شاهد بالفيديو : أرض بلا رجال.. "القرية الملعونة" للنساء المطلقات فقط في مصر
الاربعاء 16 اكتوبر 2019 الساعة 12:41

"السماحة" قرية لا تعيش بها سوى النساء، كانت ملاذا للأرامل والمطلقات، لحمايتهن من قسوة مجتمعاتهن، ولبناء حياة جديدة تليق برفع المعاناة عنهن، لكن الصورة الوردية تطل مطبوعة بكتب الحكايات الحالمة، فواقع هؤلاء أكثر قسوة مما تخيلن وتمنين حينما انتقلن لتلك القرية قبل سنوات.

في تقرير نشرته صحيفة "الموندو" الإسبانية، قال الكاتب فرانسيسكو كاريون إن فائزة إسماعيل من أوائل النساء اللاتي جئن للعيش في قرية السماحة التي تبعد بنحو 120 كيلومترا عن مدينة أسوان (جنوب مصر).

اقراء ايضاً :

وتعج هذه القرية بالمنازل المتواضعة التي بنيت منذ حوالي ثلاثة عقود لتوفير حياة جديدة للنساء المطلقات والأرامل.

وأفادت فائزة بأنها جاءت إلى القرية منذ 18 سنة بعد أن توفي زوجها وكان برفقتها طفلان، وتابعت قائلة "لا أحد يستمع إلينا، نحن نشعر بالوحدة". وقد أجمعت بقية النساء اللاتي كن برفقتها على كلامها. وتقع القرية في منطقة صحراوية تبعد حوالي ألف كيلومتر عن القاهرة.

وأضاف الكاتب أن نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وضع في أوائل التسعينيات من القرن الماضي برنامجا رائدا لتوسيع الأراضي الصالحة للزراعة في بلد مكتظ بالسكان في حوض النيل.

من هذا المنطلق، أنشأ النظام المصري قرية السماحة في منطقة صحراوية كمشروع رائد مكرس لتجميع النساء العاجزات عن العيش بمفردهن. وتعتبر السماحة أول مقاطعة ريفية في مصر تدير شؤونها اليد العاملة النسوية بشكل كامل، حيث أكدت فائزة أن "الحكومة منحت النساء في القرية أراضي للزراعة والسكن".

صحراء قاحلة 
وأشار الكاتب إلى أن وزارة الزراعة منحت النساء حوالي ستة فدادين من الأرض (أي ما يعادل 2.4 هكتار) في ضواحي القرية، علما بأن هذه الهبة لم تكن أمرا مفيدا جدا بالنسبة للنساء. فهذه الأراضي كانت قاحلة ولم تُحرث مطلقا من قبل، لذلك كان ينبغي على نساء القرية بذل مجهود مضاعف للعمل فيها، خاصة في ظل المصاعب الاقتصادية التي يعشنها. وتعليقا على هذه المسألة، تقول فائزة "بدأنا العمل في الزراعة بموارد قليلة للغاية، وكان ينبغي علينا اقتراض أموال لشراء الأسمدة والمواد".

وأورد الكاتب أن القمح والقرنفل نبت في أراضي قرية السماحة بفضل المجهودات الجبارة التي بذلتها النساء في العمل. وقد حظرت الحكومة عليهن زراعة قصب السكر، لأن مدينة أسوان القريبة من القرية تنتجه بكثرة.

من ناحية أخرى، بقي مشروع قرية السماحة قائما بفضل الدولة وإرادة وتضحيات النساء إلى أن أصبحت المساعدات الحكومية شحيحة. وقد اقتصرت الخدمات العمومية التي توفرها السلطات لأهالي القرية على مدرسة صغيرة وغرفة فحص متواضعة لا تفتح أبوابها سوى في بعض أيام الأسبوع.

صرحت إحدى قاطنات القرية، تدعى ريم، "جئت إلى القرية منذ 15 سنة وقد أصبح الوضع اليوم أسوأ بكثير مما كان عليه في السابق". وتعتبر ريم من بين النساء القلائل اللاتي وافقن على التحدث عن تجربة العيش في القرية، حيث أفادت "أنا أكسب قوتي من تربية الحيوانات والمهام الزراعية، ولكن الوضعية التي تمر بها القرية فظيعة". وتابعت ريم قائلة "نحن نفتقر للمياه الصالحة للشرب والوصول إلى الاستشارات الطبية فضلا عن محدودية خدمات التعليم في القرية". 

 

 

 

الأكثر زيارة