ما هي حصى الكلى وكيف يمكن تجنبها ؟
الجمعة 10 يونيو 2022 الساعة 23:48

حصى الكلى هي عبارة عن حصى صلبة قد تسبب ألماً شديداً على جانب البطن أو الخصر، بالإضافة إلى ظهور الدم في البول والغثيان أو القيء. وتزداد احتمالية الإصابة بحصى الكلى عند تناول نظام غذائي معيّن، أو نتيجة عدم شرب كمية كافية من السوائل، أو في حالة زيادة الوزن.

يمكن أن يزيد فصل الصيف من خطر الإصابة بأمراض الكلى، وبخاصة الحصى، وذلك لقلة شرب الماء (مما يؤدي إلى الجفاف وانخفاض كمية البول). وعند الإصابة بنوبة واحدة، فمن المحتمل أن تتكرر، لكن توجد عدة علاجات متاحة. يقدم لنا الدكتور حسام القضاة، استشاري وكبير أطباء جراحة المسالك البولية في مستشفى فقيه الجامعي، تفاصيل وافية عن مسببات حصى الكلى وطرق الوقاية منها.
 
ما مدى انتشار حصى الكلى؟
في كل عام، يعاني شخصان من أصل 1000 شخص من أعراض ناتجة عن حصى الكلى. ويعاني رجل واحد من بين 8 رجال وامرأة واحدة من بين كل 16 امرأة من نوبة ألم ناجمة عن حصى الكلى في وقت ما خلال حياتهم. وحصى الكلى أكثر شيوعاً عند الرجال. وتزداد احتمالية إصابتك بحصى الكلى إذا كنت تتبع نظاماً غذائياً غربياً، أو إن كنت لا تشرب كميات كافية من السوائل أو كنت تعاني من السمنة أو زيادة الوزن.
إذا كنت تعاني من حصى الكلى، فهناك احتمال واحد من أصل 3 أن تظهر لديك حصاة أخرى خلال السنوات الخمس التالية.
 
ما هي أسباب حصى الكلى؟
وظيفة الكلى هي تصفية الدم وإزالة الماء الزائد والمعادن والأملاح لإنتاج البول. وينتقل البول من كل كلية إلى أسفل الأنبوب (الحالب) لتصريف البول من الكلية إلى المثانة. وذلك ما يعرف بالمسالك البولية.
 
تتم إذابة العديد من المخلفات الكيميائية في البول. وتشكل المعادن والأملاح في بعض الأحيان بلورات صغيرة في البول، والتي تتجمع معاً لتشكل حصاة صغيرة. وتكون معظم حصى الكلى صغيرة فتخرج مع البول، لكن بعضها يتعثر ويعلق في الكلية أو الحالب.
 
في معظم الحالات، لا يوجد سبب معروف لتكوّن الحصى، وتتكون معظم الحصى من الكالسيوم. وبعضها مكوّن من حمض البول (حمض اليوريك) أو مزيج من الاثنين. مع ذلك، في معظم الحالات، تكون كمية الكالسيوم والمواد الكيميائية الأخرى في البول والدم طبيعية.
 
ما الذي يزيد احتمالية الإصابة بحصى الكلى؟
تزداد احتمالية تكوين حصى الكلى إذا كان البول مركزاً. على سبيل المثال، إذا كنت تمارس الرياضة بقوة، أو إذا كنت تعيش في مناخ حار أو كنت تعمل في بيئة حارة حيث قد تفقد المزيد من السوائل عبر التعرق مثلاً وأقل عبر إنتاج البول.
أنت أيضاً أكثر عرضة للإصابة بحصى الكلى إذا:
• عانيت من التهابات البول المتكررة
• عانيت من التهابات الكلى المتكررة
• كان لديك كلية غير طبيعية- على سبيل المثال، كلية فيها ندبات أو أكياس
• إصابة أحد الأقارب بحصى الكلى
• أسباب غير معروفة 
في عدد قليل من الحالات، قد تتسبب حالة طبية بحصى الكلى. ويمكن أن تؤدي العديد من الحالات غير الشائعة إلى مستويات عالية من المواد الكيميائية في الجسم، مثل الكالسيوم والأُكسالات وحمض البول والسيستين. إذا كان مستوى هذه المواد الكيميائية مرتفعاً بدرجة كافية في البول، فيمكن أن تتحول إلى حصى.
 
