أ. محمد الدبعي
أكثر من مائة، مابين شهيد وجريح، شيوخ وشباب، رجال ونساء وأطفال، وفي أطهر البقاع على الأرض وهي بيوت الله، لا ذنب لهم إلا أنهم جرذان في عيون زعماء العرب، لا ذنب لهم سوى أن زعماء المسلمين وخصوصا الأعراب والبدو فيهم يتمنون قتلهم ويحرضون عليهم، ويطالبون الغرب بمراقبة المساجد لأنها تفرخ الإرهابيين.
إبن سلمان، إبن زايد، والسيسي، أسماءهم أسماء عظيمة، الأوليان يحملون اسم نبي الأمة وقائدها وزعيمها الأوحد "محمد" رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، والثالث ينتسب إلى أحد أسماء الله الحسنى"عبد الفتاح".
هذا الإرهابي النيوزيلندي قاتل المصلين هو نتاج طبيعي لكم، بل هو نسخة طبق الأصل منكم أيها القتلة السفاحين. كم نفسا ستتحملون وزرها؟ وكم روحا ستزهقون بعد بأيديكم و بجريرة كلامكم؟
هل المساجد تفرخ الإرهابيين أيها الإرهابيون العملاء؟
فهنيئا لكم هذا الإنجاز العظيم!
ثم إني أوجه خطابي لكل الغاضبين على هذه المجزرة المساجدية في نيوزيلندا وأقول لهم هونوا عليكم، ترفقوا بأرواحكم، واقتصدوا في صب جام غضبكم على الغرب، وعلى بعض حثالات الغرب، وادخروه لأنفسكم، لاوطانكم، صبوا جام غضبكم على حثالات العرب وزعماءها الخونة العملاء.
إن كان هناك إرهابيون فزعمائنا هم قادتهم، وإن كان هناك حاقدون على الإسلام والمسلمين ففتشوا عن أوكار الحقد تجدونها في القصور الرئاسية والملكية العربية.
وهل يتجرأ أحد على الإسلام إلا من تجرئة زعمائنا المارقين عليه؟
وهل يجرؤ أحد على مس شعرة مسلم إلا لما رأوا زعمائنا ماذا وكيف يصنعون بنا؟؟
ومن يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميت إيلام!
محارق الأوطان العربية منتشرة في كل بلد عربي، والقتل وسفك الدماء على كل الساحات والميادين بالأفراد والجماعات. فلم كل هذا الغضب على قاتل متعصب غير مسلم ارتكب جريمته خارج ديار الإسلام؟؟؟
إن كان لكم من غضبة فاغضبوها على أولئك السفهاء الجالسين على العروش، الجاثمين على صدور الأوطان والمواطنين.
لا أبرر للقاتل الحقير الذي قتل إخواني في رحاب المسجد وهم بين راكع وساجد وقارئ للقرآن، لكني أحمل زعماء العرب الجبناء كامل المسؤولية عما جرى ويجري وما سيجري هنا أو هناك.
أحملهم وزر الدماء الطاهرة الجارية في كل حي وحارة في ربوع بلاد المسلمين وخارجها.
قال عمر بن العزيز رضي الله عنه: أنثروا الحب على رؤوس الجبال كي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.
وأنتم تنثرون الإرهاب القاتل على ربوع الأوطان حتى قيل جوع وتشرد وقتل ينتشر في بلاد المسلمين.
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال: والله لو أن بغلة عثرت في العراق (وهو قابع في مدينة رسول الله - ص-) لسألني الله عنها لم تسو لها الطريق ياعمر.
واليوم يسوي سراق السلطة الطريق للقتلة والمجرمين ليس ليتعثر بهم المسلمون وإنما ليهانوا وتغتال حقوقهم في الأمن والأمان والعيش الكريم.
بنو خزاعة توجهوا إلى رسول الله (ص) طالبين النجدة على بني بكر الذين غدروا بهم، وأنشد قائلهم:
يا رب إني ناشد محمدا * حلف أبيه وأبينا الأتلدا
فانصر رسول الله نصرا أبدا * وادع عباد الله يأتوا مددا
في فيلق كالبحر يجري مزبدا * إن قريشا أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا * وجعلوا لي في كداء رصدا
وزعموا أن لست أدعو أحدا * فهم أذل وأقل عددا
هم بيتونا بالوتير هجدا * وقتلونا ركعا وسجدا
فقال رسول الله (ص): نصرت يا عمرو بن سالم! وأمر الناس بالتجهز للقتال.
