أ. محمد الدبعي
هزة قلم!.. هادي والتسعين مجرم وحرامي!
لجرأته وشجاعته في الحروب لقب بالحمار، ويقال: "مروان أصبر من حمار في الحروب".
هو الخليفة مروان بن محمد بن الحكم بن مروان بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي، آخر خلفاء الدولة الأموية:. وعرف بـ "الحمار".
كان يحاول بصبر وجلد وشجاعة إعادة الروح لدولة بني أمية التي بدأت بالتفكك حتى قالت عنه كتب التاريخ إنه لا ينزل عن ظهر حصانه المنهك إلا ليمتطي ظهر حصان آخر استعداداً لمعركة أخرى. تولى الخلافة لمدة ستة أعوام، وسقطت دولة الأمويين بمقتله، وهو نموذج للزعيم الذي أتى في وقت غير وقته.. ولو أنه أتى للحكم قبل وقته لربما استمرت الدولة قرناً آخر!
وهانحن اليوم نعيش عصرا أشبه بعصر مروان بني امية، إنه عصر هادي أبين، وهو يحاول إعادة الروح لجسد الوطن المنهك!
بالتأكيد الزمن ليس في صالحه، وكل الظروف تعمل ضده، ولا يملك ما امتلكه مروان الحمار من دولة وسلطة وجيوش، ومع ذلك يقال عنه أتى في غير زمانه، فكيف بهادينا العظيم؟؟؟
لقد أتى هادي في زمن غير زمانه، حتى من حوله ممن يفترض أن يكونوا رجاله، وأعوانا له في شرعيته، إذا بهم خوانين ومجرمين وفسدة ولصوص، أو بالأصح وبكلمة واحدة أن أغلب من حوله قطاع طرق لابد أن يطبق عليهم حد الحرابة.
ومع ذلك ما أحلمه عليهم، وأكرمه معهم، لربما ليس لأن هذه سجيته، وإنما لأنه مجبر على ذلك. فلقد تكالبت عليه الوحوش اليمنية والعربية والفارسية والإفرنجية تنهشه وتنهش البلد برمته، ولم يجد لنفسه معينا على كل هؤلاء إلا الله والقلة القليلة المخلصة من أبناء اليمن.
هادي كرئيس يكافح لوحده، يناضل لوحد، يصارع لوحده، يقارع يحاور يعادي يصالح لوحده بكل صبر وتحمل وأناة وحلم، حتى أنني أكاد أجزم أنه فاق مروان الحمار نفسه والحمار معا بصبره وجلده وبأسه ورهاصته.
أي قوة وأي بأس شديد أوتيتها سيادة الرئيس هادي حفظك الله. أما والله إني لأشهد أنك إحدى آيات الله في أرضه، ونموذجا للقائد المحنك. لقد ثبتَّ يوم جزع الناس، وصمدت يوم خارت قواهم وانهزمت نفسياتهم، وتجلدت يوم ضعفت هممهم واستسلموا لواقعهم الأليم وحاضرهم الممزق بواسطة القريب والبعيد، وبيد الأخ والصديق. حواليك ما يقارب التسعين مجرم وحرامي بين وزير وقائد وسفير، ولم يتبق لك إلا النسبة الباقية من المائة وهي عشرة، وهي النسبة المخلصة لك وللوطن، ولم ينل الإحباط منك أو يهد من عزيمتك ويفتك بشكيمتك.
هادي جئت في زمان غير زمانك! في زمان لست أنت من صنع ظروفه، ولا من أشعل حرائقه، ولست انت من أحرق عمرانه، وهدم أسواره، وكتب فصوله، بل هو ذاك العلج الذي ماترك عليها من دابة سليمة، إنه عفاش الذي بآء بالجرم كله.
لكن أنت من يحاول إعادة رسم فسيفساء اليمن المحترقة، وإعادة صياغة فصول الأحداث العاصفة.
أنت من يحاول إعادة الروح إلى جسد شعب مهزوم مطحون مصدوم، في بلد هرم مهدوم مكلوم.
ولكن هذا قدرك سيادة الرئيس وقدرنا، وهذا حملك وحملنا، وداؤك وداؤنا، فأوجد لنا الدواء المناسب لمن نحن فيه أطال الله في عمرك وسددك.
إجتهدت فأصبت، وأتيت بالتحالف الذي وعد فغدر، وأؤتمن فخان. فلا عليك سيادة الرئيس واصل مسيرتك ونحن معك، حتى يقضي الله أمرا لهذا الشعب المسكين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!