجدادنا أمثال «الزبيري» و«النعمان و«اللقية» و«الهندوانة» و«الحكيمي» و«الوريث» وطابور طويل من العظماء الذين رووا بدمائهم دروب الحرية والاستقلال لا تتذكرهم الأجيال الجديدة، وسيرهم أحق ان تكون مادة في مناهجنا الدراسية وأعمالنا الدرامية والروائية تزيل عن هذه الأجيال غشاوة النظر إلى الحاضر وكأنه نتاج اللحظة!. أتساءل:
ألم يحن الوقت بعد لأن تترجم تلك الأعمال الريادية والإبداعية التي كشفت تفاصيل حالة اغتيال الإنسان اليمني ومحاولة اجتثاثه من على وجه هذه الأرض في عهود الإمامة إلى أفلام روائية وأعمال مسرحية ونصوص غنائية وقوالب فنية تقدم للناس حجم المعاناة والألم والبؤس الذي عاشه آباؤنا وأجدادنا قبل ثورة 1962م ، وبخاصة أجيالنا الجديدة التي ولدت وعاشت في عصر مختلف كلياً عن تلك الأزمنة حيث لم تدرك مدى تلك المعاناة وهي تعيش الحاضر وكأنه نبتة اللحظة وبمنأى عن معرفة الحرمان والجوع والخوف والمرض وانعدام أبسط سبل الحياة؛ إذ كانت اليمن تعيش أواخر الخمسينيات حياة أسوأ بكثير من حياة سكان الغابات الأفريقية التي لم ترتق ـ وقتها ـ إلى مستوى الحياة الآدمية!.
فهل تكفي ثلاثة كتب وفيلم وحيد لتصوير ورصد ما حدث ويحدث خاصة بعد مرور 45 عاماً على اندلاع الثورة؟!.))

 

 

 

 

 

 

 

السينما العربية ظلمت الرجل العربي

""أبداً لم تظهر صورة الرجل العربي بما تستحق من أشكال على شاشة السينما منذ بداياتها وحتى 2009 بعيدا عن مجموعة الأفلام الوطنية أو التاريخية أو تلك التي عكست بطولات عسكرية وانتصارات""استنكرت   فائزة احمد غانم ----استاذة تربوية ظلم السينما العربية للعربي لتضيف مستغربة  ((، والغريب أن تلك الأفلام التي قدمت الرجل العربي إما أنها قدمتها في لقطة أو مشهد سريع قصير أو قدمتها في صورة كوميدية هزلية لا يمكنها أن ترسم الصورة الحقيقية له بسمات الكرم والوفاء والنجدة التي عرف بها تاريخيا الرجل العربي، فهل يمكن أن تتغير تلك الصورة التي سارت فيها السينما العربية للأسف في نفس مسار السينما العالمية ؟

وهل يمكن أن نجد فيلما عربيا بأموال عربية أو إنتاج عربي مشترك يغير من أبعاد تلك الصورة التي دأبت السينما على تقديمها.قدمت مجموعة من الأفلام الوطنية أو القومية - إذا صح التعبير - المسؤول العربي في صورة متميزة لصاحب الحس العربي البطولي.

فيلم ثورة اليمن عن (ثورة 26سبتمبر1962م) من بطولة عماد حمدي وماجدة وحسن يوسف وصلاح قابيل والقدير صلاح منصور في دور الإمام، كتب قصة الفيلم صالح مرسى وأخرجه عاطف سالم عام 1966 القصة تحدثت عن الثورة ضد الإمام والتي تعاون فيها الجيش المصري مع اليمنيين، الفيلم يعرض قصة كفاح الشعب اليمني الشقيق وثورته بقيادة عبد الله السلال ورفاقه من قادة الجيش والمثقفين من خريجي الجامعات، ومنهم خريجو الجامعة المصرية علي نظام الحكم الإمامي في اليمن ويحكي الفيلم نضال الشعب من أجل نيل حريته ودعم مصر لثورة اليمن،وقد حصل عاطف سالم على ميدالية ذهبية عن إخراجه فيلم ثورة اليمن.

((حينما نتحدث عن صورة العربي على شاشات السينما العالمية أو العربية فالغريب أن الصورة التقليدية التي اعتادت على إظهارها السينما العالمية والمصرية للشخصية العربية صورة ظالمة تماما، قاصرة على الجوانب السلبية التي أخذت في التراجع واعتراها التغيير والتطور ولا عذر للسينما المصرية يجعلها تسير في ركاب السينما الأمريكية ذلك لأنها الأكثر قربا تاريخيا وجغرافيا ويزور أبناؤها من المخرجين والمؤلفين دول الخليج ويلمسون حجم التطور فيها، والتنمية البشرية والاقتصادية التي غيرت شكل الحياة فيها وجعلتها مقصدا للزوار.

ولأنه لا يخفى على أحد أهمية هذه الصناعة لما تؤثر به على الرأي العام العالمي في عصر العولمة ولأن صناعة الأفلام يمكنها أن تلعب دورا إيجابيا في تعريف العالم على مختلف جوانب الحياة والعرقيات والبلدان والتاريخ والثقافات فإني أدع أصحاب الأموال العربية والجهات الحكومية لإنتاج أفلام مميزة ضخمة الإنتاج تقدم النموذج العربي المشرف وكم هي كثيرة ومتعددة تلك القصص التي يمكنها أن تعكس ذلك.))

