أ. محمد الدبعي
هزة قلم! ثلاث دول.. وثلاث!
ثلاث مهلكات.. وثلاث منجيات!
ثلاث ترسب معهن.. وثلاث تنجح بهن!
ثلاث إن ماشيتهن، ووضعت يدك في أيديهن رسبت وخسرت وخسر الشعب، وثلاث لو صافحتهن، ووضعت يدك معهن ربحت وربح الوطن!
لا أكذب حين أقول هذا ولا أفتري، ولا أبالغ أو أداهن، إنما هي الحقائق تخبر عن نفسها، والوقائع تصدق ذلك أو تكذبه. وحتى لا أطيل عليك سيدي القاريء المحترم، ماعليك إلا أن تقرأ الأحداث، وتتابع أخبار الدول وستعرف كل ما أذكره لك في هذا المقال، الذي أحاول أن أختصره لك لتعي الموضوع، وتستوعب فكرته.
الثلاث المهلكات فهي بالترتيب كالآتي:
١. إيران: عرش إبليس!
إعادة الإمبراطورية الفارسية هو هدفها الأول والأخير. فحين تمد يدها لمساعدة دولة ما، أو تقيم علاقات معها، لابد وأن يكون التعاون الثقافي والسياحي والعمل الإغاثي أحد شروط هذا التعاون، بل لربما هو أهم شرط. ياترى ما السر في هذا؟ السر كما لا يخفى على المتابعين للشأن الإيراني هو نشر التشيع في تلك البلاد عن طريق تبادل المنح الدراسية، واستقبال أكبر عدد من بعثات تلك الدولة، وعن طريق بناء المدارس التعليمية الدينية "الحسينيات"، والمعارض الثقافية، والرحلات السياحية والتي من خلالها يتم بث السموم الشيعية الإثني عشرية، وإعداد الملالي من أهل تلك البلاد. فتجد البلد نفسها وقد انتشر فيها فكر مسخ جديد لم يكن موجودا من قبل ولم يسمعوا به.
ومن قوة سخاء الدعم السري للحكومة الإيرانية في الطبقات الفقيرة، وإنشاء مدارس تعليم للأطفال مع طاقمها التعليمي ينشأ أطفال تلك البلاد على التشيع.
ويستمر هذا العمل طويلا لسنوات حتى يتجذر هذا الفكر، ويصبح قوة لا يستهان به، وهناك تبدأ الطائفية تطل براسها من أجل الإستيلاء على مقاليد تلك الدول: العراق، لبنان، سوريا، اليمن، مالي، السنغال، نيجيريا، الصومال، وحتى السودان وغزة..الخ.
من هنا نقول أن إيران هي العرش المتربع عليه إبليس، ومن هناك يبث أعوانه شرقا وغربا، فمساعداتها كلها شر محض مزينة كتزيين إبليس لبني آدم!
٢. السعودية: قرن الشيطان!
ما قد رأيت منها خيرا تفعله قط!
كل ما تفعله هو مماحكات بينها وبين الدول، وابتزاز الدول الأضعف المحتاجة لأموالها، ومعاداة الآخرين الذين لا يقبلون الدخول تحت عباءتها، على الرغم من أن المملكة مؤهلة للعب دور الأب والأم ليس للعرب فقط فقط بل لكل الدول الإسلامية.
ولكن فاقد الشيء لا يعطيه! من أين لها هذا الوسام القيادي إذا كانت هي بنفسها مقادة ومنقادة للسوط الأمريكي بشكل خاص، والغربي بشكل عام كبريطانيا وفرنسا. السعودية ذاتها تحت الوصايا، وتنفذ أجندة أجنبية، وما تدخلت السعودية في بلد إلا دمرته وأفقرته، لأن هدفها ليس المساعدة وإنما الإبتزاز وشراء الذمم الفاسدة في ذلك البلد لتنفيذ أجندتها الخاصة بها اي السعودية المتوافقة مع ما يريده الغرب، ولا يهمها بعد ذلك وضع ذلك البلد ومواطنيه. الأمثلة والشواهد على ذلك كثيرة، أهمها الأردن، اليمن، مصر، تونس، ليبيا، المغرب ومن قبل السودان، الصومال، اريتريا… وهلم جرا.
٣. الإمارات: الوكر الخبيث!
ابدأ منين أو منين! هذه دولة حديثة مارقة عن عروبتها، منسلخة من دينها وانتمائها، عالقة في وحل الفساد المالي والدعارة، والإفساد في خارج حدودها. لم تضع يدها في أرض ما إلا أحالتها بورا، ولا في منطقة ما إلا نجستها ومزقت وحدة شعبها ولحمته كما تفعل إيران، ولا وقعت اتفاقيات تعاون مع بلد إلا وحاولت الإستيلاء على أرضه وممتلكاته، أي أنها تسلك مسلك المحتل، ظانة نفسها دولة عظيمة. الشواهد على ذلك إريتريا، جيبوتي، الصومال، مصر، تونس، ليبيا، السودان، سوريا، الاردن وآخرها اليمن، والقائمة تطول.
يكفيك أن تعرف أنها مأوى المارقين والمجرمين أمثال دحلان وضاحي خلفان، المزروعي ورجالات الموساد، وغيرهم من شذاذ الآفاق.
أما الثلاث المنجيات:
إن كنت ولابد متعاقدا أو متحالفا مع دولة ما، وهو في الحقيقة أمر لابد منه لأن العالم يعيش في تحالفات، والدول الفقيرة تحتاج للغنية والمتطورة حتى تأخذ بيدها إلى الأمام. وبما أنه ضرورة لابد منها فليكن تحالفك مع دول تحترم نفسها وميثاقها وعهدها، ولا تخون أو تنكص. وهناك دول لها باع في مجال التحالفات، ولم نسمع يوما أنها خدعت من تحالفت معه أو انقلبت عليه، أو استغلت ضعفه وحاجته بعقد صفقات انتهازية مضرة معه. ومن هذه الدول:
١. الصين التجارية!
