ماذا لو سقطت مأرب ؟!
الاثنين 18 اكتوبر 2021 الساعة 01:23

تقرير يحلل أبعاد ومآلات ما بعد سقوط مأرب كاملة على أيدي الحوثيين..

الحوثيون على بعد 30 كيلومترا من مدينة مأرب آخر معاقل الحكومة شمالاً.. كيف حدث ذلك؟

اقراء ايضاً :

لماذا انسحب مقاتلو العبدية وما هي رسالتهم للتحالف والشرعية؟

معقل الجيش الوطني ومقر وزارة الدفاع في خطر.. أين التحالف وأين الشرعية؟

 

ماذا يعني سقوط مأرب بيد مليشيا الحوثي.. وكيف قلبت الموازين؟

 

لماذا خُذل أهالي العبدية وماذا قال الحوثيون بعد سيطرتهم على المديرية؟

هل ستختلف القوة التفاوضية للحوثيين إذا سقطت مأرب كاملة؟

لماذا صرح خبير سعودي بأن هناك دولة عميقة في ‎مأرب تشكل جبهة ضد الشرعية والانتقالي؟

هل ستتحد قوات الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي لصد هذا الزحف؟

سقوط مأرب يهدد الكل!

مأرب.. هل توحد الجميع؟

قالت مصادر محلية إن جماعة الحوثيين سيطرت على مركز مديرية "العَبدية" جنوب غربي محافظة مأرب بعد انسحاب رجال القبائل بسبب نفاد الذخيرة والغذاء، في وقت دعت فيه الأمم المتحدة لوقف القتال في مأرب، قائلة إن استمراره يضع آلاف اليمنيين في وضع صعب، ويؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان.

وحاصر الحوثيون مديرية العبدية منذ 3 أسابيع، وشنوا هجوما عنيفا ومكثفا، مما تسبب في احتراق مخازن الحبوب، ونشر ناشطون موالون للحوثيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر مسلحي الجماعة ينتشرون في مركز مديرية العبدية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر محلية أن الحوثيين تمكنوا من السيطرة على مركز مديرية العبدية، في وقت لا تزال فيه الاشتباكات مستمرة بشكل عنيف جنوب وشرق المديرية، وسط موجة نزوح داخلية كبيرة من قبل المدنيين جراء القصف.

وتقع مديرية العبدية جنوب غربي مدينة مأرب، ويقطنها 36 ألف شخص، وتكتسب أهمية استراتيجية نظرا لموقعها الجغرافي الذي يجعل منها إحدى بوابات محافظة مأرب، فضلا عن ارتباطها الجغرافي بمحافظتي البيضاء وشبوة من جهتي الغرب والجنوب عبر سلسلة جبلية واسعة.

وكانت المديرية تمثل منطلقا للقوات الحكومية للتحرك نحو محافظة البيضاء لقطع خطوط الإمداد عن الحوثيين باتجاه محافظة شبوة.

 

قلب الموازين

شهدت مديرية العبدية جنوب غرب محافظة مارب خلال الـ48 ساعة الماضية عمليات نزوح داخلية بسبب احتدام المواجهات بين أبناء مديرية العبدية والمليشيات الحوثية بالأسلحة الثقيلة.

وأوضح مدير تحرير موقع (مأرب برس) أحمد عايض في تصريحات لقناة الجزيرة أن "سبب الانسحاب من أجزاء من العبدية هو نفاد الذخائر والغذاء على المقاتلين حيث انسحبوا من وادي لقطع"، مركز مديرية العبدية، الواقع على أطراف المديرية المحاذية لمديرية قانية التابعة لمحافظة البيضاء.

ونقل عايض رسالة على لسان أبناء العبدية أن المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تقع على التحالف أولا والرئاسة اليمنية ثانيا.

وبهذا التقدم في العبدية يقترب الحوثيون من السيطرة على مركز مديرية الجوبة، الذي يبعد عن مدينة مأرب الغنية بالنفط بنحو 30 كيلومترا، والمدينة هي آخر معاقل الحكومة الشرعية شمالي البلاد، كما أنها معقل الجيش الوطني ومقر وزارة الدفاع.

ووصف نصر الدين عامر، وكيل وزارة الإعلام التابعة للحوثيين، سيطرة الجماعة على مديرية العبدية بأنها جزء مما وصفه بتحرير الأراضي اليمنية.