 

 

 

يضيف على نفس السياق د/ هشام العامري ....  استاذ الادب العربي جامعة تعز 

 

 

(( فيلم ثورة اليمن الذي صور في عام 1966م وقام بهذا العمل كوكبة من المع الممثلين المصريين وقد تقمص دور الامام صلا ح منصور الذي عادة ما يمثل الادوار الشريرة بينما تقمص دور الطالب اليمني الممثل حسن يوسف الذي مثل الطالب اليمني الذي  كان يدرس في مصر وعاد لليمن يحمل افكار التحرر والثورية ونلاحظ ان لهجة الممثلين كانت تقريبا اقرب الى المصرية ومن الممثلات ناهد سليم التي مثلت دور ام حسن يوسف وصلاح قابيل وعماد حمدي والذي كان يلمح من طرف خفي انه تقمص دور السلال وان لم يحمل نفس الاسم ، ودار تصوير الفيلم من مواقع في مدينة تعز لعل من ابرزها موقع صاله وقد كانت عبارة عن منتجع سياحي والمطار القديم الذي هبطت فيه الطائرة

وكذلك حمام جامع المظفر وهو جامع يعود للدولة الرسولية والذي كان وكرا لتجمع الثوار وايضا مثل في الدور الارضي للقصر والذي هو الان متحف واستخدم الاكسسوارت والملابس التي كانت بداخله لاظهار هالة المللك التي كان يعيشها الامام وطبعا هذا من الناحية الشكلية والفيلم اساء كثيرا لليمنيين قبل ان يسء للامام احمد ولعل من ابرز المآثر على الفيلم هو انه صور اليمنيين على انهم اشباه عبيد للامام وصور اليمنيين على انهم كانوا يعيشون جهلا في كل شيء وصورهم على انهم شعب ينتمي الى ما قبل التاريخ سواء من حيث الملبس والتصرفات والهمجية التي صور المخرج فيها اليمنيين وهذا يتناقض مع طبيعة اليمنيين الحضارية القديمة وقد يكون اليمنيين على قدر من الجهل ولكنهم كانوا على قدر كبير بالزراعة بالدين وعلاوة على ذلك صور الامام على انه ساذج يلعب بالقطار ، مع انه الامام له سيائته وحسناته فقد كان على قدر كبير من العلم والمعرفة ولا سيما في الامور التشريعية والدينية والمؤرخون هم من سينصفونه او لا .

والفيلم بصريح العبارة كان سياسيا اكثر مما هو فنيا فعبد الناصر حول كثير من الجنود المصريين الى اليمن وقد ثارت عليه شرائح  كبيرة من المصريين كيف تذهب بالجيش المصري الى اليمن وتترك العدو الاسرائيلي مما يدلل على ان الفيلم لم يكن لليمنين بل كان للمصريين كي يقنعهم من انه ذهب ليخرج الناس من ظلمات الجهل والحكم لكهنوتي وقد نتفق ببعض الاراء ولكن ليس بالشكل الذي صور فيه اليمنيين ، لا سيما ان عبد الناصر رفع شعار تحرير كثير من البلدان العربية التي كانت ترزح تحت الاستعمار فالمستهدف كما قلنا المشاهد المصري كي يقتنع ان جيشة ذهب لتحرير شعب كان يعيش في عصور ما قبل التاريخ وبمقاييس ذلك العصر سنلاحظ ان الحكومة المصرية انفقت الكثير من المال حينها لانتاج الفيلم بل انها غامرت بكوكبة من المع نجومها وممثلين الصف في ذلك الوقت على اعتبار ان الاعلام كان ومازال هو السلاح الفتاك الذي يستطيع أي نظام سياسي ان يسوق فكرته لشعبة  او للشعوب الاخرى .

بينما الفيلم الوثائقي هو الذي يعتمد على وثائق وليس على وجهة نظر وقد وجدنا مسلسلين تناولا حياة الامام وقد تناولتها عرضا التلفزيون اليمني ، ونستغرب حقيقة التقصير في نقل مجريات الثورة وكيف تمت مع انه يوجد مؤرخون للثورة اليمنية ولكن لا ننسى ان أي نظام سياسي في أي بقعه من بقاع العالم يسوق لأطروحته وثقافة المنتصر في الغاء ثقافة غيره ولم نصل بعد الى درجة النضج الحيادي لكي نظهر للناس ما حصل في ثورة 26 سبتمبر من كل الاطراف وطبعا ثورة 26 سبتمبر هي ثورة بكل ما تحملة الكلمة من معنى اذا قامت ضد نظام ظالم ومستبد ويرى ان الامامة حق الهي مكتسب لفئة من الناس دون فئة اخرى وهي افكار عفى عليها الزمن لا يمكن ان نتقبل من ان الحكم اعطي لفئة او شريحة او سلالة دون عن الاخرى بل ان هذا يتناقض مع الاسلام الذي امر ان يكون الحكم شورى بين المسلمين ولكن ان يحكم انسان اناسا باسم الله او انه  خليفة الله على الارض او ان قوله تشريع فهذا لا يعقل .))

