عبدالله فرحان
الخميس 28 ابريل 2022 الساعة 23:57
هائل سعيد أنعم
عبدالله فرحان

 

لكأنه وليلة القدر توأمان، فلطالما زارا بيوت البسطاء معا، ثم ما لبثا أن غادرا ليلتها معا.

في "قرض" القرية التي تنام على سفح جبل الأعروق، نام الرجل للمرة الأخيرة، في القرية التي أحبت اليمن وأحبتها اليمن، كان الموعد وقد أينعت مدرجاتها ألمع صفحاتها وأكثرها إنسانية.
 
 الحاج هائل سعيد أنعم، رجل الخير والإحسان، الحاضر في زوايا المساجد عابدا للخالق، وفي طواريد المستشفيات عائدا للمخلوقين، المدارس والجامعات والمنشآت الصحية ودور رعاية المحتاجين والمعاهد التقنية والمساجد والطرقات ومشاريع المياه.

هائل سعيد انعم، اليمني المعتمر عمامة الرشوان، وصاحب التركة الأعظم عمراناٍ في اليمن، التواضع والعطاء والنبل والإنسانية، شقيق الحاج محمد سعيد أنعم والحاج عبده سعيد والحاج جازم سعيد أنعم، عطاءٌ بعضه من بعض، وخير لا ينقطع ولا ينضب.

كالسابع والعشرين من رمضان جاء، ومثلها رحل، سلاما وخيرا، وقيم بناء وإنجاز وتجديد، يزور مصنعا هناك فيحتفي به أبناؤه على اختلاف لهجاتهم ومناطقهم، ويمضي إلى شركة هناك فيوصي من وراءه بالخير والصدق والأمانة والإخلاص والمثابرة والولاء.

ولأن ليالي القدر متجددة الحضور والعطاء، فلطالما تجددت بخبرة ورسوخ المغفور له بإذن الله أحمد هائل سعيد، ولطالما حضرت وتحضر بحكمة وعطاء عميد الأسرة الحاج علي محمد سعيد، وهي إلى ذلك دائمة التجدد غزيرة الحضور بكل الرجال الأفذاذ من إخوتهم وأبنائهم الذين تشربوا قيم التواضع والبناء والعمل والعطاء.

إن الوقوف أمام الحاج المرحوم بإذن الله هائل سعيد أنعم وإخوته وقوفاً أمام ظاهرةٍ جديرة بالتأمل والإحترام، روح المدرجات الزراعية التي اكتست بلون الذهب في شعار المجموعة وتقاليدها، وتناقلتها أجيال الأسرة المتعاقبة على نحو بالغ الرقي والنبل  والاحترام. 

وفيما استقت مجموعة هائل سعيد انعم قيمها من تراب اليمن الطاهر، أرسى الآباء المؤسسون نظاما بديع المؤسسية وبالغ الإنضباط، جامعين بين اصالة القيم ونقائها وحداثة الإدارة وحكمة الاستفادة من أرقى التجارب، جعلت أحد السفراء الغربيين يعتقد بأن "الفرق بين العالم الثالث والعالم الأول هو السور الذي يصل شركات المجموعة بمحيطها".

أظن أن اليمنيين على اتساع خارطة الوطن وحضور أبنائها يتقاسمون ذات الفكرة عن ظاهرة "هائل سعيد أنعم" وفيما تحضر المباني والإنجازات ذات الطابع الصناعي والتجاري والاجتماعي والخيري على امتداد اليمن الحبيب، يتناقل الكثيرون حكاياتهم عن الرجل، حكايات يصعب حصرها غير أنه من الممكن إجمالها في أنه "هائل سعيد أنعم".


عبدالله عبدالحميد فرحان