هل يؤدي تناول بعض الأدوية إلى تكوين حصى الكلى؟
يمكن أن يجعلك تناول بعض الأدوية أكثر عرضة للإصابة بحصى الكلى. وتشمل بعض الأمثلة:
• أقراص "الماء" (أو الأدوية المدرة للبول)
• بعض أدوية العلاج الكيميائي الخاصة بالسرطان
• بعض الأدوية المستخدمة في علاج مرض الإيدز
مع ذلك، فإن العديد من الأشخاص يستهلكون هذه الأدوية بأمان دون الإصابة بحصى الكلى. إذا كنت تعتقد أن الدواء الذي تتناوله هو سبب إصابتك بحصى الكلى، فلا تتوقف عن تناول الدواء من تلقاء نفسك، بل استشر طبيبك.
 
ما هي أعراض حصى الكلى؟
بالنسبة للبعض، قد تبقى حصى الكلى في الكلية ولا تسبب أي أعراض. وقد تخرج حصى الكلى من جسمك في البول دون أن تعرف. في حالة حدوث الأعراض، فهي تشمل:
ألم في الكلى: قد يتسبب وجود حصى عالقة في الكلى بألم في جانب البطن (أو الخاصرة). ويمكن أن يكون هذا الألم شديداً للغاية ويسبب لك الشعور بالتعرق والغثيان أو القيء.
المغص الكلوي: هو ألم شديد ينتج عن دخول حصاة في الأنبوب (الحالب) لتصريف البول من الكلية. وحين تعلق الحصى، يضغط الحالب على الحصى باتجاه المثانة، مما يسبب ألماً مبرحاً في جانب البطن.
 
قد يستمر الألم الناتج عن المغص الكلوي من بضع دقائق إلى بضع ساعات. ويأتي الألم على هيئة تشنجات، وبين هذه التشنجات، قد تكون هناك فترات يختفي خلالها الألم أو يخف. وقد ينتشر الألم إلى أسفل البطن أو الفخذ. وقد تتعرق أو تشعر بالغثيان أو قد تتقيأ لأن الألم قد يكون مبرحاً للغاية.
 
ظهور الدم في البول: قد ترى دماً في بولك (يتحول لون البول إلى اللون الأحمر). يحدث ذلك بسبب احتكاك الحصاة في الحالب.
 
التهاب البول: تعد حالات التهاب البول أكثر شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بحصى الكلى. وقد تسبب التهاب البول ارتفاعاً في درجة الحرارة (أي الحمّى) وألماً في التبول (عسر البول) والحاجة إلى التبول بشكل متكرر.
 
ما هي الاختبارات اللازمة لتشخيص حصى الكلى؟

اقراء ايضاً :

قد يقوم طبيبك بترتيب بعض اختبارات البول والدم الأولية، مثل:
• فحص الدم للتأكد من عمل وظائف الكلى بشكل سليم
• قد تخضع أيضاً لاختبارات دم أخرى لتفقد إمكانية ارتفاع مستوى بعض المواد الكيميائية التي قد تسبب حصى الكلى، مثلاً الكالسيوم وحمض البول (اليوريك).
• اختبارات البول للتحقق من وجود التهاب وبعض البلورات
إذا كنت تعاني من أعراض تشير إلى وجود حصى في الكلى، فيمكن إجراء اختبارات أشعة سينية خاصة أو فحوصات للكلى والحالبين التي تصرّف البول من الكلى. وقد تبدأ هذه الاختبارات بالأشعة السينية والمسح بالموجات فوق الصوتية. ثم قد تكون هناك حاجة أيضاً إلى فحص بالأشعة المقطعية. تستخدم هذه الاختبارات لاكتشاف الحصاة ومعرفة مكانها بالضبط والتحقق من كونها لا تمنع تدفق البول.
 
ما هي علاجات حصى الكلى؟
تكون معظم الحصى التي تسبب المغص الكلوي صغيرة وتخرج مع البول في غضون يوم تقريباً. يجب أن تشرب الكثير من السوائل لتحفيز التدفق الجيد للبول. غالباً ما تكون هناك حاجة إلى مسكنات ألم قوية لتخفيف الألم حتى تخرج الحصاة. يمكن استخدام الأدوية التي تزيد فرص مرور الحصى. 
 