ليضيف الدكتور / هشام ----  مستنكراً ومتألما

 

((نحن سندخل الان بالعيد الذهبي وحقيقة في الثمانينات كان هناك قفزة نوعية في التلفزيون اليمني وكان هناك برنامج من البرامج الرائعة التي كانت توازن بين منجزات الثورة وحكم الامام ويعرض الصورتين بوثائقية الصورة القديمة وما يناظرها من منجزات الثورة ولكن ما حدث في السنوات الاخيرة تم اغفال ثورة 26 سبتمبر وتم التركيز فقط على ذكرى  الوحدة اليمنية على حساب الثورة الام التي تفجرت من خلالها او امتداداتها ثورة 14 اكتوبر، و30 من نوفمبر، حتى 22 مايو  .

واتمنى ان يكون هناك مؤتمر يجمع المثقفين والكتاب والمؤرخين والفنانيين ومن بقي على قيد الحياة ممن عاش تلك الفترة والشخصيات التي عاشت تلك الفترة من الاسماء النزيهة التي عرفت حينها انها ما كانت تبغي من وراء الثورة قصدا شخصيا وتجمع بورشة عمل او مؤتمر مصغر ويتفق على رؤية للخروج بعمل يضم تاريخ اليمن فهناك ثورات وانتفاضات على مدار التاريخ اليمني وكثير من الناس من لا يعرف تاريخ الدولة الرسولية والطاهرية والزيادية ودولة بني نجاح حقب كثيرة وفترات زمنية مرت على هذه الارض الطيبة وهناك مفاخر قام بها اليمانيون فعلى سبيل المثال كسوة الكعبة كانت تنسج في تعز وكانت تحمل للبيت الحرام ايام الدولة الرسولية ، وبالتالي نحن نحتاج الى عمل يقوم  بعرض الواقع كما هو دون مبالغة او تصحيح او اقصاء ، لاننا نتمنى ان نكتب تاريخنا كما هو لا ان يكتبه غيرنا ونتمنى ان يؤتى بممثلين محترفين وليست تلك الوجوه التي سئمها الناس ممن ينساقون وراء الاعمال الهابطة وانما نريد ممثليين جادين كي يظهر العمل الذي ستخرج به تلك اللجنة والورشة الفنية على انه وثيقة تاريخية وكما قلنا بالبداية فالفيلم اقوى بتأثيرة من عشرات الكتب فليس الجميع يقرأ .   ))

التاريخ يموت بموت معاصريه

إن كتب التاريخ  تأخذ أهميته في إطار توثيق أحداث التاريخ المعاصر لليمن من عصر الدولة المتوكلية وحتى قيام ثورة 26 سبتمبر وهي فترة اختلفت فيها الروايات وتعددت بشأنها الأقوال والادعاءات وصار لكل تيار تحليله الخاص بها ورؤيته لفصولها ومشاهدها... مما فرض استيعاب ما كتب عن هذه الفترة واستقراء نقاط الاتفاق والحكم على الروايات بعرض بعضها على بعض، ومن ثم تقييم المرحلة وتقييم أبعادها.وبالتالي فإن هناك ممن عاصروا تلك المرحلة ولكن لان ايادي المؤرخين والمؤلفين لم تطالهم فقد رحلوا والاحداث دفنت في مخزن ذاكرتهم وبالتالي فاننا نفقد العديد من  رجالات الثورة الذين عاصروا الحكم الإمامي وزمن التغيرات السياسية والثورات.

الاستاذ - الدكتور / عبدالله الذيفاني--- رئيس دائرة المكتبات في جامعة تعز 

 

---  يعد شاهداً لتلك المرحلة التاريخية وزمن عرض الفيلم حينها في ميدان الشهداء نستمع إلى شهادته ونترك التاريخ ليقول كلمته...(( الموضوع هذا يعود بنا الى مرحلة الطفولة حين كنا صغارا في مطلع الستينات الفيلم الذي صور اليمن ما قبل الثورة شاهدناه في ميدان الشهداء وكانت السينما الوحيدة التي فتحت امامنا فلم نكن نعرف هذا الشيطان المارد الذي يتحرك في الجدران فهو شيء ومدهش حيث كان يجتمع الناس باالميدان  ويكتض بالناس وكانت القيادة العربية في المركز الثقافي المصري مسئول على هذه السينما وكنا في مرحلة من العمر وكنا بالابتدائية ولم نكن على معرفة ووعي بالتفاصيل  او بالمضامين التي يعرضها الفيلم بقدر انشددانا الى الفيلم والى الصور المتحركة والناطقة التي تتحرك وتنطق فالقليل جدا حينها من استمع الى راديو ناهيك عن مشاهدة سينما ، والفيلم ما زلت اتذكر بعض مشاهدة فقد كان حينها قويا يصور فترة الامامة بكل اساطيرها وخرافها يعني الامام الخرافة الامام الاسطورة والذي تحمية الة غريبة عجيبة لا يعلمها احد ويرقص الحيات ولا يخاف الاسود وهذه حقيقة رغم انها كانت اسطورة الا انه حقييقة كان يصدقها كثير من الناس نتيجة العزلة المطبقة التي كان يعيشها الشعب ونتيجة المستوى التعليمي الذي كان متدنيا الى مستوى كبير ولكنني لست مع الذين يقولون ان الشعب اليمني كان اميا100% فقد كان هناك المعلامة والكتاب في كل قرية ، وكان الناس يقبلون عليها اقل شيء لتعلم القرآن الكريم ويؤدوا واجباتهم العبادية في اضعف الاحوال ، الا انه لم يكن هناك متعليمن بالصيغة المعاصرة عبر مؤسسات تعليمية ونظامية ولذلك عندما شفنا الفيلم يجسد هذه الصورة المظلمة والقاتمة من حياة الناس بالغ فيها لا شك من ذلك ولكنه نقل جانبا من الحقيقة التي كان الناس يعيشون فيها حينها فقد كان هناك فقر مدقع وبؤس صحي واجتماعي والتعليم لم يكن نظاميا ولكنه اهليا لا يديرة الا مكاتب الاحمدي التي كانت تديرها .

