من البدهي أن يقع أي شخص في الحب ،ولكن في مجتمعي الحب جريمة يعاقب عليها ، ماذنب القلب إذا وقع في حبِ شخصٍ ،فالحب فطرة .قد تتعدد الأسباب ولكن يبقى الحب حبًا في النهاية ،قد تختلف الطرق ،ولكن ليس ذنبًا أن تقع في الحب ، ولكن مادمت في مجتمع يعلق الحب على مشارف العادات والتقاليد ، فعليك و الإنضباط ..
الحب ليس شيئًا يمكنهم حصره ،بل هو مشاعر لٱ تنتهي ، فعندما يحب القلب ليس ممكنًا أن يتناسى من أحب ،فأحيانًا قد يتحول الحب لكره ،أو يتعرض للخيانة ، وقد يحاول الشخص إخفاء ذلك بتغاظي عليه ،ولكن تبقى الحقيقة الوحيدة أن القلب لا ينسى من أحبه يومًا ، قد نتجاهل ،ولا نُبالي ، ونكابر ،ولكن ليس بوسعِ أحدٍ أن ينسى من فتح له قلبه يومًا ،فما بالكم بحب لم ينتهي ولكن انقطع نظرًا لصعوبة الظروف .
أصبح الحب في مجتمعي شبيهًا بالحرام ، أصبح كل شخصٍ يلجأ لطرق غير مشروعة لتعبير عن حبه ،فليس بوسعه إظهار الحقيقة خوفًا مما قد يحصل ، وبذلك يعرض نفسه للخطر من العواقب الوخيمة التي سيتلقاها إن كشفت حقيقة ، أصبح الحب في وطني وحشًا يتحاشاه الجميع ، فليس هنالك مشاعر الحنان لنتلقاها ، نعاني جفافا شديدًا في العاطفة ،فلا نملك حنان أُمٍ لصغيرها ،ولا عطف أبٍ لولده ولا دفئ كتفِ أخٍ لأخته ، لا نجد الإهتمام من أحد ، فعندما نقع بالحب من البدهي أن نشعر بذلك الاهتمام المفقود ، نجد من يستمع لنا وجميع تفاهاتنا و صرخات قلوبنا نجد ما يملئ ذلك الفراغ الحاصل في كياننا .
شعبٌ تربى على العيب قبل الحرام…
نخشى أقرب الناس إلينا ، لا نكلم أحدًا عن أوجاعنا خوفًا من ردةِ فعلٍ غيرُ متوقعة ، تتحطم قلوبنا كلما حاولنا التكلم معهم ،-أصمت فالكبار هم الذين يتحدثون ، أحترم منهم أكبر منك ،لا ترفع صوتك ،ليس لك رأيٌ فينا فلتزم الصمت… - كلام ثقيل يرمى فوق ظهورنا لذلك نلتزم الصمت ، فلا حق لنا بتحدث ،لا يهتمون لشيءٍ سوى مكانتهم بين الناس ،سمعتهم هيا من تُهمهم ، لٱ تهمهُم أحلام أطفالهم ، لٱ يصغون إلى مافي قلوبهم ، يكبرونَ وفي داخلهم صرخات محتجزة وآمالٌ خائبة ، لٱ يجدون الإهتمام أبدًا ، يصرخون على أطفالهم إن لم يحصلو على أعلى الدرجات ، هم لٱ يهتمون بما في داخله وما هيا مشكلته ،بل كل ما يريدونه هو التفوق فقط لٱ يهتمون بمشاعره ،لا يتداركون رغباته ،<أنت فاشل> حطمت حياة الكثيرين ، لٱ يدركون ماذا نحتاج ( هو طفل) من الطبيعي أن يحلم ، من أن يرى طفلاً أخر يمتلك شيئًا ويريد الحصول على مثله، و أن يخطئ فهو يتعلم ، ولكن لٱ .. لأن الخطأ جريمةً أيضاً ، فإن أخطأ يضرب ، حتى لا يكرر الخطأ،ومن فعلهم هذا يقودونه للإطرار لأن يكذب كيلا يُضرب مرة أخرى، يزرعون في داخله الخوف والخشية من تجربة أي شيئٍ جديدٍ لربمى قد يخطئ ، وإن أراد شيئا لٱ يحصل عليه يقولون له ليس لدينا المال لشراء أشياء سخيفة فأنت