وقال عامر إن الهدف هو وقف سيطرة القوات الأجنبية ومنع قواتها من احتلال أي جزء من الأراضي اليمنية، على حد تعبيره.

وقد أعلنت السلطات الصحية في مأرب مديرية العبدية منطقة منكوبة، وقالت إنها تعيش مأساة إنسانية نتيجة الحصار، وقصف المستشفى الوحيد فيها من طرف الحوثيين.

وذكرت مصادر محلية أن أكثر من 70 جريحا في مديرية العبدية يعانون أوضاعا حرجة في ظل استمرار منع دخول المؤن الغذائية والدوائية، وأخطرت الحكومة اليمنية يوم الثلاثاء الماضي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمعاناة 35 ألف محاصر من الحوثيين في العبدية، مطالبة بموقف دولي عاجل لفك الحصار.

واعلن التحالف العربي أنه نفذ 32 عملية استهداف لآليات وعناصر مليشيا الحوثي بالعبدية خلال 24 ساعة.

وأوضح التحالف في بيان امس السبت، أن العمليات استهدفت آليات وعناصر مليشيا الحوثي في العبدية خلال 24 ساعة وأسفرت عن مقتل 160 عنصرا حوثيا وتدمير 11 آلية.

وأكد التحالف استمراره في تقديم الدعم والإسناد للجيش الوطني اليمني لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي.

والجمعة، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية تنفيذ 40 عملية استهداف آليات وعناصر مليشيا الحوثي بالعبدية والقرى المحيطة خلال الساعات 24 الماضية.

 

أهالي العبدية: الشرعية خذلتنا وهذا ذنبنا!

وكان أهالي مديرية العبدية في محافظة مأرب قد ناشدوا قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، التدخل العاجل لإنقاذ الجرحى وإمداد المقاتلين وإغاثة 35 ألف مدني، جراء الحصار الذي فرضته مليشيا الحوثي على المديرية منذ أكثر من 20 يوماً على التوالي.

وقال بلاغ متداول صادر عن أهالي مديرية العبدية، إن مديريتهم "محاصرة منذ ٢٠ يوما، بعد أن جمع لها الحوثي أكثر من ١٠٠٠٠ مقاتل، وان معارك ضارية دارت خلال الأيام الماضية على تخوم العبدية، حتى سقطت في نهاية المطاف".

وذكر البلاغ، أن ذنب مديرية العبدية، إنها "رفضت المشروع الإيراني وانحازت لأمتها العربية والإسلامية والحرية والكرامة، ولم تكن يوماً محسوبة على حزب أو جماعة".

ولفت البلاغ، إلى أن هذا النداء الأخوي والإنساني، بالتدخل العاجل، جاء "بعد أن رأينا خذلان قيادات الشرعية والتفرج علينا لأكثر من 20 يوما ونحن تحت الحصار المطبق وقذائف الحوثي ونيرانه".

 

ماذا يعني سقوط مأرب؟

ترى مصادر مختلفة أن مارب لو سقطت بقبضة ميلشيا الحوثي فإن هذا يعني سيطرة الجماعة على كل اليمن، حيث حذر الإعلامي اليمني عبدالله دوبلة من سقوط مأرب بقبضة ميلشيا الحوثي.

وقال ان هذه السيطرة ستكون مقدمة اما لسيطرة ميلشيا الحوثي على اليمن كلها او بداية للتشطير. واكد ان مأرب وانتصارها هو انتصار للوحدة والجمهورية.

واضاف بالقول: "‏ليس مبالغا القول إن مارب تقرر مستقبل اليمن الآن. فانتصارها انتصار للجمهورية، والوحدة، أما هزيمتها، لا قدر الله، فتفتح الباب أمام احتمالين؛ التشطير، أو سيطرة الحوثي على كل اليمن".

وكشفت رئيسة قطاع المرأة بالائتلاف الوطني الجنوبي وسام أبو بكر باسندوة عما سيحدث في حال سقطت مأرب بيد مليشيا الحوثي التي تواصل زحفها للسيطرة على المحافظة.

وقالت باسندوة في تويتر: "‏الأمر لم يعد يحتاج خبراء عسكرية أو سياسية أو حقوقية، فما لم تتحرك مختلف الجبهات لدحر المليشيات الحوثية وتحرير المدن أو أضعف الإيمان تشتيتهم  فسيتساقط ما بقي من مناطق محررة".