وكان في تعز المدرسة الاحمدية والفلاح والنجاح والفوز بصاله ، الا ان الاحمدية كانت المدرسة الاعدادية والثانوية الوحيدة في تعز ولكن لم يكن هناك نظاما تعليميا متكاملا نستطيع ان نبني عليه ونكون فيه رأي الامر الذي جعل من كتب الفيلم يصور ان هذا الشعب يعيش جهل مطبق ويقبل كل خرافة .

في حدود علمي وعمري حينها كنت المس تقديسا للامام كما صورة الفيلم لدي الناس بسبب ما يحملة وامتداد من صفة تجعله له جلال ويمثل ال البيت وامير المؤمنين وبالتالي على الناس ان يؤمنوا بهذا الامام ، وبعضهم يقول انه كان لديه سينما ويوهم الناس انه لديه جن .

والامام لم يكن على تلك الصورة التي صورها الفيلم ولكن كان الخيار الشعبي يضيف له اشياء والاشاعة التي كانت تبث لكي تثير الرعب في اوساط الناس لانه كان لديه من الجند غير المنظورين وقد سموه حينها( احمد يا جناه ) ، وقد كان فقيها شاعرا اديبا قارئ ولكنه لم يعمل بما لديه من علم ومعرفة في تطوير الناس والبلد وانا على يقين لو كان عمل بشكل صحيح لما كانت قامت الثورة التي كان من اسبابها هو ارادة الناس للدخول الى العصر لانه كان في حالة من العزلة ولذلك لو نظرنا لمن قاموا بالثورة سواء في عهد الامام يحي او الامام احمد فقد قاموا بها لانهم اناس سافروا للخارج فقد كانت هناك بعثة مرسلة للعراق  وعندما شافت العراق رجعت عملت ثورة 1948م وكذلك اصحاب حركة 48 ومنهم الثلايا قاموا بحركة 1955م ، فالعلم دائما يحدث التحول فالفيلم بالغ كما قلنا وليس المصريون هم بالغوا ولكن ما وصل اليهم من معلومات من الجانب اليمني لانه لم يكن هناك شيء مكتوب في التاريخ لانه فقط كان مجرد محكيات وليس مؤرخ ومكتوب ، وهذا التقصير لانه المادة العلمية ليست موجودة وتعدد  ورغم ذلك كتب عنها الكثير الان ولكن في مرحلة صناعة الفيلم لم تكن سوى كتابات اوربية كتبت باللغات الفرنسية والايطالية والروسية والاوربية ولكن باللغة العربية والصورة الثورة لم يكن قد كتب عنها احد .

اما ان يكون الفيلم سياسي وتسويق لافكار عبد الناصر فصراحة عبد الناصر وقتها لم يكن محتاج لتسويق افكارة فهو كان يكفيه  ان يلقي خطاب لكي يتوقف العالم كله فأنا اذكر وانا في تلك المرحلة العمرية انه الناس عندما كان يلقي خطابا تتجمد الحياة في المقاهي والشوارع وهذا في كل بلد عربي فقد كان يمثل ظاهرة ثورية عروبية جائت في زمنهها وحينها ربما لو كان موجود اليوم لم يكن في نفس التاثير فقد كان الوطن العربي ممزق بين الانجليز والفرنسيين والبريطانين وافريقا كانت تعيش حالة من الظلام والظلمة .

المبالغة موجودة ولكن لا يعني انه كان خالي من الحقيقة فلم يكن لدينا دولة مؤسسات ولكنه كان موجود فقر مدقع ولو شفنا فيلم الفرنسي الذي صور اليمن في عام 1936م الوثائقي ، لا يختلف عن ما صورة الفيلم .))

