بريطاينا : 31% مسيحيون والإسلام أسرع نموًّا.. تعرف على نسب الأديان حول العالم
الأحد 2 ديسمبر 2018 الساعة 02:08
نشرت الكاتبة هارييت شيروود تقريرًا في صحيفة «الجارديان» البريطانية، عن نسب توزيع الأديان حول العالم ونموها، وعلاقة الجغرافيا بالأديان، والأديان القديمة والجديدة، وتأثير الأديان في العالم وتدخلها في السياسة.
كم عدد المؤمنين في العالم؟
وقال التقرير، إذا كنت تعتقد أن الدين أصبح من الماضي، فأنت بحاجة إلى مراجعة بعض الحقائق: 84٪ من سكان العالم يُعرفون بوصفهم منتمين للأديان، وهم عادة أصغر سنًّا وينجبون عددًا أكبر من الأطفال من أولئك الذين ليس لهم انتماء ديني، وبالتالي فإن العالم يصبح أكثر تدينًا، وليس أقل، رغم وجود اختلافات جغرافية كبيرة.
وفقًا لأرقام عام 2015، يشكل المسيحيون أكبر مجموعة دينية، مع 2.3 مليار معتنق أو 31.2٪ من مجموع سكان العالم البالغ 7.3 مليار نسمة. ويأتي بعد ذلك المسلمون «1.8 مليار نسمة، أو 24.1٪»، والهندوس «1.1 مليار، أو 15.1٪»، والبوذيون «500 مليون، أو 6.9٪».
وأضاف التقرير، الفئة التالية تتكون من الأشخاص الذين يمارسون الأديان الشعبية أو التقليدية؛ هناك 400 مليون منهم، أو 6٪ من الإجمالي العالمي. ويبلغ أتباع الديانات الأقل ممارسة، بما في ذلك السيخية، والبهائية، والجاينية، ما يصل إلى 58 مليون، أي أقل بكثير من 1٪. وهناك 14 مليون يهودي في العالم، حوالي 0.2٪ من سكان العالم، معظمهم في الولايات المتحدة وإسرائيل.
لكن هناك فئة كبرى مفقودة من القائمة أعلاه. في عام 2015، قال 1.2 مليار شخص في العالم، أو 16٪، بأنهم ليس لديهم أي انتماء ديني على الإطلاق. هذا لا يعني أن جميع هؤلاء الناس ملحدون. بعضهم – ربما أكثر– لديهم إحساس قوي بالروحانية، أو الإيمان بالله، أو الآلهة، أو القوى الموجهة، لكنهم لا يمارسون ديانة منظمة.
وتابع التقرير، تقريبًا جميع الأديان لديها التقسيمات الفرعية. يمكن أن يكون المسيحيون من الروم الكاثوليك «أكبر مجموعة تضم ما يقرب من 1.3 مليار من المعتنق»، أو البروتستانت، أو الأرثوذكسية الشرقية، أو الأرثوذكسية اليونانية، أو الأنجليكانية، أو العديد من الطوائف الفرعية الأخرى. قد يكون المسلمون من السنة (الأغلبية)، أو الشيعة، أو الإباضية، أو الأحمدية، أو الصوفية. ولدى الهندوسية أربع مجموعات رئيسية: الفيشنافية، الشيفية، الشكتية، والذكائية. هناك فرعان رئيسيان في البوذية: ثيرافادا، وماهايانا، مع كل منهما مجموعات فرعية. يمكن أن يكون اليهود أرثوذكس «أو أرثوذكس متطرفين»، أو محافظين، أو إصلاحيين، أو منتمين إلى مجموعات أصغر.
علاقة الجغرافيا بالأديان
منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي المنطقة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم، وكذلك الأكثر انتماء للأديان. فهي موطن لـ99٪ من الهندوس بالعالم، و99٪ من البوذيين، و90٪ من أولئك الذين يمارسون الديانات التقليدية أو الشعبية. تستضيف المنطقة أيضًا 76٪ من الأشخاص غير المنتسبين للأديان في العالم، منهم 700 مليون صيني.
واستطرد التقرير، ثلاثة أرباع المتدينين يعيشون في بلاد يشكلون فيه غالبية السكان، ويعيش الربع المتبقي كأقليات دينية. على سبيل المثال، يعيش 97٪ من الهندوس في ثلاثة بلدان ذات أغلبية هندوسية: الهند وموريشيوس، ونيبال، بينما يعيش 87٪ من المسيحيين في 157 دولة ذات أغلبية مسيحية. يعيش ثلاثة أرباع المسلمين في دول ذات أغلبية مسلمة. ومن بين غير المنتسبين لأديان، يعيش سبعة من أصل 10 في بلدان يشكلون الأغلبية فيها، بما في ذلك الصين، وجمهورية التشيك، وكوريا الشمالية.