هذه الدولة الملحدة الكافرة البوذية! صحيح أنها تقوم بعملية إبادة إثنية للمسلمين الإيغور ولا حول ولا قوة إلا بالله، لكن هذا لا يعيبها، ولا يستنقص من مكانتها العالمية، ولا يقدح في تعهداتها التي تبرمها مع الدول التي تقيم معها علاقات صداقة وتعاون تجاري استثماري، لأن الدول العربية المسلمة نفسها تبيد مواطنيها، وتقتلهم، وتزج بهم السجون والمعتقلات وبإسم الإسلام.
فالتعاون الاقتصادي مع الصين الشعبية لا يمكن أن يكون إلا مكسبا لتلك الدولة التي اتخذت من الصين حليفا، لأنهم يتعاملون في اتفاقياتهم على مبدأ أفيد وأستفيد، أخذ وعطاء على نسبة 50-50% العادلة، دون انتهازية، فما يهمها هو المصلحة الإقتصادية البحتة، عقلية التاجر الحاذق.
ولم نسمع بأي دولة انها تضررت من اتفاقها مع الصين وانسحبت من الاتفاق، بل العكس هو ما نسمعه ونشاهده، حيث تزاد المعاهدات توثيقا وتطويرا.
وآخر عنقود الدول التي اقتنعت بجدوى التحالف مع الصين هي دولة الكويت الشقيقة، وكذلك اليمن، والتي نتمنى أن تتم اتفاقياتها مع الصين والالتحاق بطريق الحرير الصينية.
٢. تركيا: الأخت الكبرى!
من منا لا يعرف دولة تركيا الحديثة، تركيا الرئيس اردوغان؟ تركيا التي تقود نهضة عمرانية واقتصادية وعلمية وعسكرية وسياسية. تركيا التي صارت ذات النفوذ الإقليمي الذي يحسب له ألف حساب، والإقتصاد العالمي الممتد شرقا وغربا.
تركيا نصيرة الضعفاء، وقوة المستضعفين، والمدافع عن حياض الإسلام، والداعم الإقتصادي المنقذ للدول من الإنهيار. تركيا الدولة التي يعاديها حكام المسلمين الخونة والعملاء والمتصهينة. إنها تركيا الخلافة الإسلامية العثمانية سابقا، وجمهورية تركيا القرن الواحد والعشري
٢. تركيا: الأخت الكبرى!
من منا لا يعرف دولة تركيا الحديثة، تركيا الرئيس اردوغان؟ تركيا التي تقود نهضة عمرانية واقتصادية وعلمية وعسكرية وسياسية. تركيا التي صارت ذات النفوذ الإقليمي الذي يحسب له ألف حساب، والإقتصاد العالمي الممتد شرقا وغربا.
تركيا نصيرة الضعفاء، وقوة المستضعفين، والمدافع عن حياض الإسلام، والداعم الإقتصادي المنقذ للدول من الإنهيار. تركيا الدولة التي يعاديها حكام المسلمين الخونة والعملاء والمتصهينة. إنها تركيا الخلافة الإسلامية العثمانية سابقا، وجمهورية تركيا القرن الواحد والعشرين، التي مامدت يدها البيضاء إلى يد من يطلبها إلا انتشلته ورفعته، وما استجار بها أحد إلا أجارته، ولا استغاث بها مستغيث إلا لبته بدعمها السخي، وصدق نوايها، والوفاء بتعهداتها.
تركيا لا تأتي إلا للبناء والإعمار. للنهضة والتطوير، مع تبادل مصالح عادلة للجميع.
وما علمنا أن دولة ما اشتكت من تركيا بعد عقد اتفاق معها، بل تزيد في المعاهدات والمشاريع وتطورها.
إنها الحليف المؤتمن. وقد تفطن هادي لذلك، فبدأ في تفعيل الاتفاقيات القديمة معها، والعمل على تطوير معاهدات جديدة. فأرجو أن يسرع فخامة الرئيس في ذلك.
٣. قطر: تميم المجد!
دولة قطر! إحدى عجائب الدنيا في محيطها العربي والدولي. هذه الدولة الصغيرة في حجمها، الكبيرة بإسمها، الحقيرة في عيون حسادها العرب، الأميرة في نواظر العالم. قطر إسم حفر في صفحات التاريخ، ونحت في قلوب المحبين والمستضعفين. قطر دولة ضربت أوتادها في أعماق أعماق الأرض خلال فترة وجيزة مقارنة بعمر الدول، بضع وعشرون عاما فقط كانت كافية لترتقي سلم العالمية، وتجمع المجد من أطرافه، فبنت نهضتها الحضارية والعلمية والاقتصادية والأخلاقية على أسس متينة، وسياسات حكيمة، وخطى عظيمة رصينة.
هذه الدولة صارت من خيار الداعمين للملهوفين والمحتاجين. التعامل معها يرفع ولا يخفض، يقيم ولا يقوض، يبني ولا يهدم، يصدق ولا يغدر، تعاملها السياسي مع حلفائها وخصومها تعامل راق نابع من رقي أخلاق مسؤوليها. تمد يدها لمن يريد، بشرط الوفاء من الطرفين. وما أكثر المديح لها وما أقل من يذمها. ومن أراد الخير لوطنه وشعبه فدولة قطر جاهزة للعطاء، وبلا حدود.