 

 

وعن التقصير في دور بعض الوزارات وتلمسها لأهمية الافلام الروائية يضيف الذيفاني

 

 

((توجد ادارة سينما في وزارة الثقافة واعتقد ليس لها دور فعال فالسينما لدينا ما زالت بعيدة عن المشهد الثقافي ولكن لا يمنع ان يعمل حتى فيلم تلفزيوني وصراحة سؤالك في غاية الاهمية فرجالات الثورة والذين عاصروا الثورة قد مات بعضهم ومنهم من ينتظر والحقائق الدابغة موجودة في رؤسهم وصحيح تنهم كتبوا مذكرات ولكن المذكرات لم تكن كافية ، وانا ازعم بانني متخصص واقرأ في هذا  الجانب ولدي ماجستير في التاريخ المعاصر واقرأ في هذا الجانب لأكثر من 25 سنه وقابلت اكثر من 35 شخصية من الشخصيات التي عاصرت سبتمبر وما قبل سبتمبر ولديهم تفاصيل دقيقة وحقائق ما لا عين قرأت ولا اذن سمعت وكثير منهم الان بدأ يودع ويموت ,

والسؤال يتوجه بقوة الى المسئولين الى متى تنتظرون فهناك اجيال لا تعرف شيء عن الثورة وقد حضرت محاضرة في احدى الجامعات في احدى الندوات بمناسبة سبتمبر وسألت الشباب في القاعة من منكم يعرف الزبيري والنعمان ...فلم يجبني الا اثنان ..!!! فهذا دليل لوجود ماسأة اعلامية وثقافية وانا اوجه عبر صحيفة الجمهوية ان السؤال هذا ينبغي ان يبرز ويرفع الى الجهات المعنية سواء وزارة الثقافة او الاعلام او مراكز  البحوث ... اين دورها واين دور المؤرخون واين دور اتحاد الادباء والكتاب لان الثورة تعتبر ثورة مفصلية نقلت المجتمع من حال الى حال ...!

الدراسات الحديثة في الدول المتقدمة تقول ان الوسيلة الاكثر تاثيرا هي الوسيلة السمع بصرية لانه الصورة المتحركة التي يريدها الانسان فالمشاهد يتفاعل معها بعقله واعصابه وعواطفه لدرجة ان المتابع يخرج عن المحيط الذي حوله ولذلك تاثيرها قوي وكبير وما تقرأه في كتب ممكن تشاهده في فيلم واحد ....

لقد مر على الثورة 50 سنه أي اننا اصبحنا على بعد جيلين ف25 سنه هو عمر جيل ، وما ينقل للطلبة في المدارس لا تفي الثورة حقها ولا الحدث لدرجة ان الناس لا يتصورون عظمة هذا الحدث، و مع ان الفيلم صور ذلك الحدث رغم سلبياته ، لذلك نتمنى من القيادة القائمة على تلك الوزارات بعمل لجنة او مؤتمر يتم انتقاء اعمال ترتقي الى مستوى اهمية الحدث وكذلك انتقاء كوكبة من المبدعين للخروج بفيلم روائي ينقل ثورة سبتمبر بصورتها الحقيقية كما كانت .

كما اننا صراحة نحن بحاجة الى اعادة كتابة تاريخ اليمني السياسي المعاصر لانه لم يكتب بمنهجية بل عبثت به الاهواء ولويت الاحداث بما ينسجم واتجاهات السلطات المتعاقبة وبما يتوائم احيانا وقناعاة الباحث وما تزال كثير من الوثائق محفوظة سواء في بيوت او في مراكز وايضا في عقول بعض المعايشين والمعاصرين ، ولذلك نتمنى ان تتشكل محايدة ومعاصرة ومنحازة للعلم التاريخ والمنهج ولهذا البلد فقط وان تكتب التاريخ بمصداقية وموضوعية كما يحكية منهج البحث التاريخي وبعيدا عن تضخيم ادوار البعض وتقزيم الادوار الاخرى . وعلى سبيل الدعابة كنا انا والاخ عبد الكريم الرازحي في قاعة مركز البحوث والدراسات اليمني نشهد ندوة توثيق في تاريخ الثورة فاختلف الثوار حينها وقد كانت القاعة مليئة بالاشخاص الذين كان كلهم يدعي بانه ثائر ووقتها تحدث الاخ عبدالكريم بسخرية لاذعة  "يا اخواني انتم فجرتم قلوبنا ولا فجرتم ثورة ولا شيء" نتيجة لان الاحاديث كانت متضاربة وعليه نريد فريق من المؤرخيين الذين يعلون هذا الوطن فوق رؤسهم ويكتبون تاريخ بكل ما فيه سلبياته وايجابياته كي نؤصل لجيل يأتي بعدها باحث حقيقي ))

بالنسبة لعدم عرض الفيلم في القنوات الفضائية وربما توقيفة من العرض ومن ثم عرضة مرة اخرى في الفترة الاخيرة فأنا اعتقد انه ما من سبب لمنع عرضة فاليمن لا تحتاج الى شهادة الغير او شهادة كاتب ومؤلف فيكفي انها ذكرت في كتاب الله وذكرت في القرآن وواليمن مشهود له وليس مشهود عليه ، ولكنها مرت بلحظة ضعف وعانى الشعب ا

يمني حينها ومثله مثل الشعوب الاخرى فقد كانت عناك شعوب غارقة ولا يوجد حينها في تلك الفترة لا توجد شعوب غير غارقة في الظلام والامية وقد كانت فترة الجزيرة حينها ودول الخليج تعاني من الجهل المطبق ولم يكن لها صوت واليمني فقط كان القامة الكبرى وكان ولا يزال وسيظل لانه يقف على تاريخ وعمق حضاري لا ينساه احد.))

 

 

صلاح منصور.. عمدة السينما المصرية!

