عمار البذيجي
الأحد 2 ابريل 2023 الساعة 22:30
الهَدم البَنَّاء .. أو التدمير من أجل التغيير
عمار البذيجي

نحن غالبا لا نجد أنفسنا في الماضي، وإن كانت لنا فيه ذكريات وشجون، ويشدنا نحوه أنين وحنين، لكن لا أحد يتمنى العودة للماضي حرفيا، حتى ما كنا نعده نجاحا في الماضي، ونعتقد أهميته ونرى له قيمة مضافة لا غنى عنها، لم يعد اليوم كذلك.

لكن الغريب في الأمر أننا جميعا، ودون استثناء، نقاتل بشراسة ونخوض معاركنا مع الحاضر لا لنصنع واقعا مختلفا، ولا حتى مستقبلا جديدا، وإنما لنحتفظ بالكثير من الحاضر، ونحمله معنا إلى المستقبل.

لذلكم فإن الذين يفوزون بالمستقبل غالبا، ويمتلكون زمامه ويقودنه حرفيا، ليسوا الناجحين في الحاضر، ولا القادة الذين يحملون فكر التغيير والتطوير التقليدي المجرد، وإنما أولئك المغامرون الذين يمتلكون الشجاعة والرغبة والاستعداد الكامل لتفكيك مشاريعهم، والتنازل عن بعض نجاحاتهم الفعلية، و جزء من إنجازاتهم التراكمية التي استطاعوا تحقيقها في مسيرتهم لسنوات، مقابل صناعة مستقبل أخر ومغاير..

قد يبدو الأمر جنونيا، وغير منطقي، لكنه حقيقة، ونهج تتبناه الكثير من الشركات والمغامرون من رواد الأعمال وحتى القادة السياسيين والأفراد العادين الذين يمتلكون شغفا مجنونا نحو المستقبل ويشدهم فكر التدمير البناء، أو نظرية التدمير الذي يقود للتغير والبناء، ليس اعتباطا، ولا لمجرد الرغبة والشغف، ولكن كلما شعروا باقترابهم من جبل الجليد الكامن في أعماق المحيط، أو أحسوا بفطنتهم نفقا مظلما في عرض الجبل، وأن عليهم استشراف النور الباهت في نهايته، وتخيل الطريق الموصل إليه.

إن اقرب النماذج المنظورة والأمثلة البسيطة لهؤلاء المغامرين، قادة المستقبل وصناع التحولات العظيمة، أولئك الذين قرروا قبل أقل من قرن نسف قصورهم الحجرية الراسخة في الأرض وجرف مزارعهم العامرة، ليقيموا مكانها أبراجا خرسانية شاهقة، وساحات معبدة بالأسفلت، قبل أن يضطر غيرهم لفعل ذلك بقانون الأمر الواقع.

السؤال: هل أنت من مؤيدي فكرة الهدم البناء، أو نظرية التدمير بهدف التغيير؟ وهل سبق لك القيام بمغامرة مماثلة؟ أو هل تمتلك الشجاعة الكافية للقيام بذلك؟
[٢/‏٤ ١٠:٢٥ م] ....: الهَدم البَنَّاء .. أو التدمير من أجل التغيير

 


نحن غالبا لا نجد أنفسنا في الماضي، وإن كانت لنا فيه ذكريات وشجون، ويشدنا نحوه أنين وحنين، لكن لا أحد يتمنى العودة للماضي حرفيا، حتى ما كنا نعده نجاحا في الماضي، ونعتقد أهميته ونرى له قيمة مضافة لا غنى عنها، لم يعد اليوم كذلك.
لكن الغريب في الأمر أننا جميعا، ودون استثناء، نقاتل بشراسة ونخوض معاركنا مع الحاضر لا لنصنع واقعا مختلفا، ولا حتى مستقبلا جديدا، وإنما لنحتفظ بالكثير من الحاضر، ونحمله معنا إلى المستقبل.
لذلكم فإن الذين يفوزون بالمستقبل غالبا، ويمتلكون زمامه ويقودنه حرفيا، ليسوا الناجحين في الحاضر، ولا القادة الذين يحملون فكر التغيير والتطوير التقليدي المجرد، وإنما أولئك المغامرون الذين يمتلكون الشجاعة والرغبة والاستعداد الكامل لتفكيك مشاريعهم، والتنازل عن بعض نجاحاتهم الفعلية، و جزء من إنجازاتهم التراكمية التي استطاعوا تحقيقها في مسيرتهم لسنوات، مقابل صناعة مستقبل أخر ومغاير..
قد يبدو الأمر جنونيا، وغير منطقي، لكنه حقيقة، ونهج تتبناه الكثير من الشركات والمغامرون من رواد الأعمال وحتى القادة السياسيين والأفراد العادين الذين يمتلكون شغفا مجنونا نحو المستقبل ويشدهم فكر التدمير البناء، أو نظرية التدمير الذي يقود للتغير والبناء، ليس اعتباطا، ولا لمجرد الرغبة والشغف، ولكن كلما شعروا باقترابهم من جبل الجليد الكامن في أعماق المحيط، أو أحسوا بفطنتهم نفقا مظلما في عرض الجبل، وأن عليهم استشراف النور الباهت في نهايته، وتخيل الطريق الموصل إليه.
إن اقرب النماذج المنظورة والأمثلة البسيطة لهؤلاء المغامرين، قادة المستقبل وصناع التحولات العظيمة، أولئك الذين قرروا قبل أقل من قرن نسف قصورهم الحجرية الراسخة في الأرض وجرف مزارعهم العامرة، ليقيموا مكانها أبراجا خرسانية شاهقة، وساحات معبدة بالأسفلت، قبل أن يضطر غيرهم لفعل ذلك بقانون الأمر الواقع.
السؤال: هل أنت من مؤيدي فكرة الهدم البناء، أو نظرية التدمير بهدف التغيير؟ وهل سبق لك القيام بمغامرة مماثلة؟ أو هل تمتلك الشجاعة الكافية للقيام بذلك؟