من دون استخدام احتياطي الدولار... كيف مولت سوريا احتياجاتها الضخمة في السنوات الأخيرة
الاربعاء 22 مايو 2019 الساعة 06:15
أكد رئيس الوزراء السوري عماد خميس أن الحكومة السورية الحالية أمنت تمويل احتياجات البلاد من النفط وباقي الاحتياجات من دون أن تستخدم احتياطي النقد الأجنبي (الدولار)، بينما استخدمت الحكومة السابقة 17 مليار دولار خلال عامي 2012 و2013. نقلت صحيفة "الوطن" السورية عن رئيس الوزراء السوري إشارته خلال اليوم الثاني من الدورة الثالثة عشرة للمجلس العام لاتحاد نقابات العمال إلى أن سوريا تحتاج لنحو 200 مليون دولار أمريكي شهرياً للنفط، و400 مليون دولار سنوياً للحبوب، في وقت كانت الموارد أقرب إلى الصفر"
حيث ارتفعت في السنوات الماضية تحويلات السوريين من الخارج إلى داخل سوريا وخاصة أن هناك أعداد كبيرة من المغتربين السوريين، ومن ناحية أخرى تحسن واقع الصادرات السورية قليلا في السنوات الثلاثة الأخيرة (وهي التي تعتبر أهم مصدر محلي لتأمين القطع الأجنبي)، بالإضافة إلى أن تحسن الإنتاج الزراعي والصناعي في سوريا بعد تحرير الكثير من المناطق السورية أدى إلى تخفيف فواتير الاستيراد لبعض المواد وخاصة بعد إطلاق الدولة السورية لحملة كبيرة لإنهاء ظاهرة التهريب كليا. وفي العام الماضي، وعلى الصعيد التجاري، كان رئيس الوزراء السوري عماد خميس قد أكد أن "الحكومة عملت على معالجة واقع إجازات الاستيراد لتصب في المصلحة الوطنية، ومن ناحية أخرى أشار أن قيمة الصادرات بلغت عام 2015 نحو 574 مليون دولار، وعام 2016 نحو 629 مليون دولار، وعام 2017 نحو 700 مليون دولار أي بحسبة بسيطة نجد أن إجمالي التجارة الخارجية لسورية عام 2017 نحو 4.9 مليارات دولار وأكثر من 86 بالمئة منها مستوردات. كما أشار إلى زيادة رقعة انتشار الصادرات من 80 دولة عام 2016 إلى 105 دول عام 2017، كما تم في عام 2017 دعم عشرة معارض داخلية وخارجية، وتوقيع الكثير من العقود. إلا أن رقم 700 مليون دولار أو حتى مليار دولار فهو ضئيل بالمقارنة مع 12 مليار دولار صادرات سوريا عام 2010 بحسب تقارير سورية. أما اليوم، وبحسب "سانا"، فقد ذكرت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في بيان لها أن المنحنى البياني للكميات المصدرة من المنتجات السورية إلى الخارج بالارتفاع واتساع خارطة الدول التي تستقبل المنتجات السورية، حيث باتت البضائع والسلع السورية تصل إلى ما يقرب من 100 دولة حول العالم، ما يعني نجاح المنتج السوري بالنفاذ إلى الأسواق التي انقطع عنها لفترة وبالتالي إعادة استحواذه على أسواقه التقليدية السابقة. وأوضحت الوزارة أنها تعمل على صعيد التجارة الخارجية ضمن محورين اثنين أولهما الاستيراد بحيث تكون المستوردات تدعم الإنتاج المحلي الصناعي والزراعي بالإضافة إلى الأساسيات. أما المحور الثاني فهو التصدير، وكشفت الوزارة عن ارتفاع الكميات المصدرة في العام السابق 2018 قياساً بنظيرتها في العام الأسبق 2017 لتصل بالحجم إلى أكثر من 1.250 مليون طن، منوهة بافتتاح المركز الدائم للصادرات السورية في مدينة المعارض بدمشق. أما بالنسبة للحوالات النقدية من خارج سوريا فهي أصبحت تشكل رافدا قويا للاقتصاد السوري، فبحسب تقرير نشر في العام الماضي، فإن تقديرات البنك الدولي لتحويلات المغتربين باتجاه سوريا في عام 2016 بلغ نحو 1.62 مليار دولار أميركي، أي نحو 737 مليار ليرة سورية على أساس سعر صرف 455 ليرة للدولار الأميركي، أي بمعدل وسطي قدره 4.5 ملايين دولار يومياً، وحافظ عليه دون تغيير حتى عام 2017.
وبهذا الصدد، قال رئيس جمعية العلوم الاقتصادية في اللاذقية الدكتور سنان ديب لوكالة "سبوتنيك": "قدرت الأموال المصروفة من الاحتياطي النقدي المصرح عنه عدا الذهب البالغ ١٩ مليار دولار لبداية 2014 بحوالي 15 مليار بجانبين الأول لتمويل متطلبات الدولة عبر برامج الحكومة و عبر الموازنة الموضوعة والثاني هي سياسات المركزي في ضخ العملة الصعبة بالسوق عبر عمليات معلن عنها أو عبر المصارف الخاصة و مكاتب الصرافة". واعتبر أن "التصريحات الحكومية حول عدم استخدام الاحتياطي من الدولار هي منطقية من اتجاهين الأول سياسة الترشيد للاستهلاك والتي اتبعتها الحكومة بأولويات الجيش والوقود والأدوية والأغذية وبالتالي أغلقت صنبور مخرب كان يضخ العملة الصعبة للسوق وفق عمليات ليست دقيقة وكذلك تمويلات ليست بمكانها كشفت لاحقا مما أدى لانخفاض بالاحتياطي المقدر و بالتالي أصبحت التحويلات المتزايدة والتي قدرت بين 1.5 إلى 2 مليار دولار بالإضافة لجهود ذاتية لبعض الأشخاص ممن يستوردون ويؤمنون المواد الاساسية الوقود و القمح بالإضافة إلى جزء كان يؤمن عبر خطوط الائتمان مع الدول الصديقة والتي هي دين مؤجل وهذا ما أدى للحفاظ على الاحتياطي و تأمين الحاجات الضرورية وهو ما يؤكد رؤيتنا أن الارتفاع بسعر الصرف الحالي غير طبيعي وهو نتيجة مضاربات وهمية و اللعب على الحالة النفسية و التهويل الاعلامي". يضاف إلى تحويلات المغتربين وعائدات التصدير، بعض القطاعات الأخرى، مثل عوائد السياحة وما ينفقه السياح القادمون إلى سوريا، بالإضافة إلى عوائد العبور البري والجوي، ويضاف لكل ما ذكرناه الإيرادات الحكومية السورية بالعملة المحلية والتي تأتي من عوائد مؤسسات القطاع العام وعوائد الضرائب المباشرة وغير المباشرة والتي تشكل أيضا رافدا هاما من روافد خزينة الدولة والذي اعتمدت عليه الحكومة السورية. |
أخترنا لكم
الأكثر زيارة
|