 


الجماهير حاولت قتله في اليمن بسبب ملابس الإمام
قصة حياته أقرب ما تكون إلي سيناريو فيلم سينمائي مثير.. صلاح منصور مدرس التربية المسرحية وقع في حب التمثيل من أول حصة وانتقل بسرعة إلي صفوف عمالقة الأداء الرفيع والصادق علي الشاشة.. وبرغم تخرجه في أول دفعة من معهد الفنون المسرحية عام 1947 مع فريد شوقي وعبد الرحيم الزرقاني وحمدي غيث إلا أن نجوميته تأخرت، حتي انطلق في أفلام >بداية ونهايةو>الزوجة الثانيةو>ثورة اليمن<..

صلاح منصور عاش فترة قصيرة من عمر الزمن ورحل ولا يتعدي عمره 56 عاماً في شهر يناير من عام 1979 لكنه خلد نفسه بين عظماء فن التمثيل بمجموعة روائع.. لذلك لم يكن غريبا أن يموت غنيا بفنه وعبقريته فقيراً لم يترك وراءه أموالا ولا عقارات.. ولم يترك لأولاده سوي المعاش الذي قررته له الدولة.
الفنان صلاح منصور يعد من أهم رواد جيل الفنانين الذين أعطوا لمصر الكثير، فقد ساهم في تكوين المسرح الحر ممثلاً ومخرجاً واشترك من قبل في تكوين المسرح المدرسي مع زكي طليمات ثم انضم إلي معهد الفنون المسرحية وتخرج عام 1947 في أول دفعة ضمن خريجي المعهد، وبالنسبة للتمثيلية الإذاعية فهو يعتبر من روادها مخرجا وممثلاً.. وفي مجال التليفزيون فله أعمال كبيرة بارزة آخرها مسلسل >علي هامش السيرةوفي مجال السينما لمع اسمه لأول مرة في فيلم >شاطئ الغرامومثل بعد ذلك حوالي 70 فيلما أشهرها دوره في فيلم >ثورة اليمنو>بداية ونهايةو>الزوجة الثانيةو>البوسطجي<، و>المستحيل<.
وصلاح منصور كان له ولدان >مجدي وهشامالذي توفي بعد إجراء عملية جراحية له في لندن. وللفنان صلاح منصور عملان رحل قبل ان يكمل تصويرهما وهما فيلم >ابن مين في المجتمعاخراج حسن الإمام وفيلم >القطط السماناخراج حسن يوسف والطريف ان الإذاعة المصرية قد اعطت صلاح منصور حقه من التكريم عندما اجرت استفتاء علي مستوي كل المحافظات عن أحب الفنانين وفاز صلاح منصور كأحب ممثل إذاعي إلي قلوب الجماهير وفاز عام 1946 كأحسن ممثل في مصر.. صحيح أن الحظ لم يحالفه كمخرج ولكنه لمع في التمثيل سواء في المسرح أو السينما ونال الجائزة الأولي في فيلم >لن اعترف<

ومن أهم الأفلام التي لعب بطولتها فيلم >ثورة اليمنالذي لعب فيه دور الإمام، ولهذا الفيلم قصة طريفة فعندما تصدي المخرج عاطف سالم لاخراج هذا العمل لم يجد من يجسد شخصية الإمام الطاغية الذي فاق جبروته كل حد وعاث في الأرض بالفساد والخرافات سوي الفنان الراحل الكبير صلاح منصور، فكما كان الإمام طاغية في جبروته وقسوته ووحشيته، كان الفنان القدير طاغية هو الآخر في قوة إدائه وتقمصه لهذه الشخصية الكريهة شعبيا وسياسياً.. وعندما سؤل الفنان الراحل عن سر قبوله لتجسيد هذه الشخصية المكروهة.. ((قال كراهيتي للشخصية هي التي دفعتني إلي تجسيدها، وكان لابد من ان نكتشف مأساة اليمن في ظل حكم الأئمة وإشراقة الثورة التي اطاحت بهذا النظام البشع، فمن خلال وجودي في اليمن أثناء التحضير وتصوير الفيلم عرفت عن قرب بشاعة الحياة التي فرضتها فترة حكم الآئمة طوال مئات السنين، وكان من الصعب أن نختصر ونكشف كل هذه الجرائم التي تم ارتكابها في ساعتين من الزمن هي مدة الفيلم.. ويقول أيضاً: لا أنسي اثناء تصوير بعض المشاهد في السجن الذي دفن فيه كثيرون وماتوا دون أن يعلم أحد بموتهم، أصابني الرعب والفزع من هول ما شهدت في هذا السجن من آلات التعذيب الوحشية.

