أبدى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، استعداده لزيارة الرياض "غداً شريطة تغيير سياستها". وجاء تصريح ظريف، خلال مقابلة تلفزيونية، ورداً على سؤال بشأن إمكانية زيارته السعودية، التي تتهم بلاده بتأجيج التوتر والتدخل في شؤون المنطقة.
وقال ظريف في هذا الصدد: "إذا ?ان لد? الح?ومة السعود?ة الاستعداد لتغ??ر س?استها، فبإم?اني أن أ?ون في الر?اض ?وم غد".
وتطرق ظريف إلى جولته الإقليمية التي أجراها مؤخراً إلى دول آسيوية والعراق، وكذلك الزيارات التي أجراها نائبه عباس عراقجي، إلى قطر وسلطنة عمان والكويت، الأسبوع الماضي، في ظل التصعيد الإيراني الأميركي، والذي بدأ منذ انسحاب إدارة دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وتصاعد مع تعزيز واشنطن لوجودها العسكري في المنطقة.
وأرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن"، وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخبارية حول استعدادات محتملة من قبل إيران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأميركية.
وحول أبرز نقاط رسالة الجولتين اللتين قام بهما مؤخراً، قال وزير الخارجية الإيراني إنها "الدعوة إل? الحوار مع الدول الإقل?م?ة، والتوق?ع عل? معاهدة عدم الاعتداء".
وأوضح ظريف أن "الهدف من الحوار مع الدول الجارة في حق?قة الأمر هو طرح الوقائع، وما هي وجهات نظرنا مقابل إ?جاد التوتّر من قبل أميركا، وما هي طر?قة الحلّ للخروج من هذا الوضع، إضافة إل? طر?قة الحلّ للمنطقة".
وفيما شدد وزير الخارجية الإيراني على انفتاح بلاده عل? جم?ع دول الخليج، قال إن "ثلاث دول منها اختارت للأسف طر?قاً آخر، وإذا لم ?سافر عراقجي إل? هذه الدول، فهذا الأمر ل?س خ?ارنا نحن، بل خ?ار تلك الدول التي فضّلت مس?راً آخر"، في إشارة ضمنية إلى الإمارات والسعودية والبحرين.
وأكد ظريف أن "إيران ملتزمة بالسلم ما لم تفرض عليها الحرب"، مشيراً إلى أن بلاده "في ذروة قوّتها في المنطقة"، والضغوط الأميركية تعود لـ"قلق الولايات المتحدة" من هذه القوة.
وكشف ظريف في مقابلته، أنه عقب انتهاء المفاوضات النووية السابقة، رفضت طهران الدخول في حوار مع واشنطن بشأن المنطقة، وأكدت أن الحوار سيكون مع دولها فقط، قبل أن "يعلن محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي) أنه لا حوار بيننا وبين إيران، وسوف ننقل المعركة إلى داخل إيران".
وعن الظروف التي تمهد للحوار بين إيران والولايات المتحدة، قال وزير الخارجية الايراني: "اتّخاذ القرار بشأن هذا الموضوع ?جب أن ?تمّ من خلال أعل? المستو?ات في البلاد". وأضاف: "نحن نقول إنّ الشرط الأساسي أن ??ون للحوار معن?، بالتزام الطرف الآخر بما تعهّد به".
وتابع: "نحن حاورنا أمير?ا لشهور عدة. لم تنجح الإدارة الأمير??ة بالإلتزام بما تعهّدت به، والأميرك?ون لن ?حصلوا عل? اتّفاق?ة أفضل من هذه (الموقعة عام 2015) في المجال النووي وفي أيّ زمان".
وتطرق ظريف إلى خطة السلام الأميركية المزمع طرحها عقب شهر رمضان لحلّ القضية الفلسطينية، والمعروقة باسم "صفقة القرن"، والتي تهدف في الواقع إلى تصفية القضية الفلطسينية، رأى ظريف، أن الصفقة "ستتحوّل إل? إفلاس القرن بسبب مقاومة الشعوب"، مؤكداً أن بلاده ترفضها تماما.
وجدد وزير الخارجية الإيراني مقترح بلاده لوقف الحرب في اليمن، قائلاً إن "الاقتراح الذي قدّمناه قبل أربع سنوات من أجل ا?قاف الحرب في ال?من لا ?زال هو نفسه، و?تمثّل في وقف إطلاق النار الفوري وإرسال المساعدات الإنسان?ة وق?ام ح?ومة موسّعة في ال?من تضم جميع المجموعات، ومن ثمّ إجراء الانتخابات".
وحول احتمالات المواجهة العسكرية في المنطقة، حذر ظريف من أن "ايران تمتلك قوة عالية في الوقت الحالي، وأن أي مواجهة مع طهران ستنعكس سلباً على الدول التي تدفع واشنطن بهذا الاتجاه". كما اعتبر أنه يجب "أن تتوقف واشنطن عن ممارسة الإرهاب الاقتصادي والتهديد وسياسة البلطجة"، مضيفاً "نمتلك في الوقت الحالي قوة دفاعية عالية وبإمكاننا مواجهة أي خطر".