سمية الفقيه
السبت 16 مارس 2019 الساعة 00:00
الانتقام من الوطن
اللاعبون السياسيون والاطراف المتحاربة, دونما استثناء, قادتهم عنجهيتهم وحساباتهم السياسية والحزبية, ومصالحهم المتضاربة إلى العداوات والثارات, وعدم قدرتهم على التعايش السياسي او التنافس على من يخدم واقع البلاد لما هو افضل, بل على العكس من ذلك تماما, تنافسوا وتبارزوا واشعلوها حربا ضروسا على من يهدم اكثر ,ومن يدمر اكثر ,ومن يسفك دما اكثر واكثر. كل طرف سياسي تعلق بمن يسانده ودخلت البلد في معمعة دامية ,وخاضت بلادنا حربا بالوكالة لحساب اجندات خارجية ما كان لها ان تطأ ارض بلادنا لولا ان الاخوة الاعداء اتاحوا لهم فرصة العبث,وجرنا إلى اقصى حالات الدمار وجعلونا مجرد قوم يعيشون حياة الغاب كل منا ينهش الآخر. بات جليا،وبعد اربع سنوات خراب وانهيار،ان الاطراف المتحاربة،لم تجنٍ شيئا، ولم ولن ينتصر ايا منهم ابدا طالما كانت النتيجة ما نعيشه الآن من مآسي،وما تعيشه البلاد من خسائر في شتى الجوانب الاقتصادية والتجارية والعسكررية والانسانية, وانهارت كل اركان الدولة ومقدراتها ولم يتبق سوى وطن ممزق ومشتت تجري فيه دماء الابرياء بفعل صلف وتجبر كهنة الحرب، ومن لازالوا مصرين على استكمال انهاء اليمن حتى آخر حجر وآخر بشر. الانتقام من وطنهم ما هو إلا دليل على النرجسية البحتة التي تحركهم وتمنعهم من رؤية ما آل اليه الواقع اليمني من بؤس, والا ماذا نسمي مرور اربع سنوات من الحرب والوضع مازال يزداد سوءا وقتلا والجميع مازالوا عند نفس النقطة من التعنت والتمسك فقط ما تمليه عليهم مصالحهم دونما استشعار لأي جانب وطني او انساني يحتم عليهم إخراج البلاد والعباد من سعير الحرب؟ الانتقام من الوطن هي لعنة آثمة حلت على المتحاربين،كان ثمنها باهضا جدا ,ثمنها ضياع بلادهم وقتل شعبهم واهانة يمنهم ارضا وانسانا.. ورغم كل هذا مازالوا لم يخجلوا بعد, ومازالت البندقية تؤتي اكلها كل طلقة والمقاصل يزداد زئيرها كل ثانية. |
أخترنا لكم
الأكثر زيارة
|