ترامب يلوّح بالعصا النووية في وجه موسكو
الاربعاء 31 اكتوبر 2018 الساعة 07:14

"ترامب يلوح بالعصا النووية، مدركا أن موسكو لن ترد"، عنوان مقال سيرغي أكسيونوف، في "سفوبودنايا بريسا"، حول رؤية الولايات المتحدة ضعفا في تخلي روسيا عن الضربة الوقائية في عقيدتها.

وجاء في المقال: وعد دونالد ترامب بأن تواصل الولايات المتحدة زيادة احتياطيها من الأسلحة النووية حتى تغير روسيا والصين سلوكهما.

وفي الصدد، قال الباحث في الشؤون الأمريكية، خبير مركز الدراسات الأمنية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، قسطنطين بلوخين، للصحيفة:

هناك وجهات نظر مختلفة حول أهداف الأمريكيين. يعتقد بعض الناس أن التهديد بالانسحاب من معاهدة الحد من الأسلحة النووية للمساومة والابتزاز. يقولون إن موسكو ستقدم بعض التنازلات. لكن يبدو لي أنهم سيخرجون من الاتفاقية، فعلا.

لماذا؟

هذا مربح للأمريكيين. هذه اتفاقية ثنائية بين روسيا وأمريكا. فلا شيء من هذا القبيل في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين أو بين روسيا والصين. هذه المعاهدة تكبّل الولايات المتحدة، في ظروف المنافسة المتزايدة بين القوى العظمى، والاضطرابات، في عالم متعدد الأقطاب، وليس ثنائي القطب، كما كان من قبل.

و(الانسحاب) أداة إضافية للضغط على الدول الأوروبية. فأمريكا سوف تبتز أوروبا بالصراع بينها وبين روسيا. سوف يصبح العالم القديم رهينة لهذا الوضع، وساحة معركة محتملة.

ربما روسيا نفسها تخرج من الاتفاقية؟

لدى العديد من الدول في محيط بلادنا- الصين والهند وباكستان وإيران وإسرائيل والمملكة العربية السعودية..- لدى الجميع تقريبا صواريخ متوسطة وقصيرة المدى. وهكذا، فإن المعاهدة لا تكبل فقط الأمريكيين، إنما وتكبلنا أيضا. لا يمكننا التنبؤ بما سيحدث خلال 10-15 سنة.
بالمناسبة، تحدث ضباط كبار في جيشنا أكثر من مرة عن الحاجة إلى التخلي عن معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى.

أما كبير الباحثين في معهد الشرق الأقصى التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فاسيلي كاشين، فلا يرى أفقا لانضمام الصين إلى هذه الاتفاقية. وقال:

من الواضح أن الصين لن تضم إلى معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، لأن هذه الصواريخ هي أساس قوتها العسكرية (حوالي ألفي صاروخ). ولذلك، فإن إشراك الصين في المفاوضات مجرد مناورة سياسية، مصممة للصينيين لكي يرفضوها.

وما الذي يريده ترامب في المحصلة؟

أعتقد أن هدفه الحقيقي هو نشر مجموعة من الصواريخ البالستية الأمريكية متوسطة المدى في منطقة المحيط الهادئ في العقد القادم، بهدف الردع النووي للصين.