صلاح حيدره
الاثنين 13 يوليو 2020 الساعة 00:41
( صراع القومية العربية والإسلام السياسي عنوان المرحلة..لتحقيق تطلعات إسرائيل )
بقلم/صلاح حيدره
يبدي الغرب قلقه من تمدد تيار الإسلام السياسي في المنطقة العربية والذي تتزعمه جمهورية تركيا ممثلة بتوجهات حزب الرئيس أردغان وتطلعاته لإعادة أمجاد الدولة العثمانية وكذا إيران المتهمة أيضاً بدعم التيارات الإسلامية ودعواتها لمناهضة التواجد الغربي في المنطقة ..
بدءا من العقد الماضي .ظهرت ملامح السياسة الخارجية لكلا من تركيا وإيران تأخذ إهتماما واضحا من قبل الغرب
وشرعوا في وضع مخططاتهم لمواجهة هذا التمدد الخطير على مصالحهم من وجهة نظرهم.....كما أن الدعوات ذات البعد القومي أو الديني تعد تخلفا ورجعية في منظور أنصار التوجه العلماني الذي يتزعمه الغرب ففي الوقت الذي ينظر فيه إلى ديمقراطية الحزب الواحد كما هو حال الأنظمة في روسيا والصين وسوريا وكوريا الشمالية وفينزولا وغيرها كأكبر العوائق أمام التوجه العلماني تعود إلى الواجهة مشاريع ذات طابع قومي أو ديني في المنطقة ..الأمر الذي نقل الصراع الى مستويات خطيرة على الأمن الدولي والإقليمي
ولمواجهة هذا التمدد للإسلام السياسي ...يسعى الغرب إلى إحياء الخطاب القومي العربي كأحد الحلول وتشكيل تحالفات عسكرية عربية تتلقي كافة أشكال الدعم لوقف هذا التمدد .. فأعطى الغرب للسعودية الدور في مواجهة تيار الإسلام السياسي الشيعي المدعوم إيرانيا بزعمهم وأعطى لمصر مهمة مواجهة تمدد تيار الإسلام السياسي الممثل بتيار الإخوان المسلمين السني المدعوم من تركيا
و لصد هذا التوجه الإسلامي قد نشهد عودة للخطاب القومي واليساري وأحياء المشاريع والمبادرات والآمال العروبية بغرض حشد الشعوب في صف أنظمة عربية ترفع تلك الشعارات القومية ..بتوصيات غربية
كما يضع الغرب قضية القومية الكردية ضمن الحلول لتحقيق هدفين أولهما تثوير الأكراد في الأراضي التركية والإيرانية حيث يتلقي أكراد سوريا والعراق دعما أمريكيا وإسرائليا وفرنسيا وبريطانيا .ويدفعون بهم للمطالبة بالإستقلال والمطالبة بدولة مستقلة
بهدف تحويلهم الى خطر حقيقي يهدد وحدة أراضي وشعوب كلا من تركيا وإيران وسوريا والعراق ..والهدف الآخر مواجهة القومية العربية لآحقا في حال أنتصروا على مواجهة تيار الإسلام السياسي في المنطقة للفتك بالقومية العربية حال تبلورها كمشروع خارج عن السيطرة .
ربما لا تدرك زعامات التيارات الإسلامية والقومية أنها تنجر. وراء ما خطط له الغرب وأن تحركها وإنتصاراتها يصب في خدمته أجندة الغرب في المنطقة...فسوء الوضع الإقتصادي في إيران أو تركيا أو مصر أو السعودية نتيجة انفاق الأموال وتبديد الجهود والطاقات والدماء والإمكانيات في هذه المعارك ..يجعلها عرضة لثورات شعبية داخلية
حيث باتت شعوب المنطقة تدرك جيدا ً حالة الإنفصام في خطابات زعماء الصراع القومي أو الإسلامي
ولم تعد تهتم بأي إنتصارات تأتي على حساب إلإقتصاد ولا تؤمن بأي مشروع ينفذ خارج حدود الوطن مهما كانت المبررات
إذ لا تزال الشعوب العريية والإسلامية في خيبة أمل من كل العنتريات الجوفاء التى أطلقت في قضية فلسطين طيلة عقود دون أن تغير من الواقع شئ وفي ظل هذا الصراع أيضا فقدت الورقة الفليسطنية فعاليتها ...ففي الوقت التى يتصارع فيه كل المزايدين بالقضية الفليسطنية - عربا ومسلمين - حول مناطق نفوذ هنا وهناك..تسعى ٱسرائيل لضم أراض فلسطينية جديدة أستقطعت من الضفة الغريية وتشيطن المقاومة في غزة أمام الرأى العام الدولي والعربي
وتعلن القدس عاصمة لها دون أن تضع أي إعتبار لكل القرارت الأممية والتنديدات الدولية وتعلن أيضا وبصراحة ملكيتها للجولان السوري دون أن نسمع خطابات كتلك التى كانت تلقى في السنوات الماضية ..لم تعد قضية فلسطين تحشد الإعجابات للزعماء العرب والمسلمين وهم اليوم يوجهون بوصلة الصراع ضد بعضهم في أكثر من جبهة ودولة قي سبيل تحقيق إنتصار لإسرائيل وتطلعاتها لتكون الدولة الأقوى في المنطقة دون منازع ..
صراع يلحق بالجميع مزيد من الضعف والشتات والسقوط لصالح الغرب وإسرائيل في المقام الأول التي لا تدخر جهدا لجعل العرب وتركيا وإيران يخوضون الحرب نيابة عنها وفي ضرب بعضهم ببعض بما يحقق حلم إسرائيل كاقوى دولة في المنطقة تفرض كلمتها على مستقبل المنطقة .والأكثر مأساوية أن الجميع لم يعد يمتلك قرار التوقف. أو التراجع لأن الجميع وقع في فخ السياسية الغربية التى تقود الجميع الى حافة السقوط أو القبول بشروط الإذلال .