كيف تمكن الحوثيون من قتل علي عبدالله صالح؟!
الثلاثاء 4 ديسمبر 2018 الساعة 09:30

منذ البداية والحوثيون يخططون ويستعدون لقضم صالح ، فقد مارسوا سلسلة إستهداف لأنصاره وأعوانه وقياداته الاجتماعية والسياسية والحكومية.


وكان الاستهداف ممنهجا لثلاثة أمور

اولا: إهانة صالح واتباعه وتكريس صورتهم الضعيفة امام القبائل والقوى العسكرية والسياسية والاجتماعية بل والمجتمع كاملا وهذا من شانه ساعد الجماعة على إختراق النسيج القبلي والعسكري والمدني الموالي لصالح بعد أن بدا في أيامه الاخيرة مهزوزا وضعيفا وغير قادر على حماية اتباعه

ثانيا : قياس ردة فعل صالح وفريقه وبالتالي تطوير مخطط الجماعة لاستيعاب مناورة صالح والتحوط لكل عناصر ادارة المعركة معه اعلاميا وسياسيا وقبليا

ثالثا: دفع صالح لاتخاذ موقف مباين ومبارز ومناهض لتوفير الحجة لقتله وهذا ما كان.

بعد كل ذلك وبعد ان إستكملوا إختراق الدوائر الأمنية والعسكرية والقبلية المحيطة به بدأو تنفيذ المخطط في يونيو 2017م وتصاعدت أزمة حكومة الانقلاب وكادت تتعطل أعمالها غير أن ذكاء صالح ودهائه السياسي فوت على الحوثيين الوقت وأحرق عليهم فرص متعاقبة

حيث بدأ صالح البحث عن مسارات تعيد ترتيب توازناته مع الحوثيين ومؤكد أنه قام باتصالات مع الشرعية والتحالف

لكن تحرك الحوثيين كان أسرع منه لم يمنحوه الوقت الكافي لإعادة بناء انساق قوية عسكرية وسياسية وقبلية تحركو سريعا بتأزيم الموقف ودفعه الى الانتقال الى المربع الأخير قبل ان يكمل إستعدادته

لم يكن لدى صالح مجالا للمناورة فقد فرغ ما لديه من وسائل المكر والمرواغة السياسيه ووجد نفسه مضطرا للمواجهة المبكرة غير مسلح بما يكفي لكنه راهن على أمرين :

إما تحولات مفاجئه في المحيط القبلي تلبي دعوته وتنقله الى مسرح جديد

أو التأسيس لتحرك مقبل ضد الحوثيين بعد رحيله وتسجيل موقف يحسب له يختم به حياته بعد ان أيقن ان الحوثة على أبواب قصره.