عطوان يخرج عن صمته ويعلنها مدوية هذا هو الزعيم العربي الوحيد الذي يرعب اسرائيل.. تعرف عليه
الاربعاء 9 يونيو 2021 الساعة 02:18
![]() عبدالباري عطوان: إسرائيل تعيش هذه الأيام حالة من الرعب وانعدام الوزن غير مسبوقة، فهي تواجه حربا نفسية شرسة تشنها حاليا حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بطرق عملية متطورة استكمالا لانتصارها الصاروخي الكبير في حرب غزة الأخيرة، وتفقد سيطرتها تدريجيا، وبشكل متسارع، على مدينة القدس المحتلة، والقسم الشرقي منها على وجه الخصوص. فعندما تلغي الشرطة الإسرائيلية اليوم الاثنين مسيرة الاعلام السنوية الاستفزازية، وتبلغ منظميها بأنها لن تسمح بإنطلاقها يوم الخميس المقبل في المدينة المقدسة مرورا بباب العامود، وانتهاء بحائط البراق، فهذا يعني رضوخ الحكومة، ونتنياهو شخصيا لتهديدات المجاهد يحيى السنوار، قائد حركة “حماس” في قطاع غزة، ورفاقه في غرفة القيادة المشتركة لفصائل المقاومة التي قال فيها ان الصواريخ ستقصف “المدن الإسرائيلية” مجددا وبشكل اكبر في حال حدوث أي اقتحامات او تجاوزات في القدس المحتلة واقصاها واحيائها.
فرحة الإسرائيليين بتوحيد القدس وتحويلها الى عاصمة موحدة، ونقل السفارة الامريكية اليها كهدية من دونالد ترامب، تبخرت بسرعة، وبعد اقل من ستة اشهر من خروجه من البيت الأبيض مهزوما، وبات الفلسطينيون هم أصحاب الكلمة العليا في المدينة المقدسة منذ احتلالها في حزيران عام 1967، وهذه قد تكون مجرد البداية فقط. الإسرائيليون افاقوا يوم امس على برنامج بثته قناة “الجزيرة” فريد من نوعه يكشف عن شبكة انفاق لحركة “حماس” ومقتليها تحت الأرض، يمتد بعضها الى مدن للمستوطنين في العمق الفلسطيني المحتل في غلاف القطاع، وظهور جنديين إسرائيليين اسرى بالصوت والصورة يستجديان حكومة بلادهما انقاذ حياتهما، والموافقة على شروط صفقة تبادل الاسرى المطروحة في المفاوضات.
في آخر لقاء لي مع الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات في تونس،، وقبل أيام معدودة من عودته الى قطاع غزة صيف عام 1994، طلب مني ان نتمشى وحدنا خارج مكتبه في حي “يوغرته”، وكان الجو جميلا ومنعشا في تلك الليلة الصيفية، وبعد ان ابتعدنا عن المقر، لعله كان يريد تجنب أجهزة التصنت، والبعد عن عيون العسس، قال لي بالحرف الواحد “اعرف يا عباري انك تعارض اتفاقات أوسلو، وتعتقد انها مصيدة إسرائيلية للمقاومة ونزعا لسلاحها، وانا اتفهم جميع مخاوفك، ولكن أؤكد لك اننا ذاهبون الى هناك من اجل التقاط الانفاس واحياء المقاومة انطلاقا من داخل ارضنا، وفك الارتباط مع الحكومات العربية، وصدقاتها المذلة، والاعتماد كليا على النفس، وسترى فلسطين كل فلسطين ستتحرر، ليس في زماني، ولكن في زمانك، وسترى اليهود يهربون منها الى البلاد التي جاءوا منها، ولكن في زمانك، ولا تنقل هذا الكلام عن لساني في حياتي ولك الحرية بعد مماتي”. اعترف بأنني لم اقتنع بكلام الرئيس الراحل عرفات، ولم اتحمس لنبوءته هذه، وزادت قناعتي هذه بعد مجيء الرئيس محمود عباس الى قمة السلطة مكانه، وايمانه بالتنسيق الأمني “المقدس”، وتعهده بعدم اطلاق رصاصة واحدة من الضفة ضد الاحتلال، وتباهيه بتفتيش حقائب الفتيات والفتيان في المدارس ومصادرة ما بها من سكاكين، ولكن الآن، وبعد ان شاهدنا صواريخ المقاومة تنتصر في حرب غزة الأخيرة، ويهرع اكثر من 6 ملايين إسرائيلي الى الملاجئ تحت الأرض ايثارا للسلامة بما في ذلك نتنياهو وطاقم حكومته، ويغادر بيني غانتس وزير الحرب الإسرائيلي الى واشنطن واستجداء لدفعة كبيرة من صواريخ القبب الحديدية التي “نفد” مخزونها تقريبا بعد 11 يوما من حرب غزة، بت على قناعة راسخة بأن الدولة الإسرائيلية تتفكك بشكل متسارع، وانني سأعود الى بلدتي اسدود (اشدود الآن)، واقوم ببناء كوخا صغيرا على شاطئ بحرها، امضي فيه ما تبقى من حياتي، وقولوا “ان شاء الله”.. والأيام بيننا
المصدر: رأي اليوم |
أخترنا لكم
![]() الأكثر زيارة
|