خالد الرويشان : أن تفهم .. تلك هي المسألة!
تقارب السعودية مع قطر أغضب الإمارات وهو ما يُفسّر جنون النشاط المنتقم الذي أصاب الإمارات منذ أسابيع!
وزاد الغضب اشتعالاً مع عودة العلاقات بين القاهرة والدوحة! .. وكان لابد من ردة فعل إماراتية غاضبة وعاجلة .. وخَطِرة!:
قامت الإمارات فجأةً بالانسحاب من مدينة الحديدة اليمنية المهمة جنوباً ليزحف بعدها الحوثيون خلال ساعات باتجاه تخوم مضيق باب المندب الاستراتيجي!
قرار الإمارات فاجأ السعودية والحكومة اليمنية والأمم المتحدة ومصر التي ترقب مايحدث عن كثب! بل إن القرار فاجأ حتى جيش الساحل نفسه وقيادته التي عجزت عن إقناع الأفراد والضباط بسببٍ وجيه للانسحاب!
كان الانسحاب الغريب نكزة ثقيلة للسعودية ومصر لكنها طعنة بالنسبة لليمن!
اللعب بالورقة اليمنية إقليمياً حتى بالخسارة .. فقط لتقول أنا هنا!
تقول الإمارات " سأرد بما لا تتوقعون"!
بالتوازي مع قرار الإمارات بالانسحاب من الحديدة في دعوةٍ واضحة للحوثيين صوب باب المندب كانت أمواج البحر الأحمر تشتعل بنيران مناورة عسكرية كبرى بين الإمارات وإسرائيل!
لم تكن مصر قد أفاقت من نكزة الانسحاب الإماراتي من الحديدة حتى أصابتها طعنة الخيانة بالمناورات مع إسرائيل في البحر الأحمر!
العيال كِبْرِتْ وصاعِتْ!
فجأةً ، يصل وزير خارجية الإمارات إلى دمشق قبل أيام
وبالأمس يصل ولي العهد الشيخ محمد إلى تركيا
" تركيا الإخوانية حسب إعلام الإمارات منذ سنوات"!
تقول الإمارات للسعودية ومصر بغضبٍ هو أقرب للحُمق" سأقلب الطاولة .. وسترون "!
تخبّطت الإمارات خلال أيام مثل ممسوس يدور بين الحوثي وإسرائيل وتركيا وإيران!
جمَعت المتناقضات على ظن أن الحركة بركة!
لكنّ البَرَكة الواهمة تصبح بِركة آسنة ومميتة!
واليوم الإمارات في أتون دوامة إثيوبيا التي لاتنقصها الغرائبية والمفاجآت
وكل هذه الحركة الإماراتية السريعة في الاتجاهات المتناقضة سببها الأساس شعورها تجاه قطر وما تعتقده الإمارات نجاحاتٍ قطرية من أفغانستان إلى الجزيرة إلى متانة علاقة قطر أخيراً مع الولايات المتحدة إلى تنظيم كأس العالم!
نعرف أن الحسد يقتل صاحبه .. هذا على مستوى الأفراد
شتّان بين الحسد والتنافس!
لكن أن يصبح الحسد طاقةً نفسيةً لدولة وسبباً في غرائب تناقضاتها وحركتها فهذا مالم يحدث في التاريخ!