وتحدثت باسندوة عن سقوط مديرية العبدية بيد الحوثي قائلة: "الطيران ومقتل مئات الحوثيين وحده لن يكفي، فالحرب التي تقاد بالدفاع لا تجدي".

وقال القيادي البارز في المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي إن ميليشيات الحوثي اسقطت العبدية وغدا سيسقطون ما تبقى من الجبهات بذات الطريقة وبذات الثمن المر.

وكتب الجعدي في تغريدة بتويتر: "سقطت العبدية بعد صمود شهر ونيف".

وأضاف "تتكرر مأساة حجور في أكثر من صورة، وتسلم وتسقط المناطق تباعا في براثن إيران وأدواتها".

وأشار الجعدي إلى ان "التعويل على ما يسمى بالجيش الوطني وقياداته أصبح أمرا غير مجد".

واختتم بقوله: "فغدا سيسقطون ما تبقى من جبهات بذات الطريقة وبذات الثمن المر!".

 

القوة التفاوضية للحوثيين ستختلف

قال الباحث السياسي ماجد الداعري إن انعكاسات سقوط مأرب بيد الحوثيين إذا ما تمكنوا من ذلك لن تقتصر على الجنوب فقط وإنما ستطال أيضا كل مناطق اليمن والإقليم والمنطقة "لأن موقف الحوثيين وقوتهم الاقتصادية والتفاوضية سيختلفان كثيرا عما قبل مأرب التي خسرت فيها الشرعية آخر معقل لها وللتحالف شمالا".

وتوقع الداعري في تصريح له أن يزج الجنوبيون بكل قواتهم وعتادهم نحو شبوة وحضرموت والمناطق الحدودية ليبدأ النفير العام والاستعداد لمعركة مصيرية فاصلة مع الحوثيين.

الحوثي يصرح بعد السيطرة على العبدية

نشر وزير الإعلام التابع لمليشيا الحوثي الانقلابية المدعو يحيى الشامي تغريدة بعد سيطرتهم على مديرية العبدية بمحافظة مأرب، قال فيها: ".. أبلغوا المبعوث الأممي بأنه لم يعد هناك ضرورة للتباكي على ما أعلنوه من حصار العبدية بمأرب فقد قمنا بالواجب وفكينا الحصار وأنقذنا المواطنين ممن استخدموهم دروعا بشرية".

 

لماذا فرح البعض بسقوط العبدية؟

تساءل الكاتب السعودي عبدالله ال هتيلة عن اسباب فرح بعض اليمنيين بسقوط اجزاء من محافظة مأرب بيد الحوثيين.  ودعا ال هتيلة لمعرفة اسباب هذا السقوط.

واضاف بالقول: "‏من أسقط مديرية  العبدية بيد المليشيات الحوثية الإيرانية، ولماذا يرقص البعض من اليمنيين فرحاً بسقوطها، ومن هم، وكيف يجب ‎التعاطي معهم مستقبلاً؟!.

 

هل هناك دولة عميقة في ‎مأرب؟

توقع الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي الدكتور زايد العُمري عدم تهدئة الوضع الحالي في عموم محافظات الجمهورية اليمنية التي تشهد فوضى أمنية عارمة وحروبا متواصلة.

وقال العمري في تدوينة له بتويتر: "في اليمن دولة عميقة إخوانية حوثية يتواجدون في ‎مأرب ويشكلون جبهة واحدة عدوهم الشرعية والانتقالي". وأردف قائلاً: "هؤلاء تجدهم يقاتلون صباحاً باسم الحوثي ومساءً باسم الإخوان هم العدو فاحذروهم قاتلهم الله".

وتابع: "ولن يهدأ الوضع في اليمن إلا بالقضاء عليهم فاتعظوا يا أولي الألباب."

ومنذ أسابيع، تشهد المديريات الجنوبية من محافظة مأرب النفطية الاستراتيجية معارك هي الأعنف بين قوات الجيش اليمني مسنودة بقوات التحالف بقيادة السعودية من جهة، ومسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران من جهة ثانية، خلفت خسائر مادية وبشرية كبيرة لدى كلا الطرفين، إلى جانب مدنيين.

ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.