شهود عيان يروون لحظات الموت والرعب بمذبحة نيوزيلندا
السبت 16 مارس 2019 الساعة 06:10
وى شهود عيان، الجمعة، تفاصيل مشاهد مرعبة للحظات المذبحة التي وقعت داخل مسجدين في نيوزيلندا جراء إطلاق مسلحين النار عليهم، وراح ضحيتها عشرات المسلمين.
 
ووصف "نور حمزة" (أحد الناجين من إطلاق النار في مسجد النور) كيف ركض من أجل إنقاذ حياته، قائلا: "عندما بدأ إطلاق النار هربت مع العشرات إلى الخارج واختبأنا خلف السيارات في موقف السيارات الخلفي للمسجد".
 
وأضاف: "استمر إطلاق النار لمدة 15 دقيقة على الأقل"، مشيرا إلى أن الشرطة اقتحمت المبنى فيما بعد، ليكتشف لاحقا "أكواما من الجثث" من نوافذ المسجد.
 
وقال "حمزة"، الذي جاء من ماليزيا في أوائل ثمانينيات القرن الماضي للدراسة قبل أن يستقر في نيوزيلندا عام 1998، إنه "ذُهل من مذبحة اليوم"، وتحدث بينما كانت ملابسه ملطخة بالدماء وهو يساعد الجرحى: "هذه كارثة لنيوزيلندا.. يوم أسود"، وفقا لما نقلته صحيفة "هيرالد" النيوزلندية.
 
مشاهد مروعة
أما "موهان إبراهيم"، وهو واحد من حوالي 400 شخص كانوا يصلون داخل مسجد النور، فقال: "عندما بدأ إطلاق النار كنت في الغرفة المجاورة، وفجأة وجدت الناس يركضون من أجل حياتهم".
 
وتابع "إبراهيم" باكيا: "الكثير من الناس قتلوا وجرح كثيرون، وجدت فتاة ميتة في منتصف الطريق"، مشيرا إلى أن أصدقائه، الذين كانوا في المسجد الثاني للمذبحة (في لينوود) اتصلوا به وأخبروه أن إطلاق النار وقع هناك في نفس التوقيت.
 
وأضاف: "لا يزال لدي أصدقاء في الداخل.. أحاول أتصل بهم، لكن هناك الكثير ممن لا يردون منهم.. أخاف على حياة أصدقائي".
 
وفي السياق، ذكرت "صوفي نيرز" (19 عاما) للصحيفة النيوزيلندية أن زميلها اتصل بها وهو يصرخ بأنه أصيب بطلق ناري في ساقه، وكان في حالة هستيرية؛ لأن "أعدادا كبيرة من الناس قتلوا".
 
فيما روى أحد سكان "كرايس تشيرش" (يدعى لين بنها) أنه سمع إطلاق نحو 40 رصاصة، وهرع مع 3 من زملائه لمساعدة أحد الفارين من المذبحة إلى منزله لمساعدته بعد إصابته بطلق ناري في ساقه، وقال: "اتصلنا بالإسعاف والشرطة وضغطت على الجرح".
 
وأضاف: "لا أفهم كيف يمكن لأي شخص أن يفعل هذا لهؤلاء الناس أو لأي شخص".
 
وتنتظر "أزيلا" معرفة مصير زوجها "رحيمي أحمد" (39 عاما)، الذي ذهب لأداء صلاة الجمعة في مسجد النور مع ابنه (11 عاما) كما يفعل كل أسبوع، إذ تلقت مكالمة من صديقتها أن ابنها آمن، لكن يعتقد أن "رحيمي" كان داخل المسجد وقت إطلاق النار.
 
وأوضحت صديقة لـ "أزيلا" أن ابنها كان يلعب خارج المسجد عندما سمع صوت إطلاق النار، فأمسك به أحد المصلين واقتاده إلى المنزل المجاور.
 
