الفتاة السعودية الهاربة إلى كندا ‘‘رهف’’ تتلقى رسالة قوية ومعبرة من المملكة .. وتوقعات بعودتها بعد تعرضها للخديعة من وزيرة كندية
الاربعاء 30 يناير 2019 الساعة 06:39

خاطب كاتب سعودي في مقالة مطولة الشابة السعودية رهف القنون التي لجأت إلى كندا، مذكرا إياها بما لم تسمعه من وزيرة خارجية الدولة التي استضافتها.

 

وتحت عنوان "ما لم تقله وزيرة خارجية كندا لرهف"، تحدث الكاتب السعودي عبد الرحمن القحطاني عما وصفه بـ"الجزء المخفي من القصة"، لافتا إلى أن رهف قالت إن من أسباب هروبها هو تعرضها للعنف من قبل أفراد عائلتها، متسائلا في هذا السياق: فما هو الحال في كندا؟.


وخاطب الكاتب رهف قائلا: "لم تقل لك وزيرة الخارجية، إن هناك امرأة واحدة تُقتل كل ستة أيام في كندا من أحد أفراد العائلة أو المقربين، وفق تقارير المؤسسة الكندية للمرأة (CWF)، ولم تذكر لك أن واحدة من كل ثلاث نساء كنديات تعرضن لأحد أنواع الإيذاء الجنسي، بناء على تقرير لمركز الإيذاء الجنسي (SAC) الكندي".
وذكر كذلك في هذا السياق أن "67% من العنف الأسري لديهم موجه ضد المرأة!!، وإن المرأة الكندية معرضة للقتل من المقربين لها بمعدل أربعة أضعاف، مقارنة بالرجل!! في حين أن الفتيات الصغيرات أكثر عرضة للتحرش الجنسي بمعدل أربعة أضعاف مقارنة بأي من أحد أفراد الأسرة!!".

وواصل القحطاني قائلا: "كما أجزم، أختي رهف، بأن تلك الوزيرة التي استقبلتك بالأحضان لم تهمس في أذنيك بأن عدد حالات العنف المبلغ عنها في أقسام الشرط لديهم بلغ ما يربو على 350.000 حالة عام 2017!! أكثر من نصفها ضد المرأة.. فما بالك بعدد الحالات غير المبلغ عنها؟!!".

وتطرق الكاتب السعودي أيضا إلى ملف المشردين في كندا، مشيرا إلى أن الملف "معقد وشائك، ويضرب في عمق حقوق الإنسان.. وعلى وزيرة الخارجية الكندية أن تنظر إليه قبل أن تمد بصرها لما عند الدول الأخرى، إذ يعيش على أرض الحريات ما يقرب من 235 ألف مشرد سنويا، ربعهم من النساء. فأين حقوقهم يا رهف؟".

وعاد الكاتب السعودي بعد أن سرد المزيد من مثل هذه السجلات، إلى  مخاطبة رهف قائلا: "ربما أرهقتك أختي رهف بتلك الأرقام والإحصائيات.. لكن هل استوعبت أنك وقعت في فخ قذر ضد بلدك، ولعبة سياسية نجسة لا تفقهين فيها شيئا؟ وتجهلين تماما أبعادها ومخاطرها -أصلحك الله-".

كما تطرق القحطاني إلى المشاكل الاجتماعية في بلاده، ووجه حديثه إلى رهف بلهجة طافحة بالمودة والعتاب الرقيق "حديثي لا يعني إطلاقا أننا مجتمع سعودي ملائكي، لا عنف فيه ولا إيذاء، فالعنف بشتى صوره، بما في ذلك العنف الأسري، يعد مشكلة وظاهرة في مجتمعنا، وتعترف بها القطاعات الحكومية المعنية، وخصصت خطا ساخنا للعنف الأسري (1919)، وخطا آخر لمساعدة الطفل (116111)، وما زلنا في بداية الطريق لمعالجته، وبحاجة ماسة لإيلائه الأولوية على المستوى الوطني".

وأضاف في هذا السياق "قدّر الله وما شاء فعل أختي رهف، وإلا فكان الأولى بك أن تتواصلي مع تلك القطاعات حتى يتمكنوا من مساعدتك قبل أن تتخذي ما اتخذته".

ووجه الكاتب السعودي بهذه المناسبة رسالة إلى النساء في بلاده داعيا إياهن إلى أن يكن على حذر "ولا تنخدعن بالذئاب التي تظهر في صورة حمل وديع، وانظرن إلى الصورة من جميع زواياها، وابحثن دوما عن الجزء المخفي من قصة تحرير المرأة".

وتوقع القحطاني أن تعود رهف إلى وطنها وبيتها، وقال بهذا الشأن: "لا أدري يا رهف!! لكن أرى في صفحات وجهك، وفلتات لسانك، وطوالع نظرك شيئًا مضمرًا ومخفيًّا في داخلك.. ولعله الإيمان الذي رسخ في قلبك منذ الصغر.. أو هو الشوق لعائلتك على ما فيها من قصور وخلل.. أو كلاهما معا.. ويراودني شعور بأنك ستعودين للحق إن عاجلاً أو آجلاً. والرجوع في الحق خير من التمادي في الباطل. فدعواتي لك بالتوفيق والهداية والصلاح".

كما بعث أيضا برسالة إلى وزيرة خارجية كندا مذكرا إياها "بالمثل الإنجليزي الذي يقول (من كان بيته من زجاج.. فلا يرم الآخرين بالحجارة)".

المصدر: سبق