وهذا الحجاج بن يوسف الثقفي شيخ بني أمية وفارسها، أسد الإسلام وحامي حماه، تستنجد بها امرأة اغتصبها رجال ملك السند وقتلوا من كان في السفينة من المسلمين: فقال حين وصله الخبر: نصرتي أيتها المرأة. وجهز جيشه وفتح بلاد السند والهند. فمن ينتصر لنا اليوم؟؟؟ من؟؟؟؟؟
أولئك آبائي فجئني بمثلهم .. إذا جمعتنا ياجرير المجامع!
فيا أيتها الشعوب المقهورة المغلوبة المطحونة المخدرة المستخذئة! ثوروا على الطغاة الذين جعلونا مداسا لأحذيتهم.
إني أرى رؤوس قادة قد أينعت وحان قطافها. فياترى اي شعوب ستقطفها؟؟؟!
عاش شعب الجزائر الحر
والرحمة على الشهداء
والخزي والعار على الشعوب المسلمة النائمة
والويل للزعامات العميلة والخائنة.
أ. محمد الدبعي
17/03/2019 2:01 م
هزة قلم!
رمدت عيونكم.. فخاب تحليلكم!
تصيبني الدهشة الشديدة من بعض الكتاب حين يغمضون عيونهم، ويصمون آذانهم، ويغلقون نوافذ قلوبهم ويكتبون أشياء هم أنفسهم غير مقتنعين بها، لكنه عمى البصيرة، يناقشون الأحداث بأسلوب الطرشان فيزيدون الغمة سوادا.
وفي الحقيقة لست أدري أيتعمدون ذلك أم أن عقولهم قصرت عن فهم الواقع وتوصيف الأحداث، وفك شفراتها ليتسنى لنا جميعا معرفة الخلل ومن ثم الشروع في إصلاحه. لكن يبدوا أن مواد التخدير المستخدمة فينا قوية جدا، حتى أننا نبدوا كالبلهاء، أو أننا لا نريد كشف المستور فنحاول متعمدين طمسه كي تظل الأمور كما هي دون تغيير.
من أكبر السفه الفكري أننا نحمل كل ما يحصل لنا في هذا العالم على الغرب. فهو شماعة بلاهتنا وفسادنا وتخلفنا. فما أسهل أن ترمي الآخر بدائك وتنسل.
ومن أعظم الترف الفكري أن نعيد قراءة التاريخ والوقائع بنفس النظارة، ومن نفس الزاوية، ونناقشها بذات العقلية الأولى، ثم نريد من الآخرين أن يفهمونها هكذا وأن يقتنعوا بها كمسلمة لا تقبل القسمة على إثنين.
الحادث الإجرامي في نيوزيلندا، كلنا يعلم أن القاتل أسترالي كافر يبغض الإسلام والمسلمين.
وكلنا يعلم أن ملة الكفر واحدة أيا كان جنسها أو لونها أو لغتها أو معتقدها. وكلنا يعلم كره اليهود والنصارى للإسلام والمسلمين: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم!".
وكلنا يعلم عن الحملات المغولية والصليبية واليهودية والصهيونية على العالم الإسلامي، ومحاربة المسلمين في شتى بقاع المعمورة.
كلنا يعلم عن محاكم التفتيش، والإبادات الجماعية. نعلم ذلك علم اليقين ياسادة، أقسم بالله! إذاً فما الجديد إذا كنا نعلم كل ذلك؟
لا أدري ما الجديد عند من يكتبون و يسردون لنا التاريخ. لا أدري ما الذي يريدون قوله، ومن أي منطلق ينطلقون!
لكني أستنتج شيئا واحدا فقط هو أنهم يحاولون مجاراة النعام في دس رأسها في التراب، مؤكدين موقفهم من واقعهم: (لا أسمع.. لا أرى.. لا أفهم!).
أما الفكرة التي أريد إيصالها للقاريء اللبيب، هو أن الغرب لا دخل له بنا لا من قريب ولا من بعيد! سيتساءل القارئ: كيف ولماذا؟؟!!!!
أقول هون عليك أيها القارئ المثقف اللبيب! رويدك أيها الأخ الواعي الحصيف!
نعم اوافقك الراي أن يد الغرب موجودة في كل مصائبنا وآلامنا. لكن هل الغرب هو مصدر مآسينا وكوارثنا؟؟؟! لا والله! نكذب على أنفسنا لو قلنا ذلك ونكذب على الله ونكذبه حين نرمي بالتهمة على غيرنا ونؤمن بها! أي نعم!
