ورد للتو : قوات ضخمة لـالحوثي عمدت على تغيير خطتها واللجوء لهذه "الخدعة" في جبهة مارب.. وحدثت "المفاجأة" من أكبر وأشرس قبائل اليمن
الخميس 3 سبتمبر 2020 الساعة 21:17

استخدام الحوثيين لسلاح الاتصالات في المعارك التي يخوضونها ضد القوات الحكومية في أكثر من محافظة يمنية.

أصبح حجب شبكات الإنترنت والهاتف المحمول في ساحة المعركة جزءاً طبيعياً من حرب الحوثيين - وهو سلاح صقله الرئيس السابق صالح واللواء علي محسن الأحمر خلال حروب صعدة.

 

في 22 يناير/كانون الثاني، بعد أربعة أيام من هجوم صاروخي نفذ من قبل الحوثيين أسفر عن مقتل أكثر من 110 جنديا حكومياً في معسكر تدريب للجيش على مشارف مدينة مأرب، أمر مسؤولو الاستخبارات الحوثية شركات الاتصالات الرئيسية في اليمن بقطع شبكات الإنترنت والهاتف المحمول في مساحات واسعة من أراضي خط المواجهة القريبة من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون.

 

الأوامر التي صدرت عبر إيميلات تم إرسالها إلى مجموعة صغيرة من العاملين في إحدى شركات الاتصالات وفي رسالة البريد الإلكتروني، اطلع عليها المصدر أونلاين، بنسخته الانجليزية، ذكرت الأوامر ثلاث مناطق في محافظة صنعاء، ومنطقتين في محافظة مأرب، وخمس مناطق في محافظة الجوف، و"جميع المواقع المطلة على مناطق المواجهة".

 

ولأن القوات الحكومية والقبلية التي تقاتل الحوثيين تعتمد بشكل كبير على خدمات شركات الاتصالات المركزية التي تتخذ من صنعاء مقراً لها للتواصل، فقد تمكن الحوثيون من حجب شبكات الإنترنت والموبايل لتحقيق ميزة عسكرية. كما أن انقطاع الاتصالات يحد من تدفق المعلومات بين المدنيين، مما يسمح للحوثيين بتشكيل روايات وشائعات مضللة عن مسار الحرب.

 

لم يتم رفع الحصار عن الاتصالات حتى أوائل مارس/ آذار، وفي ذلك الوقت كان الحوثيون قد عززوا سيطرتهم على العديد من المواقع التي وردت في البريد الإلكتروني لقطع الاتصالات عنها – والأهم من ذلك، "الحزم" عاصمة الجوف – وفقاً لسكان المناطق المتضررة وعامل اتصالات تلقى البريد الإلكتروني.

 

ومنذ ذلك الحين، وضعت جماعة الحوثيين نصب عينيها مأرب الغنية بالنفط – وفي الأسابيع الأخيرة، استأنفت قطع شبكات الاتصالات في مناطق هناك.

 

وقال المسؤول الاعلامي لحزب الاصلاح علي الجرادي "‏متى تتجاسر حكومة الشرعية اليمنية بتحرير شبكة الاتصالات من سيطرة مليشيات الحوثي ؟
هل هذه الخطوة الضرورية في معركة المصير تستحق أن نسمع إجابة مقنعة عن السبب في تعطيل مثل هذا الإجراء الذي يرفد خزينة المليشيات ب٩٥مليار ريال؟ والأخطر أن من يستخدمها في مناطق الشرعية تحت رقابة الحوثي".

 

وفي ظل محاولة الحوثيون الاستيلاء على مدينة مأرب بالقوة، أصبح حجب الاتصالات جزءاً في هذه المعركة. ومن شأن القيام بذلك أن يقلل من قدرة الجيش والقبائل والمدنيين على تنظيم الدفاع عن المدينة التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة. وعلى غرار ما حدث في عاصمة الجوف، فإن انقطاع الاتصالات عن مدينة مأرب من شأنه أن يؤجج الفوضى ويؤدي الى نزوح السكان من المدينة الصحراوية عبر الطرق السريعة.

اخبار التغيير برس
وتمت عمليات قطع الانترنت والاتصالات في الجوف على خطوات. في 23 يناير/كانون الثاني، توقفت شبكات الهاتف المحمول الرئيسية الثلاث في البلاد – ام تي ان وسبأفون ويمن موبايل - عن العمل في جميع أنحاء المحافظة. وبعد أقل من 10 أيام، دخلت اتصالات الإنترنت الارضية ضمن عملية القطع، وقطعت الهواتف الأرضية في 14 فبراير/شباط. ولم تعد أي من هذه الخدمات حتى سقوط مدينة الحزم في بداية مارس/آذار، وفقاً لمدير مكتب الإعلام في المحافظة يحيى قمع.

في أوقات مختلفة خلال فترة انقطاع الاتصالات التي استمرت شهراً في الحزم، كانت شبكات الهاتف المحمول تعمل لفترة وجيزة، وأفاد السكان بأنهم تلقوا مكالمات من أشخاص وصفوهم بأنهم موالون للحوثيين يقدمون تحديثات مضللة حول الاشتباكات الجارية.

وقال قمع"إنهم ينشرون شائعات عن سقوط مواقع رئيسية في الجوف واستهداف قيادات حكومية"، مشيراً إلى أن التضليل ساهم في الشعور العام بالذعر مع نزوح عشرات الآلاف من أبناء المحافظة.

وأفاد آخرون في "الحزم" بضربات صاروخية حوثية عندما كانت الشبكات المتنقلة تعيد الاتصال لفترة وجيزة، ويؤكدون أن المتمردين يستخدمون تكنولوجيا تحديد المواقع الخاصة بالهواتف الخليوية لتوجيه الصواريخ.

واضاف "كنا نواجه ميليشيا بقدرات دولة".

يساعد انقطاع الاتصالات في تفسير سبب سقوط المدن الاستراتيجية والمواقع العسكرية التي كانت الحكومة المعترف بها دولياً والحلفاء القبليون الذين كانوا يسيطرون عليها منذ عام 2016 بهذه السرعة.

وبصرف النظر عن الاستخدام المحدود لأجهزة اللاسلكي من قبل وحدات الجيش، تعتمد عناصر القوات الحكومية إلى حد كبير على البنية التحتية للإنترنت والاتصالات المتمركزة في صنعاء للتواصل.

قال العديد من القادة إن الحصول على أدوات اتصال عسكرية متطورة كان أحد أهم طلبات الجيش اليمني التي تجاهلها التحالف.

منذ سقوط الحزم، كثف المقاتلون القبليون دورهم في الخطوط الأمامية للدفاع عن مأرب الى جانب الجيش، وكثفت المقاتلات السعودية غاراتها الجوية إلى مستويات لم تشهدها منذ منتصف عام 2018. وقد أدت الجهود المشتركة إلى إبطاء تقدم الحوثيين إلى الأطراف الشمالية والغربية من مأرب.

في منتصف أبريل/نيسان، منع الحوثيون شبكات الإنترنت والهاتف المحمول في ثلاث مناطق شمال غرب مأرب التي تؤدي عبرها الطرق السريعة الرئيسية من صنعاء والجوف إلى مدينة مأرب، مما يشير إلى تجدد محاولات التقدم نحو أحد أهم معاقل الحكومة.