التحالف يفاجئ الجميع ويقرر الحسم في اليمن ويبدأ أول خطواته على الميدان بشكل صارم ولأول مرة منذ انطلاق عاصفة الحزم
السبت 15 ديسمبر 2018 الساعة 12:29
كدت قيادات عسكرية لـ"يمن الغد" ان الظهور المفاجئ لقائد قوات التحالف العربي في محافظة صعدة لأول مرة منذ انطلاق عاصمة الحزم لدعم الشرعية في اليمن.. أكدت أن ذلك يمثل اعلان صريح من التحالف ببدء مرحلة الحسم بشكل صارم وانهاء التمرد الحوثي. وبحث قائد القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن الفريق الركن فهد بن تركي آل سعود، أمس، مع قيادات التحالف والجيش الوطني على جبهة صعدة "الحسم" في المحافظة، بعد التقدم الكبير الذي تحقق على الأرض. وفي السياق أعلن متحدث التحالف العربي أن العمليات العسكرية مستمرة في الحديدة، وكذا التعامل مع الصواريخ الحوثية لتحييدها، وميدانياً توسع المليشيا من عسكرة الأرجاء والأحياء السكنية وتنشر الأسلحة في مرافق عبادة ومنشآت صحية. وزار الفريق الركن فهد بن تركي آل سعود، الاثنين 26 نوفمبر 2018، المناطق المحررة من محافظة صعدة، شمالي اليمن، واجتمع بقيادات التحالف والجيش الوطني وبحث الأمير فهد بن تركي مع القادة مرحلة الحسم في المحافظة في ضوء تقدم الجيش اليمني مسنوداً بالتحالف على 5 محاور ومحاصرة سلسلة جبال مران من 3 جبهات. وأخذت زيارة قائد قوات التحالف العربي والقائد العسكري السعودي البارز إلى المناطق المحررة على جبهة صعدة وفي المعقل الرئيس للمتمردين الحوثيين، أخذت بعداً مهماً وقيمة إضافية، علاوة على الرمزية التي تكتسبها جبهة صعدة، حيث جاءت الزيارة في توقيت خاص لتبعث رسائل قوية حول عزم والتزام القوات المشتركة في تحقيق الأهداف المرسومة وبمعزل عن أي مؤثرات أو محاولات للتشكيك أو للتشويش على العمليات التي يقودها التحالف في اليمن لإخماد تمرد الانقلابيين المدعومين من إيران. وضمن العملية العسكرية الواسعة جارية التنفيذ لإطباق الخناق على معاقل قيادة التمرد الحوثي الرئيسة من قبل قوات الجيش، تتكبد المليشيات الحوثية خسائر فادحة وتنحصر في مناطق داخلية بعد خسارتها المزيد من المساحات المترامية تحت ضربات وزحف القوات المتقدمة بإسناد جوي فعال. واستكملت قوات الجيش، يوم السبت، تحرير مديرية الظاهر جنوبي غرب محافظة صعدة، وانتهت من تحرير سوق ومدينة الملاحيظ ومثلث مران والمجمع الحكومي وإدارة الأمن تمهيداً لإنجاز المتبقي من الهدف النهائي في تحرير المديرية بعد إحاكم السيطرة على عقبة تراني في الجهة الشرقية للملاحيظ، وبالتوازي مع التقدم المتلاحق جهة مديرية حيدان. وفي السياق، تواصل القوات الشرعية التقدم نحو مديرية حيدان، وسط انهيار وخسائر كبيرة في صفوف المليشيات المتمردة. وفي اتجاه آخر أكد الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي، أن العمليات العسكرية مستمرة في الحديدة وفقاً للمقتضيات المناسبة ولم تتوقف. وقال المالكي متحدثاً للصحفيين في لقائه الأسبوعي، إن عمليات دعم تحرير مدينة الحديدة مستمرة، مضيفاً أن مليشيات الحوثي ما زالت تطلق الصواريخ الباليستية من محافظتي عمران وصعدة، وأكد استمرار جهود التحالف العربي بقيادة السعودية، لتحييد الصواريخ التي تطلقها المليشيا المرتبطة بالنظام الإيراني. وأضاف العقيد تركي المالكي، في مؤتمر صحفي عقد في الرياض، إن الميليشيات الحوثية تتحصن في المناطق المدنية بما فيها المساجد والمستشفيات في الحديدة. وأشار إلى أن جهود التحالف مستمرة للتصدي للتهديدات الإرهابية للميليشيات الحوثية التي يبدو أنها لا تسعى لحل سياسي، لافتاً إلى أن قوات التحالف دمرت عشرات الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية لتهديد الملاحة البحرية. ميدانياً تواصلت العمليات العسكرية على محاور عدة بالحديدة، حيث أعلن عن تطهير موقع عسكري وطرد المليشيا في عملية هجوم معاكس بشارع صنعاء، كما أعلن مصدر في الإعلام العسكري لقوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية، أمس الاثنين، وأعلنت قوات العمالقة عبر مركزها الإعلامي التصدي لمحاولات تسلل خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية في التحيتا وحيس، واستمرار قصف المليشيات على منازل المواطنين في التحيتا. وكان مراسل نيوزيمن نقل عن مصدر ميداني أن غطاء جويا من طيران الأباتشي رافق عملية تمشيط لقوات من العمالقة جنوبي التحيتا مع مواجهات ليلية عنيفة، أول من أمس، إلى الجنوب والشرق. عسكرة الأرجاء وتكثف الميليشيات الحوثية تواجدها خلال الأحياء والمفترقات بمدينة الحديدة، ونشر ونصب مسلحوها نقاطا ومواقع تمركز مستحدثة، متارس وثكنات، فيما تخزن المزيد من الأسلحة عبر نقاط متوزعة ومستحدثة، من بينها مرافق صحية ومنشآت عامة وحيوية، وأخرى خاصة، علاوة على الاستخدام المتزايد للمساجد ودور العبادة لأغراض عسكرية وثكنات. ولفتت المصادر إلى قيام المليشيا بإدخال مدفع هاوزر إلى باحة (حوش) مستشفى الدرن الملاصق لمستشفى الثورة العام بالحديدة. وقال شهود عيان ومحليون "إن المليشيات الحوثية قامت بعمل حفريات ومتارس في محيط حديقة حديدة لاند، كما أضافت حاويات كبيرة (كونتيرات) في شارع مسجد القدس بعد كلية مرعي مقابل مدينة أمين مقبل، واستحدثت نقطة في المدخل المؤدي إليها جوار مسجد النصر".