بعد اعتقالها مخمورة في بريطانيا وضعت اللوم على السعودية
الجمعة 22 مارس 2019 الساعة 19:11

بعد إيقافها لتجاوزها السرعة المحددة في إحدى الطرقات في الساعة الثالثة مساءً، توسلت أم لطفلين أمام محكمة بريطانية بأن لا تسجن مدعية أنها كانت تعاني في العيش في السعودية كما ورد في صحيفة "مانشستر إيفننج نيوز".

وقالت كاثي باكوس، البالغة من العمر 50 عامًا، إنها لجأت إلى تناول الخمور فرارًا من الواقع المرير الذي عاشته على مدى 12 شهرًا في السعودية، حيث عملت كمعلمة للطبخ وصناعة الشوكولاتة في جدة.

وصُدم شاهد العيان عندما رأى السيدة باكس وهي تشق طريقها بصعوبة بسيارتها من طراز فوكسهول أسترا في أحد شوارع ورسلي وسقوطها على غطاء محرك مركبتها بعد أن توقفت أمام منزلها.

وعند وصول الشرطة إلى منزله، كانت في حالة غير طبيعية وتجد صعوبة في الوقوف والحديث بشكل ثابت ومتزن.

وقال الشاهد لرجال الشرطة في وقتٍ لاحق: "أنا لا أعلم كيف أنها لم تتسبب في قتل شخصٍ ما".

كمية عالية من الكحول

وأظهر اختبار قياس مقدار الكحول في النفس الذي أجري للسيدة باكوس أنها كانت قد شربت كمية عالية من الكحول فاقت بكثير النسبة المسموح بها.

 

واكتفت المحكمة بفرض عقوبة السجن مع وقف التنفيذ في حق السيدة باكس وحرمانها من القيادة ثلاث سنوات.

وقال القاضي إنه خفف العقوبة لأنها ترعى طفلين وكان تبريرها أنها قد لجأت إلى الكحول جراء "معاناتها في العيش كأنثى" في جدة لأنه يمنع فيها شرب الكحول ولا يسمح فيها للنساء بالقيادة.

وكانت باكوس تعيش في جدة إلى عام 2017، أي قبل السماح بقيادة النساء الذي تم في عام 2018.

تم اعتقال السيدة باكس في 10 فبراير، والتي كانت قد ذهبت إلى أحد المتاجر من أجل شراء النبيذ.

 

وقال المدعي العام: "اتصل أحد الأشخاص بالشرطة عقب سماعه صوتًا صاخبًا ورأى مركبة تسير بسرعة على الطريق عندما كان يمشي في أحد شوارع ورسلي في حوالي الساعة 3:10 مساءً".

وأضاف: "لقد لاحظ المركبة مثقوبة الإطار والتي كانت تقودها المتهمة وحيدة، من ثمّ توقفت المتهمة أمام منزلها وذهب إليها الشاهد من أجل إخبارها بشأن الإطار المثقوب. كانت غير مستقرة في وقوفها وحديثها، بعد ذلك حضرت الشرطة إلى الموقع. وعندما وصل أفراد الشرطة إلى هناك قالو إن السيدة كانت في حالة سكر شديد وتتلعثم في كلامها وفي حالة من الاضطراب".

واستطرد المدعي في حديثه قائلًا: "ذكر الشاهد أن المتهمة أثناء خروجها من المركبة قد سقطت من السكر الشديد على غطاء محرك السيارة. وعلق الشاهد على ما رآه قائلًا: لا أعلم كيف أنها لم تتسبب في قتل شخصٍ ما".

ارتباك وقلق

وبدت السيدة باكوس في قفص الاتهام مرتبكة وقلقة، حيث حاولت في البداية الجلوس مع زوجها في شرفة الجمهور عند المدخل قبل أن يوجهها الحاجب إلى قفص الاتهام.

ولقد قاطعت قاضي المحكمة الجزئية عدة مرات وفي إحدى هذه المرات سألته عما إذا كان يمكنها المغادرة.

وكنت تتوسل إلى القاضي وهي تبكي في قفص الاتهام قائلة: "من فضلك لا ترسلني إلى السجن، لقد كنت أعاني من القلق والاكتئاب منذ أكتوبر، ولم أتأقلم جيدًا مع وضع الحياة حالياً".

وتابعت "إننا نعاني الكثير من المشكلات العائلية حاليًا. لذلك شعرت بالتوتر الشديد وأردت الخروج من المنزل لشراء النبيذ من هناك والعودة بعد ذلك إلى المنزل للاسترخاء."

"ليس لدي إدانات سابقة على الإطلاق - في الحقيقة أنا مواطنة صالحة في المجتمع. وعاطلة بلا وظيفة منذ سبعة أشهر وأنا مستاءة للغاية بسبب ذلك".

معايير القضية

وذكر تقرير المراقبة الذي قُرأ أمام المحكمة: "إنها لا تتذكر ما إذا كانت احتست كحولاً قبل أن تركب السيارة ولكنها تُقر أنها استهلكت كمية كبيرة بشكل واضح. ولقد أبدت درجة عالية من الندم وكررت مرارًا وتكرارًا أنها قد خذلت نفسها لقد عادت إلى الوطن قبل زوجها ولا تحظى بالكثير من الأشخاص الداعمين لها".

وتابع "وعندما عاد زوجها إلى الوطن، كان يعمل بعيداً خلال أيام الأسبوع، ولديها طفلان قد تم تشخيص كلاهما بأنهما يعانيان من القلق والاكتئاب".

وقال قاضي المحكمة الجزئية مارك هادفيلد لباكوس: "معايير القضية هي معايير القراءة المرتفعة للكحول للغاية وغير المقبولة للقيادة. ولكن لحسن الحظ، لم يتعرض أحد لأي خطر مباشر. ومع ذلك، فأنا أعلم بأنك تقومين برعاية طفلين صغيرين."

وحُكم على باكوس بالسجن لمدة 12 أسبوعًا مع وقف التنفيذ وأمرها بإكمال برنامج علاج الكحول لمدة ستة أشهر. كما مُنعت من قيادة السيارة لمدة ثلاث سنوات وغرامة مالية.