تطور جديد في قضية الفتاتين السعوديتين تالا وروتانا فارع المتوفيتين بأمريكا
الاربعاء 31 اكتوبر 2018 الساعة 23:04

في تطور جديد لقضية الفتاتين السعوديتين روتانا وتالا، اللتين عثر على جثتيهما مربوطتين وغارقتين في نهر هدسون بنيويورك، نشر رئيس مباحث المدينة الأمريكية، الأربعاء، صورة تجمعهما طالبًا من المتابعين الإدلاء بأي معلومة حولهما.

وكتب “ديرموت إيف شيا”، رئيس مباحث نيويورك، في حسابه على تويتر: “بينما نواصل التحقيقات في وفاة الشقيقتين تالا وروتانا فارع، اللتين عثر على جثتيهما في 24 أكتوبر على حافة نهر هدسون في مانهاتن، نحث أي شخص على التواصل مع قسم مكافحة الجريمة” للإدلاء بأية معلومات حولهما.

وتابع: “هل تعرفهما؟ هل قابلتهما؟ هل رأيتهما؟”.

وتظهر في الصورة التي نشرها الشرطي الأمريكي الفتاة “تالا” بشعر أسود مكشوف، بينما تبدو روتانا بحجاب خفيف بلون بني.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت في وقت سابق أن شخصًا كان يتجول في حديقة “ريفرسايد”، بعد ظهر الأربعاء الماضي، على ضفة نهر هدسون ولاحظ  شيئًا بارزًا على الضفة واستدعى الشرطة في الحال.

وتحت أسفل رصيف صغير بارز بالحديقة الكائنة في شارع 68، كانت ترقد جثتا شابتين مربوطتين ببعضهما بشريط لاصق من منطقتي الخصر والكاحلين.

وقالت الشرطة إن الجثتين لم تظلا في الماء فترة طويلة، وكانتا مرتديتين سروالي جينز أسود متماثلين وسترتين سوداوين مع فراء، فيما لم يكن جسداهما يحملان علامات واضحة لتعرضهما لصدمة نتيجة الارتطام.

واجهت الشرطة في البداية مشكلة في التعرف على الفتاتين، وبعد يوم من العثور عليهما ظهرت بعض العلامات التي تؤكد أوجه تشابه مدهشة بينهما حيث نفس الشعر المجعد الداكن، ونفس القوام، ونفس لون الجلد.

وفي يوم الجمعة، علم المحققون أن الشقيقتين من المملكة العربية السعودية وتعيشان في “فيرفاكس” بولاية فرجينيا.

روتانا فارع 22 سنة، وتالا فارع 16 سنة، كان لديهما تاريخ من الاختفاء، وطلبتا مؤخرًا اللجوء إلى الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكرته الشرطة.

لكن بعيدًا عن ذلك، ظلت ظروف وفاتهما غامضة، إذ كافح المحققون لتجميع كيف وصلت شابتان من مدينة تبعد أكثر من 250 ميلًا بطول ضفة نهر هدسون في مانهاتن.

مكان الجريمة غير معلوم

وكان ديرموت ف. شيا، رئيس المباحث، قد قال في تصريحات سابقة الخميس الماضي: “لا نعرف أين وقعت الجريمة لدينا مأساة مروعة بالتأكيد”.

في البداية، رجّحت الشرطة أن الفتاتين ربما قفزتا من جسر جورج واشنطن، إذ إن الأشخاص الذين يقفزون من الجسر غالبًا ما ينتهي بهم المطاف في ريفرسايد بارك، لكن المحققين قالوا إن جثتي الفتاتين كانتا ستعانيان من علامات الصدمة بعد سقوطهما من هذا الارتفاع، بالإضافة إلى أنه كان عليهما القفز خلال النهار، وفي هذه الحالة كان أي قائد سيارة سيشاهدهما.

وقال أحد المسؤولين عن فرض القانون، طالبًا عدم الكشف عن هويته لأن التحقيقات مازالت جارية: “نبحث حاليًا عن نقطة دخولهما إلى المياه، ونتحرى جانبي النهر”، ولا يزال من غير الواضح أين كانت الشقيقتان تقيمان قبل وفاتهما.

ومن جانبها، رفضت شرطة مقاطعة فيرفاكس تقديم أي معلومات حول حياتهما في فرجينيا، مستشهدة بقانون حظر مشاركة أي معلومات تساعد في التعرف على ضحية جريمة تحت سن 18 عامًا.

فيما ذكرت صحيفة “عرب نيوز”، وهي صحيفة سعودية تصدر بالإنجليزية، أن روتانا فاريا كانت تعيش في نيويورك، بينما ظلت أمها وشقيقتها الصغرى في ولاية فرجينيا.

وقالت الصحيفة إن الأم كانت قد أبلغت بأن تالا مفقودة منذ شهرين، ثم أوقفت جهود البحث عندما اكتشفت أن الفتاة كانت تزور أختها الكبرى، وقالت “عرب نيوز” إن الشقيقتين كانتا على اتصال مع أمهما قبل نحو أسبوع.

وذكرت شرطة نيويورك أن الأم التي لم يكشف عن هويتها أبلغت عن ابنتيها في العام الماضي، وقالت الشرطة إنه عندما رصدت الفتاتين، طلبتا الحماية وتم وضعهما في ملجأ.

اللجوء لأمريكا

في وقت سابق من هذا العام، كانت روتانا فاريا تعيش في شقة بالطابق الخامس في مجمع فاخر بالقرب من مركز تجاري في “فيرفاكس كورنر” بولاية فرجينيا، وهو حي ضواحٍ يقع على بعد 30 دقيقة بالسيارة من واشنطن، وفقًا لأقوال وكيل تأجير عقاري هناك، فيما انتقلت السيدة فارع من المكان في تموز/ يوليو الماضي.

وفي أواخر آب/ أغسطس الماضي، وصل بلاغ لسلطات مقاطعة فيرفاكس بشأن فقدان تالا فاريا مرة أخرى، ومن ثم وزعت السلطات منشورًا على الإنترنت يفيد بأن تالا مفقودة.

وبحسب المنشور فإنها ربما تكون مع شقيقتها روتانا، وذكرت الشرطة في نيويورك في تشرين الأول/ أكتوبر الجاري أن شخصًا ما أبلغ عن وجود الشقيقتين المفقودتين في فرجينيا.

كما تلقّت الأم مكالمة من سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن لإبلاغها بأن ابنتيها تقدمتا بطلب لجوء، حسبما ذكرت الشرطة.