في المقابل، يعيش معظم البوذيين (72٪) أقلية في بلدانهم الأصلية. هناك سبعة بلدان يشكل البوذيون فيها أغلبية السكان: بوتان، وميانمار، وكمبوديا، ولاوس، ومنغوليا، وسريلانكا، وتايلاند.
أي الأديان تنمو وأين؟
إن الجواب القصير هو أن الدين يتضاءل في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، وينمو في كل الأماكن الأخرى.
متوسط عمر سكان العالم 28 عامًا. هناك ديانتان متوسط العمر أقل من ذلك: المسلمون 23 عامًا، والهندوس 26 عامًا. الديانات الرئيسية الأخرى لها عمر متوسط أكبر: المسيحيون، 30 عامًا. البوذيون، 34 عامًا، واليهود، 36 عامًا. وغير المنتسبين لأديان 34 عامًا.
الإسلام هو الدين الأسرع نموًّا في العالم؛ أكثر من ضعف سرعة نمو إجمالي سكان العالم. بين عامي 2015 و2060، من المتوقع أن يزيد سكان العالم بنسبة 32٪، لكن من المتوقع أن ينمو السكان المسلمون بنسبة 70٪.
ومع أن المسيحيين سيتجاوزون نسبة النمو السكاني بالعالم خلال تلك الفترة، مع توقع زيادة قدرها 34٪ بفضل النمو السكاني في أفريقيا، فمن المرجح أن تفقد المسيحية صدارتها في جدول الأديان بالعالم لصالح الإسلام قبل منتصف هذا القرن.
وتابع التقرير، من المقرر أن ينمو الهندوس بنسبة 27٪، واليهود بنسبة 15٪، ويرجع ذلك بشكل أساسي لارتفاع معدل المواليد بين اليهود الأرثوذكس المتطرفين. سوف يرى غير المنتسبين للأديان زيادة بنسبة 3٪. ولكن بالتناسب، فإن هذه المجموعات الدينية ستكون أصغر من الآن؛ لأن نموها أقل من الزيادة في إجمالي سكان العالم. ومن المتوقع أن يشهد البوذيون انخفاضًا بنسبة 7٪ في أعدادهم.
وهذه النسب ترجع بالأساس إلى المواليد والوفيات، وليس التحول الديني. إذ يبلغ متوسط مواليد النساء المسلمات 2.9 طفلًا، أي أعلى بكثير من متوسط غير المسلمين الذي يقف عند 2.2. وبينما تبلغ نسبة المواليد من النساء المسيحيات 2.6، فإن النسبة أقل في أوروبا؛ فعدد الوفيات بين المسيحيين في أوروبا تجاوز عدد المواليد بنحو 6 ملايين بين عامي 2010 و2015. وفي السنوات الأخيرة، كان للمسيحيين نسبة كبيرة من وفيات العالم (37٪).
وفي حين تشكل نسبة غير المنتسبين لأديان حاليًا 16٪ من سكان العالم، لم يولد سوى 10٪ من الأطفال في العالم لأمهات من غير المنتسبين لأديان بين عامي 2010 و2015.
وأشار التقرير إلى أن نسبة الأمريكيين المتحولين للإسلام تبلغ 23٪ من المسلمين الأمريكان، وفي السنوات الأخيرة، ظهرت أدلة غير مؤكدة على اعتناق لاجئين مسلمين المسيحية في أوروبا. وشهدت الصين نهضة دينية ضخمة في السنوات الأخيرة، ويتوقع البعض أنها ستضم أكبر عدد من المسيحيين في العالم بحلول عام 2030. ونما عدد البروتستانت الصينيين بمعدل 10٪ سنويًّا منذ عام 1979 ليصل إلى ما بين 93 مليون و115 مليون نسمة. وفقًا لأحد التقديرات. وهناك تقديرات أخرى تشير لوجود 10: 12 مليون من الكاثوليك في الصين.
بالمقابل، فإن المسيحية تتراجع في أوروبا الغربية. في أيرلندا، وهي دولة كاثوليكية، انخفضت نسبة الأشخاص المنتسبين للكاثوليكية من 84.2٪ إلى 78.3٪ بين تعداد عامي 2011 و2016، وانخفضت إلى 54٪ بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و29. ارتفعت نسبة غير المنتسبين لأديان إلى 9.8٪.
وفي اسكتلندا، وهي دولة أخرى غارقة في التقاليد الدينية، أصبحت أغلبية الناس، 59٪، غير دينيين الآن – مع وجود عدد أكبر من النساء (66٪) عن الرجال (55٪) ممن ابتعدوا عن العقيدة المنظمة. قال سبعة من كل 10 أشخاص دون سن الرابعة والأربعين إنهم غير دينيين. الفئة العمرية الوحيدة التي ينتمي معظمها إلى التدين هي 65 عامًا.