أ. محمد الدبعي
من ذا يكف يديك عن عصر الجراحات الثخينة
من ذا يلبي لو دعت هذي المناصات الدفينة
من ذا يلقن طفرة الإعصار أخلاقا رزينة
نأت الشواطئ يا رياح فأين من ينجي السفينة؟
هكذا ردد أديب اليمن وملهمها الراحل عبدالله البردوني.
أين من ينجي السفينة؟
التحالف لا يريد أن يستلم الدولة أحد غير الذي في بالهم! يبحثون عن الشخص الدنيء الرذيل الذي ليس لديه ذرة من حياء أو كرامة.
من هم في مأرب متهمون بالأخونة، والذين في عدن انفصاليون وإخونجيون، وتعز لا يراد لها أن تتحرر وتستقر لأنهم دواعش، والإصلاح لا يعجبهم، والرئيس هادي لا يوافق هواهم.
التحالف إن لم يكن قد تزندق.. فهو على أقل تقدير قد تفوسق! لا يهمه من أمر اليمن ولا شعب اليمن شيء، وليس مهتما أصلا باستعادة الدولة البتة.
إذا ماذا يريد؟ ألم يأت إستجابة لطلب رئاسي من هادي؟ أليس هو الحليف المنقذ لليمن والعروبة والإسلام من شر الحوثي وإيران؟
خذوا هذا الدليل البسيط لتعرفوا كيف يفكر التحالف: كبير المراسلين الحربيين لقناة العربية البحريني محمد العرب. فبعد مرور يومين تقريبا على فوز قطر ببطولة أمم آسيا لكرة القدم والتي أقيمت في الإمارات، وعلى ملعب محمد بن زايد في أبوظبي
يخرج هذا المراسل بتصريحات مسيئة لكل الذين شجعوا المنتخب القطري، ولكل من فرح لهذا الفوز، وذلك حين وجه كلامه للشرعية اليمنية، ومن خلالها للمواطن اليمني ولكل عربي حر، حين قال - في حسابه على تويتر- : "كيف يمكننا نحن كداعمين للشرعية أن نقنع السعودي والإماراتي والبحريني، أن وزراء في الشرعية المدعومة بالدم والمال والسلاح يستهترون بدماء شهدائنا ويرقصون فرحا لفوز منتخب قطر!!
وفي تغريدة تالية قال: كل مسؤول يمني يحتفي بفوز منتخب قطر سيحتفي أيضا بحكومة إيران وحكومة تل أبيب عليهم أن يخجلوا قليلا!!...
هكذا قال هذا المراسل النكرة الذي إسمه للأسف الشديد لا ينم عن أصله: محمد العرب.
إسمك إسم نبي الأمة محمد (ص)، ولقبك يخالف معناه، وربما حذفت النقطة من حرف الغين.
كم خدعتنا أيها الجاسوس الغريب؟ وكم كنا أغبياء حين تفاعلنا مع شعارك الرنان "نحن هنا فأين أنتم"، ولم نكن ندري أن وراء هذا الشعار أجهزة استشعار للعدو لتحديد أماكن ابطال الجيش اليمني ليتم قصفهم واغتيالهم في جبهات نهم والبيضاء وغيرها!
هذا نموذج للتحالف البغيض كي تعرف من يكون تحالف الغدر هذا، لكن للاسف اكتشفنا هذا مؤخرا.
لقد نطق مراسلهم بما يجيش في صدورهم. إذا كان هذا فعلهم في قطر، فكيف يكون غدرهم فينا؟؟
(قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر!).
رئيس الشرعية والكثير من وزرائه ومساعديه ممنوعون من الرجوع إلى عاصمتنا المؤقتة عدن، وهم بهذا يعملون على تقويض الشرعية بشتى الطرق، وعن طريق إنشاء مليشيات مسلحة تقارع الشرعية وقوات الجيش.
لا يدعمون الدولة اليمنية، بل ويجرونها من أذنها من مفاوضات إلى مفاوضات، موفرين الوقت الكافي للحوثة الذي يسمح لهم في تقوية جانبهم عن طريق تثبيت لا شرعيتهم لتصبح شرعية، وإدخال السلاح إليهم.
من يوم لآخر تتضح الصورة أكثر فأكثر أن اللادولة هو الغاية كي يستمر الإبتزاز والإمتهان للحكومة والشعب ليتسنى لهم في الأخير تقاسم الكعكة اليمنية على ما يشتهي الوزان.
أكيد انه تفكير غبي ولا معقول في نظرنا نحن اليمنيين، لكنه ليس كذلك في عيونهم هم، لاسيما أن بطون الوزراء والقادة والحاشية المرافقة وقادة الأحزاب المنافقة كلها تمتليء يوما بعد يوم، وجيوبهم كذلك.
كيف لا يفكرون بالوصاية عليك أيها الشعب المستغبى تارة بتمجيدك لعفاش الهالك الذي دمرك ودمر حياتك وحياة أبنائك وأبناء أبنائك من بعدك، وتارة بإهانتك وقبولك المعونات والصدقات التافهة؟؟!
وملحوظة يجب التركيز عليها مكتوبة على المنابر التي يتكلم منها المالكي قائد قوات التحالف، وهي أن إسم "قيادة قوات التحالف" قد تغير إلى "قيادة القوات المشتركة"، يعني قوات الوصاية!
كم مرة خاطبكم الرئيس أيها الوزراء والمسؤولون جميعا ودعاكم للعودة إلى عدن او مأرب لممارسة مهامكم على أرض الواقع وليس من فنادق الرياض؟؟؟؟
ولنفرض أنكم غير قادرين على مغادرة الرياض بقدرة قادر، أفليست لديكم قليل من نخوة ونذر قليل من عزة وشرف وكرامة فتغادرونها إلى الوطن وليكن مايكون؟؟؟
لكنكم قليلو الحياء ومكسوروا ناموس! لقد بعتم الشرف وعزة النفس والوطن بثمن بخس، دراهم معدودة.