لست صغيراً لتلعب بها فما حاجتك لها،لا يدركون بفعلهم هذا أنهم قد يقودوه لسرقه وتفكير أن ليس لدى عائلته مالٌ لشرئها ، كلماتهم جارحه أفعالهم مؤلمة ، نكبر وبداخلنا طفلٌ محتجز لم ينل طفولته التي يستحقها ، يكبر الطفل ورغمًا عن كل الصعوبات التي واجهها ، يكبر ليتلقى الإهانات من عائلته -أنت لم تتربى بعد ، ليس منك أي فائدة ، أنت فاشل… يتناسوننا في الصغر ويتداركوننا في الكبر بعد فوات الأوان ، لما نحن عُصاة ؟ لما لا نحب البقاء معهم؟ لماذا لٱ نتكلم إليهم؟…
نحن فقط نصمت فليس بوسعنا فعل شي ذهبت طفولتنا ،ستضيع مراهقتنا ونحن نحاول شرح مافي صدورنا من آلام ورغبات، مواهبنا التي نمتلكها والتي لم يقدرها أحدٌ تلاشت مع أول نسمة هبت ،لم نحصل علـى التشجيع وحتى وإن حصلنا على بعض الكلمات فهيا لٱ تفيد ، نريد شيئًا نراه بأعيننا ،لا نريد بضع كلماتٍ تلقونها علينا فقط لتتخلصوا منا ، بل كل ما نحتاجه كلامٌ يتبعه فعل، ولكن هذا شيء مستحيل ،حرمنا من أبسط الأشياء المعنوية فما بالكم بالمادية… لم نطلب المستحيل يوماً ،فقط كل ما نفتقر إليه عنصر الإهتمام .
ورغم ذلك يسألونا بصوتٍ جزلٍ ونبرة غضب
هل قصرنا يوماً في إداءِ حقوقكم ؟…
نختار الصمت ونُجيب بِلا ،فليس لدينا الطاقة لدخول في نقاشٍ لٱ ينتهي ، وإن حاولنا التحدث وصراخ بما في قلوبنا لا تستطيع حناجرنا إخراج أحرف آلامنا بل ستُترجم لبكاءٍ حدٍ طويل ،نظرتهم لنا مختلفةٌ تماما عن نظرتنا لهم، لٱ نتحمل المزيد من الأوزان الثقيلة على ظهورِنا فنكتفي بالصمت…
وكم هو متعب أن تلتزم الصمت في حين أن لديك الكثير لتقوله…
ماذا بوسعنا فعله ؟ إن تحدثنا تألمنا وإن صمتنا تألمنا .
غلطة قلبٍ واحدة كلفته العمر بأسره ، لماذا يا قلب فعلت كل ذلك أكان من المفترض لك أن تُحب بتلك الطريقة؟
أصبح اللوم يقع علـى القلب المسكين لماذا هيمَ في حبٍ لن يستطيع تملكه ؟ و يعلم أنه سيتألم بسببهِ.
لم ينظروا الناس قطٌ للأشياء الإجابية أبدًا بل كتفوا برؤية الجانب السلبي منها ..
أنتِ يا فتاة عليكِ والإلتزام بالأعمال والمكوث في المنزل ..ستصبحين كذا وكذا ..أتفهمين؟
أمر ونهي ..هذا كل ما يجيدونه .يدعون الخوف علينا في حين أن كل الذي يقومون به هو حرماننا .
نحن لسنا بمعوقين لتحتجزوننا في المنزل وكل ما نقوم به هو الأعمال ،نحن نمتلك أحلامًا أيضاً ونود تحقيقها ، ورغم كل مانعانيه تأتي غلطة القلب لتغلق فسيفسات الأمل المتبقية…
أصبحت الثقة صفرًا… أجل صفرًا.
أغلقت جميع الأبواب أمامها ، تلك الغلطة قضت على كل شيء لم يتبقى لـها إلا ذلك الحبر الذي سيوثق جراحاتِها وانكساراتها وهزائمها المتتالية وتلك الورقة الضحية التي تقع بين يديها دائما ،وذاك الصوت الصاخب حينما يفيض التعب لروحها تهرع لذاك الحبر والورقة لعلها بذلك تشق حلمًا يخرجها مما هيَ عليه…
•هبة توفيق