قد تعلق بعض الحصى في الكلية أو في أحد الحالبين وتسبب أعراضاً أو مشاكل مستمرة. في هذه الحالات، يصبح الألم شديداً للغاية وقد تحتاج إلى دخول المستشفى. هناك العديد من خيارات العلاج ومنها:
• تفتيت الحصى بموجات الصدمة خارج الجسم: هنا تُستخدم موجات صدمة ذات طاقة عالية تركز على الحصى من آلة تكون خارج الجسم، وذلك من أجل تفتيت الحصى. ثم سيخرج جسمك القطع المفتتة الصغيرة عند التبول.
• استخراج حصاة الكلية عبر الجلد: يستخدم هذا الإجراء للحصى التي لا يناسبها إجراء تفتيت الحصى بموجات الصدمة خارج الجسم. ويتم تمرير أداة رقيقة تشبه التلسكوب (منظار الكلية) عبر الجلد إلى الكلية، ثم يتم تكسير الحصاة وإزالة القطع المفتتة عن طريق منظار الكلية. عادة ما يتم هذا الإجراء تحت التخدير العام.
• عملية تنظير الحالب: هو علاج آخر يمكن استخدامه، حيث يتم تمرير تلسكوب رفيع إلى الحالب عبر مجرى البول والمثانة. وبمجرد رؤية الحصاة، يتم استخدام الليزر لتفتيتها. هذه التقنية مناسبة لمعظم أنواع الحصى.
• الجراحة لإزالة الحصاة (جراحة مفتوحة أو بالمنظار): هذه الجراحة تكون ضرورية فقط في عدد قليل جداً من الحالات التي لم تنجح فيها التقنيات الحديثة المذكورة أعلاه، أو لم تكن ممكنة من الأساس. يمكن القيام بذلك إذا كان لديك حصاة كبيرة جداً في كليتك. وفي بعض الحالات، يتم إجراؤها بالمنظار لألم أقل وتعافٍ أسرع.
ويوجد خيار آخر مخصص للحصى المكونة من حمض البول (حوالي 1 من كل 20 حصاة) وهو إذابة الحصاة. يمكن القيام بذلك عن طريق شرب الكثير من السوائل وتعزيز قلوية البول بالأدوية.
 
كيف نتجنب الإصابة بحصى الكلى؟
إليك بعض النصائح للحفاظ على صحة جيدة وتجنب حصى الكلى:
• شرب ما لا يقل عن 2 لتر من الماء (مع الماء العادي، يجب أيضاً تناول المزيد من الفواكه والخضروات والأطعمة التي تحتوي بشكل طبيعي على نسبة عالية من الماء). ويجب التأكد من القيام بذلك على فترات منتظمة، لتجنب الإفراط في ترطيب الجسم أو إثقاله بالسوائل.
• تجنب أو تقليل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح (الصوديوم) والسكريات المكررة والفوسفور والبوتاسيوم، وكذلك الأطعمة الثقيلة والدهنية. يجب تجنب المخللات والأطعمة المعلبة والجبن المالح والوجبات السريعة.
• التقليل من شرب القهوة والمشروبات الغازية.
• تقليل تناول البروتينات الحيوانية وخاصة اللحوم الحمراء.
• البحث عن أطعمة بديلة مثل الحبوب الكاملة والبروتينات والدهون الصحية والكربوهيدرات.
• يجب أن تكون وجبات الطعام متوازنة، وليس من الضروري تناول أطعمة ثقيلة على الجسم على وجبة الإفطار اليومي.
• الاعتناء بالصحة وفي حال مواجهة أي مشكلة أو صعوبة، يجب زيارة الطبيب.
• في حال ظهور أي عارض مقلق، يجب طلب العناية الطبية الفورية: زيادة الوزن بأكثر من 2 كجم، ضيق التنفس، تورم الأطراف السفلية، فقدان الشهية/ الخمول، تورم الوجه، أو أي مشاكل صحية أخرى غير اعتيادية
 

الأكثر زيارة