أ. محمد الدبعي
ألو! مدير الأمن اللواء….؟ السلام عليكم!
معك محافظ مدينة تعز الجديد.
أرجو أن تنتظرني غدا عندك في مكتبك تمام الساعة الثامنة صباحا. وأرجو أن لا يكون معك سواء نائبك فقط.
ألو! رئيس القضاء الاعلى في مدينة تعز! معك المحافظ الجديد!
أرجو منك أن تعد العدة لمقابلتي في مكتبك غدا في الساعة الثانية عشرة ظهرا، ولا يكون معك إلا نائبك. تحياتي!
ألو! قائد المحور اللواء ….! السلام عليكم!
معك محافظ تعز الجديد.
أرجو أن تتجهز لمقابلتنا في مكتب المحافظة يوم غد تمام الساعة الخامسة مساء، تحياتي.
تم التباحث مع الجميع، وتم الاتفاق بشأن كل ما وضع على الطاولة من قضايا وموضوعات.
في اليوم التالي تم ترتيب لقاء موسع وعام مع مشايخ وأعيان وكبار رجالات تعز وتجارها في مقر المحافظة، وبحضور قائد اللواء، ورئيس القضاء ومدير الأمن.
"أيها الحاضرون جميعا بعد السلام عليكم! يشرفني أن ألتقي بكم بعد أن حملني فخامة رئيس الجمهورية أمانة مدينتنا الجميلة، الحالمة تعز. ويشرفني أن أنقل لكم تحياته.
الإخوة الحاضرون! ما دعوتكم لنتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة توليتي لهذا المنصب، وما أنا بصدد قبول مثل هذه الكلمات المادحة، ولكني بصدد أمر آخر يهمنا ويهم كل فرد في هذه المحافظة، في حضرها وريفها.
وإني والله! ما قبلت تحمل هذه الأمانة، ولا ترددت في قبولها كي أنال بها شرف المظهر والمنصب، وإنما لكي أخرج هذه المدينة من محنتها، وأعمل على بسط الأمن والسلام في ربوعها، والنهوض بها لتعود إلى أجمل مما كانت عليه في سابق عهدها.
أيها الناس! إصغوا جيدا لما أقول واحفظوه عن ظهر قلب! فإني والله ما جمعتكم إلا لأمر يشتعل في نفسي فأردت أن أبثه عليكم، وليعلم الحاضر الغائب.
لا أسمعن بجندي أو قائد، ولا موظف أو مسؤول يتخلف عن عمله، أو يتأخر أو يتقاعس إلا والله لعزرته وسجنته، ثم أفصله من عمله.
ولا أسمع عن شرطي أو ضابط شرطة يتهاون مع من يثيرون الشغب ويهددون الأمن العام ويدمرون السلم الإجتماعي أو يتعاطف معهم إلا نال مني نفس العقاب.
ولا أسمع عن تاجر عملة او أي بضاعة يحتكر بضاعته أو يغالي في سعرها أو يطفف في ميزانه إلا أغلقت متجره، وعزرته أمام العامة وغرمته ماليا وسجنته.
وأيم والله إني لا أقول إلا نفذت، ولا عزمت إلا أمضيت، وإن تحذيري لكم هاهو قد سبق فعلي، فلا أكرر ولا أعيد.
أيها الناس إني حين قبلت هذه الأمانة وزنتها في ميزان الحق هي ونفسي، فرأيتها أثقل وزنا من نفسي، فهانت علي نفسي فلم تعد تعنيني، ولا إزهاقها في سبيل تعز يضنيني، فلقد عاهدت الله تعالى أن أرِدَ المهالك في سبيل إحقاق الحق وإزهاق الباطل، ونصرة الضعيف والمظلوم، وأقتص له من الظالم.
الأرواح بيد خالقها، والأعمار قد كتبت، فالرجل المحترم يحسن إختيار الموتة لنفسه بين أن يموت موتة شريفة او موتة مهينة، وإني والله قد اخترت لنفسي الحياة الكريمة والموتة التي تشرفها:
من لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد!
فلا تغرنكم مني ابتسامتي، ولا ناعم كلامي وحديثي، فكما قال عنترة العبسي:
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها
عند التقلب في أنيابها العطب.
وكما قال الحجاج بن يوسف الثقفي:
أنتم أقعدكم ضعف هممكم، أما أنا فحماسي وعزمي قد سلبا مني سوطي وأبدلاني به سيفي، فمقبضه في يدي، وجرانه في عنقي، وحده في عنق من عصاني وخالف أوامري!
أما من هدد السكينة وروع المواطنين وأثار الشغب في هذه الديار فإني أقسم بالذي رفع السماء بلا عمد أنه لن يجد له إلا العدالة الفورية والقصاص ودون رحمة، فإني أنا خصمه والحكم فيه، فلا يفرطن أحدهم في روحه، فإني لا أقيم لروح المفسد قيمة، ولا أرعى فيها إلا ولا ذمة.
وإني سائر في الناس من الغد، ومعي جماعة من المسؤلين لزيارتهم في الأسواق، ثم نعرج على مناطق المشردين من منازلهم بسبب هذه الفتن التي ماجت في المدينة وأهلكت الحرث والنسل، وأوجه آخرين بزيارة الناس في منازلهم للإطلاع على أحوالهم كي يتسنى لنا تقديم يد العون والمساعدة لكل أبناء تعز.
ومن بعدها ستكون لنا زيارات ميدانية متواصلة متوالية لكل مرافق الدولة للإطلاع عن كثب واتخاذ مايلزم ويساعد على سير الأعمال.
وقد اوصيت رئيس مجلس القضاء في تعز أن يفتح أبواب المحاكم لمن لديه مظلمة، ويجهز السجون، ويقوم باللازم.
ومن اراد ان يلقاني بمظلمته أو شكايته فإني قد خصصت وقتا لهذا الأمر، فلهم ان يوافوني في مكتب المحافظة خلال أيام الأسبوع بين الرابعة والثامنة مساء، ياتي ويسجل اسمه ورقم وتلفونه ويعطى موعدا لمقابلتنا حسب ترتيب الوصول، ودون ضوضاء.
هذا ماعندنا، والله حسبنا وحسيبكم! وفق الله الحميع لخدمة المدينة والمواطن!
إنشروا هذا في الجريدة الرسمية وفي الإذاعة والتلفزيون وعلى الصفحة الإليكترونية!
(هذا أنا حين يجعلني فخامة الرئيس محافظا لمدينة تعز)