سمية الفقيه
السبت 6 ابريل 2019 الساعة 22:51
ومازال البؤساء يدفعون الثمن.
سمية الفقيه

 


وكأننا غير مكتوب علينا ان تعيش نفوسنا راضية مرضية في بلد يضمن لنا حق العيش بمواطنة مكفولة.. ولا ندري إلى متى ستظل الأدخنة تغطي وبكثافة كل بارقة ضوء تريد أن تعبر إلينا بسلام، دونما أخاديد من جمر ونار. ولا ندري إلى متى سيظل المواطن اليمني الكادح يدفع ثمن أخطاء السياسة الدامية، والساسة الأكثر دموية؟ يدفع ثمن ذلك تقتيل ودم مسفوك وتشريد وشتات، ليغدو في النهاية بقايا مواطن عاش في حياته مهان الكرامة ومات دونما عزاء.

فلماذا يصبح المواطن اليمني كبش فداء لمجون السياسة والساسة المتصارعون على من يطيح بالوطن أكثر؟ لماذا يدفع هو ثمن أخطائهم مزيداً من الموت والدم المسفوك؟ فهمجية الصراع السياسي والاحتراب مازال وحصد الأرواح اليمنية ومازال الدماء اليمنية تُنتهك وبصورة بشعة.

اليمنيون الإخوة مازالوا يتقاتلون بشراسة متجاهلين أن قطرات الدم هذه حرمها الله وهي خسارة فادحة ولا مهزم فيه إلا الوطن والشعب هذا المسكين الذي ذهب ضحية مستنقع سياسي جره إليه عقليات دموية لا تؤمن بكرامة الإنسان وأحقيته في الآدمية الإنسانية.. عقليات احترابية بامتياز تصر أن تسحق آدمية اليمني وتجره كل لحظة إلى مشانق الموت ومقاصل القتل البشعة وتنتهك أيضاً حرمة الدماء اليمنية بنفوس نتنة وساردة في القبح .

ما خلفته هذه الحرب الدامية من بؤس وتشريد وأشلاء ومقابر جماعية وقتل يسحق اليمنيين البؤساء,و الفناء والدمار،هو صورة دموية لواقع احترابي مرير وبشع، ويضع علامات استفهام حول حكمة اليمنيين، ويتساءل أين ذهب تراحمهم وكيف مات الإخاء بينهم، من أجل حسابات ضيقة وعداوات مذهبية،و أجندات مؤدلجة، أجهضت كل مشروع إنساني ووطني في سبيل غيها وقباحة مشاريعها التدميرية.. كل ذلك أيضاً يشكك من وطنيتنا أمام التاريخ وولاءنا لبلد، لا منتصر فيها أبداً ،بل كلنا في طوفان العداوات هذا،خاسرون حتى النخاع.

فقط سؤال واحد نود توجيهه لتجار الحروب هؤلاء ألا يكفيكم أنهار الدماء اليمنية التي أرقتموها حتى اللحظة ومتى ستكتفون يا ترى؟

فمادامت عقليات الحروب مسيطرة وأصحاب المشاريع التدميرية يطفون على سطح الأحداث السياسية الراهنة فسيظلون يؤججون الشرور و يدفعون بواقعنا المتأزم إلى أشده بتعنت وغلظة لا حدود لهما, ويبدو أننا سنظل طويلاً تحت منحنى اللاإنسانية والولاء للوطن ولا ندري كم سنحتاج من أزمان أخرى كي تنتقل بلدنا لمرحلة النمو الخالي من الجهل والعصبية وازمنة الغاب ؟

سنظل دائماً وأبداً نرتجي واقع يخلو من اكتظاظ المآسي ومن عويل البؤس وأصوات النواح رغم تفاجئنا بواقع أشد مرارة ونحيب وسفك لأحلامنا البسيطة.. وكل الأطراف السياسية تسعى كي تكسب وتستفيد من الوطن بينما لا يريدون أن يفيدونه في شيء ،لا من حيث إحساسهم بالمسؤولية في أعمالهم ونواياهم وتصرفاتهم الهمجية، ولا من حيث أنهم تركوه وشأنه بعيداً عن أطماعهم وافتعالهم للتعقيدات والخبائث,بمعنى لا هم رحموه ولا هم تركوا رحمة الله تشمل البلاد والعباد، فعبثوا وأحرقوا وقتلوا ومازالوا يعبثون ويهتكون الدم اليمني, ومازال اليمني البائس بدفع الثمن ولا ندري إلى متى؟

اوقفوا الحرب.