وقال صلاح منصورلا انسي أيضاً وأنا بملابس الإمام وكنا نصور مشهداً في شوارع مدينة >تعزاليمنية ان اندفع الناس من البسطاء نحوي يريدون قتلي وهم يقولون: >الإمام عاد من جديد اقتلوه.. اقتلوهولم ينقذني من ايديهم سوي رجال الأمن الذين كانوا يرافقوننا اثناء التصوير ودهشت وقتها قائلاً: >إلي هذا الحد.. هل أنا شبيه الإمام وإلي هذا الحد كان الرجل مكروها من شعبه<؟!
مما لاشك فيه أن عبقرية تقمص شخصية الإمام عند صلاح منصورما كان ممكناً أن يجيدها فنان آخر غيره خاصة في مشاهد >حرب الخطاطالتي كان يبيحها الإمام لقبيلة للقضاء علي أخري تستبيح أموالها إلي جانب مشاهد نظام الرهائن الذي كان يفرضه الإمام علي كل قبيلة بأن ترسل إليه بعض أبنائها الصغار ليظلوا لديه رهينة يضمن من خلالها ولاء القبائل له..
رحم الله هذا الفنان القدير الذي أمن بأن كشف الظلم هو رسالة يجب أن يؤديها الفنان حتي لو دفعه ذلك لتجسيد شخصية كريهة وغير محبوبة. كان رحيل صلاح منصور صدمة كبيرة للجمهور والفنانين فقد ظل الراحل يعاني من سرطان في الرئة وتليف في الكبد.. وظل يقاوم آلام المرض أكثر من ثلاثة أعوام دون أن يصارحه أحد بحقيقته، وقد قدم الفنان الراحل انجح وأكبر أعماله الفنية خلال فترة مرضه.. وكان آخر هذه الأدوار دور >أبو لهبفي مسلسل >علي هامش السيرةوكانت آخر كلماته لأفراد أسرته الذين التفوا حول سريره بمستشفي العجوزة.. >أرجوكم لاتحزنوا.. لقد عشت كل عمري لا أحب رؤية الدموع في عيونكمولن أحبها بعد وفاتي<.
وكان الرئيس أنور السادات قد وافق في شهر مارس عام 1981 علي الاستجابة لمطلب أرملة الفنان القدير الراحل صلاح منصور ومعاونتها علي مواجهة أعباء المعيشة،، وكانت السيدة محاسن درويش كامل أرملة الفنان تقدمت إلي الرئيس راجيه معاونتها وقد قرر الرئيس الاستجابة لطلبها تقديراً لجهود زوجها وتقديراً لما قدمه للفن المصري.
كما وافق الرئيس السادات علي صرف معاش استثنائي لأسرة الفنان الراحل إلي جانب المعاش الذي تحصل عليه باعتباره موظفاً بوزارة التربية والتعليم بدرجة مدير عام.
كانت تراود الفنان صلاح منصور أحلاماً كثيرة بالنسبة للنهوض بالتربية المسرحية وأهمها نشر التذوق الفني المسرحي بين طلاب المدارس منذ صباهم المبكر وكان يردد دائماً انه ليس هناك من حل سوي تدريس مادة >الإلقاءفي دور المعلمين والمعلمات وأيضاً في المدارس الثانوية بالإضافة إلي تنفيذ فكرة حصة >الدراماضمن الجدول المدرسي لاعطاء الأولاد خلفية كاملة عن فن المسرح الشامل، وكان يري أن المسرح المدرسي يستطيع النهوض بهذا الفن ومن خلاله يمكن تدريب التلاميذ علي النطق والإلقاء الصحيح، وأيضاً إصلاح العيوب في اللغة العربية وتشجيع الطلاب علي التمسك بالذوق السليم، والشجاعة..
وكانت وجهة نظر صلاح منصور مدير عام التربية المسرحية بوزارة التربية والتعليم أنه لاسبيل لتطوير المسرح المدرسي إلا بتدريس مواده ضمن برامج التعليم الأساسية.
>
عدنان البندقيتاجر السلاح و>ريدي جورجفراش أكاديمية حكم الشعوب ومندوب وكالة المخابرات ثلاث شخصيات في رواية واحدة كان مقررا أن يمثلها الفنان الراحل الكبير صلاح منصور في موسم 1997 علي خشبة المسرح أمام نور الشريف >بكالوريوس في حكم الشعوبتأليف علي سالم.. وكان قد أجري بروفات علي أدواره لمدة شهرين وفجأة قال لمصطفي بركة مدير المسرح إنه لن يستطيع أن يشترك في هذه المسرحية، رغم شدة إعجابه بالشخصيات، الثلاث التي يمثلها لأنه يشعر بأن صحته لن تساعده علي أن يعطي أدواره حقها في الإجادة والإتقان كما أجاد طوال حياته الفنية، كانت هذه أول مرة يعتذر فيها صلاح منصور عن عدم التمثيل لأسباب صحية ولذلك كان يتكلم ودموعه تسبق كلماته ثم رشح للمسرح فنانا آخر بدلا منه هو النجم يحيي الفخراني الذي قام بعد ذلك بتمثيل الشخصيات الثلاث لصلاح منصور.. كانت هذه هي آخلاق صلاح منصور.. ان يعطي أدواره حقها و يمثلها. فهو طوال حياته لايعرف شيئاً اسمه الأداء المتوسط أو التمثيل بدرجة مقبول وهو الفنان العملاق الذي عاش حياته الفنية علي القمة.. ولم يحدث أبداً أن شارك في أي مسرحية أو فيلم أو تمثيلية إذاعية أو تليفزيونية دون أن يضيف إلي دوره علامة بارزة وبصمات مضيئة يظل المشاهدون والمستمعون يذكرونها إلي الأبد ويرددون كلماته فيها.
