أ. محمد الدبعي
حمار كان مقيدا بشجرة.
جاء الشيطان وفك له الحبل.
دخل الحمار حقل الجيران وبدأ يأكل الأخضر واليابس.
رأته زوجة الفلاح صاحب الحقل فأخرجت البندقية وقتلت الحمار.
سمع صاحب الحمار صوت البندقية فلما رأى حماره مقتولاً غضب وأطلق النار على زوجة الفلاح.
رجع الفلاح ووجد زوجته مقتولة فحمل بندقيته وقتل صاحب الحمار.
سُئل الشيطان: ايش سويت ؟!!!!
قال: لا شيء... فقط فكيت للحمار!
إيييييييييه إيييييييه! فقط فكيت للحمار! ليتك تعرف ايش سويت ياشيطان!
هذا شيطان واحد أطلق حمارا واحدا فتسبب في كل هذه المقتلة، فياترى كم شيطان يوجد عندنا؟؟؟!
وكم ياحمار أطلق في بلادي؟؟؟!
مشكلتنا ياخبرة والله عويصة جدا جدا جدا!
نلاحق من والا من؟ كم بانجلس نجري بعد الشياطين لتقييدها؟ وكم يشتي لنا من جهد لإرجاع الحمير إلى حظائرها؟؟؟
كان عندنا في …. حمار كبير خرف تلبسه شيطان كبيييير اطلق حمارا آخرا من …..، ثم تعاون الحماران مع بقية الشياطين وفكوا لكل الحمير التي بحوزتهم، ومن الحظائر الأخرى في كل أنحاء اليمن.
وبعدين ياجماعة ما حميرنا إلا ثانيات، من سلالات خاصة لا توجد في أي بلد في العالم.
حمير العالم احيانا بيذبحوها ويبيعوا لحمها سرا وبالغش على أنه لحم بقري، لكن حميرنا ما تؤكلش لحومها. وبعضها حمير من عائلات محترمة وأولاد قبايل، ومن أنساب ههاي ههاي، وبعضها مقدسة. وبعض حميرنا قد وصلت إلى مراتب عليا ومشيخة وهدار، ومنها ماهو سيد ووووو الخ، لذلك مايقعش تذبح وتباع في الأسواق، وطعمها قات وبردقان وحلبة وسلتة ووزف.
هيا كيف نفعل بهم بالله عليكم؟ أفتونا وشوفوا لنا مخرج كيف نتعامل معها ونتحايل عليها علشان نقدر نرجعها للحظيرة!
وقد في معنا أبواق إعلامية وفرق موسيقية شكلتها هذه الحمير الشاردة تطبل ليل نهار للحمير الكبار.
لا وعاده ماكفانحناش اللي معانا، بل زادوا استوردوا لنا حميرا عربية على أساس أنها مهر عربية أصيلة تجي تصلح لنا الأمور في البلاد، وإذا بها عادها أحمر وأجحش من اللي معانا، ويالله وارحبي ياجنازة فوق الاموات.
أما ماذلحين قد وصلت الحمير الإفرنجية لتكمل الباقي، زعم شصلحوا المواضيع.
أنا في الحقيقة وصلت إلى إستنتاج عبقري فذ من واقع تجربتنا اليمنية، وربما لم يسبقني إليه أحد من قبل وهو أنه إذا أردت أن تخرب بلداً فما عليك إلا أن تربي حميرا لتطلقها وقت الحاجة، وأنا أضمن لك النجاح 100%.