أيام حالكة
وأعلنت الشرطة النيوزيلندية اعتقال 4 أشخاص (3 رجال وامرأة) يعتقد أنهم على صلة بالحادث الإرهابي، وتفكيك عبوات ناسفة عثر عليها في مركباتهم.
 
فيما نقلت "سكاي نيوز" عن رئيسة الوزراء النيوزيلندية "جاسيندا أرديرن"، الجمعة، أن عدد ضحايا الهجوم وصل إلى 40 قتيلا، مضيفة أن بلدها يعيش أحد "أحلك أيامه" بعد إطلاق النار "غير المسبوق" على مسجدين في كرايست تشيرش.
 
وذكرت "أرديرن"، في خطاب وجهته إلى الأمة: "من الواضح أن ما حدث هو عمل عنيف غير اعتيادي وغير مسبوق"، مشيرة إلى أن العديد ممن كانوا في المسجد يحتمل أن يكونوا مهاجرين.
 
وأكدت رئيسة الوزراء: "نيوزيلندا هي موطنهم. وينبغي أن يكونوا آمنين هنا.. لا يوجد مكان في نيوزيلندا للعنف الشديد".
 
فيما دعا مفوض الشرطة في نيوزيلندا "مايك بوش" "الجميع في وسط كرايست تشيرش إلى عدم النزول إلى الشارع، والإبلاغ عن أي تصرف مشبوه"، لافتا إلى أن "جميع المدارس في المنطقة أغلقت".
 
رسالة للغزاة
 
وكان الإرهابي منفذ الهجوم المسلح على مسجدي نيوزيلندا "برينتون تارنت"، قد نشر بيانا، الجمعة، للتعريف بنفسه وإعلان سبب إقدامه على جريمته.
 
وبحسب البيان، الذي يتألف من 16 ألف كلمة في 94 صفحة، عرف "تارنت" نفسه بأنه مواطن أسترالي الجنسية من أصول بريطانية، لم يهتم بالتعليم كثيرا ولم يلتحق بالجامعة، وفقا لما أوردته صحيفة "ذي صن" البريطانية.
 
وذكر منفذ الهجوم الإرهابي أنه استهدف بجريمته بعث رسالة إلى من سماهم "الغزاة" مفادها: "طالما أن الرجل الأبيض لايزال يحيا في أرضه، فلن تكون أرضهم".
 
وأضاف أن الهجوم يستهدف أيضا الانتقام لمن قتلهم "الغزاة" وتقليل معدلات الهجرة إلى أوروبا والغرب بشكل عام.
 
وأكد "تارنت" أنه جاء إلى نيوزيلندا خصيصا بهدف التخطيط والتدريب على الهجوم، مشيرا إلى أنه لم يكن عضواً في أي منظمة، لكنه تبرع للعديد من الجماعات القومية وتفاعل معها، وفقا لما أوردته رويترز.
 
وورد بالبيان إشارات إلى الحملات الصليبية، والقائد "شارل مارتل"، الذي انتصر  على جيش المسلمين في موقعة بلاط الشهداء التاريخية، وهي الموقعة التي أوقفت الزحف الإسلامي بأوروبا في أكتوبر/تشرين الأول 732م.
 
ويؤمن الإرهابي الأسترالي بعقيدة "تفوق العرق الأبيض"، وعبر عن ذلك، عبر حسابه على "تويتر"، عندما اعتبر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" "رمزاً للهوية البيضاء المتجددة"، على الرغم من أنه لا يعتبره صانع سياسة أو زعيما، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.
 
وأضاف "تارنت" في تغريدة أخرى قبل إغلاق حسابه: "أن صدمة ما بعد أفعالي سيكون لها تداعياتها في السنوات المقبلة، وعلى الخطاب السياسي والاجتماعي وستخلق جواً من الخوف والتغيير، وهو المطلوب"
 
واحتوت صفحة الإرهابي الأسترالي على "تويتر" صورا لمخازن ذخيرة، نقش عليها أسماء بطريقة مبعثرة، بما في ذلك أسماء اثنين من القتلة الذين استهدفوا المهاجرين المسلمين.