خطبٌ أصابَ تعزَّها في مقتلِ
|
|
ومصيبة ٌ تودي بكلِّ تحمُّل
|
من بعدِ ما نفث الأراذلُ حقدَهم ْ
|
|
في بدرِ مخلاف المفكِّرِ ( فيصلِ )
|
قتلوا به وطنَ السلامِ وحطـَّموا
|
|
حُلمَ الأمانِ وفرحة َ المستقبلِ
|
قتلوا الثقافةَ والعلومَ بقتلِهِ
|
|
وتحمَّلوا في الجُرمِ حملَ المثقلِ
|
وبأجملِ المدنِ استباحوا أمنَها
|
|
غدراً وعاثوا بالهناءِ الأجملِ
|
لم يجرؤوا إلا لأنَّ مدينتي
|
|
أمست بحُكم دوائرٍ لم تعدِل
|
أرخت لبلطجة السلاحِ حبالَها
|
|
وبغيرِ مطمعِ نفسِها لم تُشغل
|
جمعت أساطينَ الفساد جوارَها
|
|
وحبتهم بمراتبٍ وبمنزل
|
وعن المدينةِ عن جمالِ دروبِها
|
|
عن شعبِها عن أمنِه لم تسألِ
|
الشَّرُّ يعبثُ في ثراها مجحِفا
|
|
وشعورُها عما بنا في معزل
|
شَغلتْ بأخبارِ المقايلِ نفسَها
|
|
ومتى تقام حضارةٌ من مقيل
|
ومتى يشيِّدُ مجدنا متسمِّعٌ
|
|
بالغير منشغلٌ ولمَّا يعمل
|
هذي المدينةُ وهي رائدةُ العلا
|
|
ما بالها تهوي وتسقطُ من علِ
|
ظلموا شيوخَ تعزَّ واتَّهموهمُ
|
|
ظلماَ ، كذلك كل فكرٍ أحولِ
|
وعلى (السعيدِ حمود) شيخِ شيوخِها
|
|
نشروا دعاوى فتنةٍ لم تُقبَل
|
ما كان الا في النوازلِ حصنَها
|
|
وأمانَها من غاشمٍ متغوِّلِ
|
عند المصالحِ والمناصبِ غائبٌ
|
|
ولدى النوازلِ تلقَهُ في الأولِ
|
سعدتْ به مخلافُها وتفاخرت
|
|
أرضي به من مطلع أو منزلِ
|
والآن شاء اللهُ فضحَ عدوِّه
|
|
والشرُّ كشَّرَ نابَه عن أنذلِ
|
وعدَوْا على أستاذِنا وهو الذي
|
|
لازال يهدي أمتي في المحفلِ
|
لم يقتلوهُ وإنما قـُتـِـلوا به
|
|
فمقامُه بقلوبِنا لم يرحلِ
|
أيكون يومُ وفاتِه بعثاً لنا
|
|
من بعد أعوام كطعمِ الحنظلِ
|
وتعزُّ في التغييرِ تغدو قمةً
|
|
وتعود في ثوب النقاءِ الأجملِ
|
فدمُ الفقيدِ دمُ الشهيدِ طهارةٌ
|
|
من رجسِ كلِّ مخرِّبٍ ومعطـِّـلِ
|
هذا الذي لازال (فيصلُ ) ناصحا
|
|
يرسي به الأمجادَ للمستقبلِ
|
ولأجلِه ضحِّى وها كلماتُه
|
|
قامت تبلِّغُ فكرَهُ السامي الجَلي
|
سيظلُّ لحناً في ربيعِ قلوبِنا
|
|
ولهُ الدًّعا والحبُّ والقدرُ العلي
|
وكفاهُ أن وافى المنيةَ صائماً
|
|
مستمسكاَ بالحق لم يتحولِ
|
في عيدِنا الأضحى كصدامِ العلا
|
|
في أفضلِ الأيامِ ناداهُ الولي
|
وكفاه أحزانُ البلادِ لفقدِهِ
|
|
ونهوضُها من بعدِه للأفضلِ
|
وكفى أحبَّتَهُ وأهلَ ودادِه
|
|
أن كان (فيصلُ ) في العلا كالفيصلِ
|
وكفى المبادئَ أن نكون فدىً لها
|
|
لننالَ في الجنات أسمى منزل
|