البنك الدولي: خيارات حكومة الوفاق الاقتصادية "صعبة" ورفع الدعم عن المشتقات النفطية متروك لها
الاثنين 19 مايو 2014 الساعة 20:50
اقراء ايضاً :
> اليمن السعيد - صنعاء - متابعات
 
أكد مدير مكتب البنك الدولي وائل زقوت، إن خيارات الحكومة اليمنية "صعبة" لتحقيق التوازن في الموازنة العامة، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصاد دي
"ليس جيدا".
 
وقال زقوت في مقال نشر على الموقع الرسمي للبنك الدولي في شبكة الانترنت، بعنوان "ماذا بعد اجتماع اصدقاء اليمن" "رغم التحسن النسبي على مستوى الاقتصادي الكلي في عام 2012 الناجم عن المنح النفطية من دول مجلس التعاون الخليجي، بدأ الاقتصاد يتراجع عام 2013 وخلال الأشهر الأولى من عام 2014.
 
وأضاف "ومع التفجيرات المتكررة لخطوط أنابيب النفط والغاز، خسرت الحكومة ايرادات قيّمة نتج عنها ضغط جدي على ميزانية الحكومة. وبالتالي زادت صعوبة تحقيق التوازن في الموازنة العامة".
 
وتابع "لتحقيق التوازن في الموازنة العامة، تحتاج الحكومة إلى حزمة من الإصلاحات تشمل زيادة الايرادات وخفض النفقات. وتستطيع الحكومة زيادة الايرادات من خلال حماية أنابيب النفط والغاز وزيادة تحصيل الوعاء الضريبي ( دون زيادة نسبة الضريبة)".
 
وقال "يمكن خفض النفقات من خلال القضاء على الأسماء الوهمية في كشوفات الرواتب الحكومية وكذلك الازدواج الوظيفي، وترشيد الإنفاق الحكومي، وخفض النفقات الضخمة لكبار المسؤولين في الحكومة، وإصلاح الدعم غير الهادف للديزل والبنزين. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج الحكومة إلى أن تكون جادة في محاربة الفساد".
 
وأوضح أنه "على الرغم من أن إصلاح دعم الديزل والبنزين هو أحد سبل الإصلاح، إلا أنه لا ينبغي أن يتم بمعزل عن اصلاحات أخرى، بل عليه أن يكون جزءاً من حزمة متكاملة".
 
وأشار إلى أنه "يتوجب على الحكومة وضع آلية لمساعدة الفقراء الذين سيتأثرون نتيجة إصلاح دعم أسعار المشتقات النفطية، وخاصة الفئات الأشد فقراً الذين يستفيدون من صندوق الرعاية الاجتماعية".
 
ونفى زقوت أن يكون البنك الدولي اشترط على اليمن تطبيق إصلاحات سعرية لتوفير الدعم له أو تقديم المنح.
 
وقال "في الواقع، فإن موقفنا في هذا الصدد كان وما زال واضحاً، ومسألة رفع الدعم هو خيار متروك تماماً للحكومة، وسيواصل البنك الدولي دعمه للشعب اليمني بصورة مستقلة عن ذلك".
 
وأضاف "ففي حين أن مواجهة الحكومة للضغوط المالية على المدى القصير يعتبر أمراً هاماً، إلا أنها تحتاج إلى إجراء إصلاحات جادة لتحسين الخدمات وتعزيز النمو مما سيؤدي إلى خلق فرص عمل جيدة"، مشيرا إلى أن "الترتيبات الخاصة بهذه الإصلاحات معروفة جيداً، لكنها تحتاج إلى قيادة قوية والتزام واضح وقرار بوضع مصلحة الشعب فوق أي اعتبار وفي هذا الإطار نرى أن دولاً عدة نجحت في ذلك، وأنا أثق تماماً بأن لليمن القدرة على تحقيق هذا الهدف".
 
ونوه إلى أن "اختتام مؤتمر الحوار الوطني التاريخي، يعتبر فرصة لليمن لتغيير اتجاه البلاد رغم التحديات الجمة، السياسية منها والأمنية والاقتصادية"، لافتا إلى أن "الموافقة والاجماع غير المسبوقين  على مخرجات الحوار الوطني  يؤكدان على عزيمة  الشعب اليمني لاستكمال عملية الانتقال السلمي".
 
واختتم زقوت مقاله بالقول "على الرغم من أن أصدقاء اليمن سيستمرون في دعمه خلال السنوات المقبلة للتغلب على التحديات الهائلة الماثلة أمامه، إلا أن على الحكومة تولي زمام القيادة. فاليمنيون وحدهم قادرون على قيادة السفينة، وما بوسع الآخرين سوى الدفع بها إلى الأمام".