إن أهم نقطة في كشف حساب هذا الفنان العملاق الذي رحل عنا انه لم يتهاون أبداً مع فنه.. وبقي علي ولائه له حتي آخر لحظة في حياته، وظل محافظاً علي اسمه ومكانته الفنية الكبيرة التي وصل إليها بعد أن شق طريقه في الصخر، مؤسسا للمسرح المدرسي في بداية مشواره مع الفن، ثم مشاركا في تكوين >المسرح الحربعد تخرجه من معهد التمثيل.
إنه كان قادراً علي الابداع من أعماق نفسه المهمومة بآلام الحياة ويثمر إبداعه فنان عبقريا.. أسعد الملايين وآمتعهم.. فهل ينسي الجمهور وعشاق الفن >الأستاذ رجائيفي الناس اللي تحتوالعمدة في >الزوجة الثانيةوالإمام في ثورة اليمنوسليمان البقال في >بداية ونهايةوالأب المتسلط في >البوسطجي<.
وهل ينسي الجمهور >قاسمفي أوبريت >علي بابا في الإذاعة أو ابن زياد في >رابعة العدويةومئآت التمثيليات والمسلسلات حتي نال عن جدارة واستحقاق جائزة أحسن ممثل إذاعي.
وهل ينسي الناس أدواره الخالدة في مسرحيات >زقاق المدقو>يا طالع الشجرة<، و>مصير صرصارو>الجريمة والعقابو>زيارة السيد العجوزو>ملك الشحاتينوأخيراً >شهر زادللدكتور رشاد رشدي وإخراج جلال الشرقاوي مع لبلبة ومحمد عوض واخر مسرحياته في المسرح الجديد >واحد مش من هنامع محمود المليجي ووحيد سيف وثريا حلمي ولا ننسي له انه أخرج عشرات الروايات الناجحة للمسرح وعشرات الأعمال الخالدة للإذاعة والبرنامج الثاني بصفة خاصة ولذلك لم يكن شيئاً غريبا إذن أن ينال صلاح منصور وسام العلوم والفنون ثم جائزة الدولة التقديرية من الرئيس السادات في عيد الفن ليلة 8 مارس عام 1978.
صلاح منصور هو أحد رموز الفن في مصر وقال عنه زكي طليمات انه ضمير المسرح وصحوته.. وترك لنا هذا العملاق ما يقرب من مائتي عمل فني بالمسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة وشارك في تمثيل عشرات الأعمال من الأدب العالمي لشكسبير وموليير وفيكتور هوجو وصموئيل بيكيت وكان يعتقد ان من واجب الفنان الحقيقي تقديم الأعمال الأدبية الصعبة وباللغة العربية الفصحي في قالب بسيط، وحدث أن راهن علي هذه المقولة صديقاه المخرج الراحل كمال ياسين والفنان محمود مرسي وقدم مسرحيته >الصافحاتتأليف اسخيلبوس وترجمة الدكتور لويس عوض في البرنامج الثاني بالإذاعة واعترف النقاد ببراعته وتفوقه ووصوله إلي الجمهور وقال أحد النقاد عنه وقتها هذا الرجل اثبت انه فنان من طراز فريد وأن الفن سلاح خطير ومن سماته الكبري التعبير والتنوير، وحينما إختاره المخرج صلاح أبو سيف ليؤدي الدور الرئيسي في فيلم >الزوجة الثانيةطلب منه أن يوظف لغة المسرح في هذا الفيلم ولكن بدون إنفعالات عالية ومبالغ فيها ونجح الدور وحصل من خلاله علي جائزة أحسن ممثل في ثلاثة مهرجانات عالمية.. وبعدها حصل علي شهادات تقدير عن عدد من الأفلام التي قام ببطولتها ومنها >الأمروفيلم >وراء الشمسوكانت آخر أعماله >آبن مين في المجتمع<.
والطريف أن هذا الفيلم عرض بعد مضي أربع سنوات علي رحيل صلاح منصور وشاركه في بطولته هدي سلطان ومني جبر ومحمد ثروت وحسين الإمام عن قصة وإخراج حسن الإمام وسيناريو وحوار محمد مصطفي سامي ويعد هذا الفيلم هو آخر عمل لصلاح منصور وأول أفلام محمد ثروت علي الشاشة الكبيرة.
ولكن صلاح منصور يقول لم أصبح مشهورا فجأة.. فقد جاءتني الشهرة تدريجياً.. أولاً في دور رجائي في مسرحية >الناس إللي تحتوكان يمكن ان يخلق هذا الدور نجماً مشهوراً ولكنه صنع مني فنانا.. اثني عليه النقاد.. ثم دوري في >بداية ونهاية<.. وهو دور ابن البقال الذي لفت انظار الجمهور بشدة إلي موهبته ثم مع التليفزيون الذي لعب دوراً كبيراً في بسط نفوذه علي عدد كبير من الناس.. وانا أحافظ علي شهرتي باحترامي للناس وتقديري لاعجابهم بأعمالي، أما تكاليف الشهرة في حياتي فهي بسيطة لاتذكر علي الإطلاق.
رحم الله صلاح منصور الذي عاش حياة قصيرة في عمر الزمن لكنها خالدة بأعماله وإبداعاته التي سكنت قلوب ووجدان عشاق الفن في الوطن العربي.