الحق عندنا، ورب الكون وجنده في صفنا، ومع ذلك كله نقاسي ونعاني الويلات. أضحى المسلمون اليوم كرات تركلها أقدام اليهود والنصارى والملحدين والبوذيين والهندوس، وعباد الفئران وفي كل الملاعب. فهل فكرنا ياترى لماذا يحصل لنا كل هذا؟؟؟ طبعا لا، لأن التهمة جاهزة وماعلينا إلا رميها عليهم، لكن القرآن يقول غير هذا ياسادة!
تعالوا بنا لنرى سويا:
"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له!". فهل نعيش لله؟ وهل نذرنا حياتنا ومانملك لله وحده؟!
"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض!". فهي سنة التدافع الحضاري بين الحق والباطل. فأين أهل الحق من سنة التدافع هذه؟؟!
"لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى!". فقد أعلمنا العليم الخبير بأعداءنا وما يحملونه لنا من حقد وبغضاء، بمعنى إحذروهم فإنهم يتربصون بكم للانقضاض عليكم واستئصال شأفتكم. فهل أخذنا ما قاله لنا ربنا على محمل الجد؟ أم أننا طبقنا حديث رسول الله المعاكس للآية: "لتحذون سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى إذا دخلوا جحر ضب لدخلتموه!". فصرنا نقلد القوم في كل سفاهاتهم وترهاتهم وتركنا حياة المسلم المثالية القدوة؟؟!
قال (ص): "إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة!". فهل حكامنا الرويبضات أهل لحكمنا، أم أنهم سفهاء القوم وحثالتهم؟؟؟
وبما أننا أوسدنا الأمر لأمثال هؤلاء السفهاء، ورضينا بهم وسكتنا عن سلوكياتهم المعادية للإسلام والمسلمين في الخفاء، فإننا نستحق مايحدث لنا، لأننا إمعات، خنع أذلاء.
وكيف لأمثال هؤلاء الجرذان أن يحموا حمانا ويصونوا حرماتنا ودمانا؟؟؟!!!
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم!". فهل أعددنا من القوة والعتاد ما نرهب به عدو الله وعدو الإنسانية؟
هل أخذ حكامنا الفاسدون بشروط القوة حتى يهابنا الأعداء، ويحسبون لغضبتنا ألف حساب؟؟
هل نحن شعوب قوية بإيمانها وعقيدتها وسلاحها ترتعد منها فرائص العالم وترتجف قلوبهم وتخور قواهم لسماع صوت حاكم مسلم تنحنح أحم؟؟؟!!!
لا.. ومليون لا! لسنا كذلك مطلقا!
وأيم والله أستطيع أن أقول في الخاتمة أن الإرهاب هو نحن ومنا وفينا ومصادره ثلاث:
١. البعد عن الله تعالى، ما أصابنا وما سيصيبنا: "قل هو من عند أنفسكم!"، "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون!".
فبعدنا عن الله مصدر أول للإرهاب العالمي.
٢. حكام المسلمين: قاتلهم الله كم مصيبة جلبوها علينا! قتلونا شردونا مزقونا وبلادنا، نهبوا ثرواتنا، نشروا الفساد فينا، أوهنوا قوانا، زرعوا الفتن بيننا، والأحقاد، شرذموا دولنا، وشتتوا شمل أمتنا، وبثوا النزاعات بين أوطاننا ببعضها.
دموروا جيوشنا، وخذلوا عزيمة الشباب وهمم الأبطال كي لا يبقى فينا من يدافع عن كرامتنا وكرامة أمتنا، فجرأوا بهذا علينا الصغير والكبير والوضيع والصعلوك.
يدعمون الإرهابيين، ويحاربون الوطنيين والمخلصين، ويدعون العالم لمحاربة الإسلام والمساجد.
فبالله عليكم! أين مصدر الإرهاب في حكام الغرب أم في حكامنا؟! عليهم من الله ما يستحقون.
٣. خنوع الشعوب العربية والإسلامية للطواغيت وعدم الثورة عليهم. فلن تتبدل أحوالنا ما برح هؤلاء الأوغاد يحكموننا: "إن الله لا يغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!".
وهذا هو مصدر الإرهاب الثالث! فكيف لمسلم ضعيف مهان في بلده، محتقر عند حكامه أن تكون له قيمة عند أعدائه؟؟؟!!! السر "وأعدوا!".