لماذا اعادت السعودية تفعيل مبادرتها حول اليمن بعد التراجع عنها سابقاً؟
الاربعاء 19 يناير 2022 الساعة 08:45

أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. إعادة تفعيل مبادرة الرياض لإيجاد حل سياسي لحرب اليمن.

وقال الجبير في مؤتمر صحفي  الثلاثاء أن مبادرة السعودية لحل أزمة اليمن "لا تزال مطروحة".

اقراء ايضاً :

ويبدو من وجهة نظر مراقبين، أن الضربة التي وجهها الحوثيون، أمس، للإمارات عملت على تحريك المياه الراكدة فيما يخص انهاء حرب اليمن.

 

خصوصاً أن السعودية عملت على تجاهل عرضها المعلن في مارس 2020 والتي أعلنت خلاله الرياض أنها على استعداد لرفع الحصار عن اليمن، باستثناء جهات محددة، مقابل أن يبادر الحوثيون بوقف عملياتهم العسكرية بشكل كامل أولاً.

 

وقد تم مواجهة المبادرة السعودية بالرفض في بادئ الأمر، من قبل الحوثيين،  إلا أن زيارة الوفد العماني إلى صنعاء في يونيو العام الماضي، عملت على حلحلة موقف الحوثيين الرافض، للمبادرة السعودية، وقد بدى ذلك واضحاً من خلال تغريدة أطلقها عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، محمد علي الحوثي، في الـ13 من سبتمبر 2021 أعلن فيها أن ميناء الحديدة يستعد غداً لاستقبال أول سفينة تبحر مباشرة من ميناء جدة السعودي، إلا أن تلك السفينة لم تصل، الأمر الذي اعتبره مراقبون بمثابة تراجع سعودي عن خطوات بناء الثقة بين الطرفين استعداداً للدخول في مفاوضات إنهاء الحرب.

 

ويرى مراقبون أن تصريحات السعودية حول مبادرتها قد تكون مجرد محاولة لكسب المزيد من الوقت لتهدئة الرأي العام العالمي، في ظل تصاعد أعداد الضحايا من المدنيين في اليمن نتيجة غارات التحالف، وأن مساعي المملكة لكسب المزيد من النقاط للضغط على الحوثيين، في مباحثات تسوية للأزمة. مشيرين إلى أن النشوة التي حصلت عليها السعودية نتيجة تقدم قوات التحالف في شبوة غرب اليمن، قد تدفع الرياض إلى الحصول على المزيد، ولو على حساب شريكتها الإمارات التي توعد الحوثيون بمضاعفة الهجمات عليها واستهداف منشآت أكثر أهمية في الإمارات في حال استمر التصعيد الإماراتي في اليمن، على حد تعبير الناطق العسكري باسم الحوثيين أمس الاثنين.

 

بينما يعتقد البعض أن الضربة التي كانت بمثابة الهزة الأولى للإمارات، منذ حرب دفعت أبو ظبي إلى طلب اعلان عرض جديد للحوثيين، من قبل الرياض التي تتبنى قيادة التحالف، وأن الإعلان السعودي عن إعادة تفعيل مبادرة مارس، قد لا يعني التمسك الحرفي بما ورد فيها بقدر ما يدعو الحوثيين إلى التفاوض. خصوصاً أن هناك من يعتقد أن إدارة بايدن، وافقت على إعادة الدعم للسعودية، بهدف حصول الأخيرة على موقف مناسب يسمح لها الخروج بماء الوجه من حرب اليمن.


المصدر : هشتاق نيوز